121 عاما من التاريخ.. قصر طوبيا واجهة مدينة قوص التراثية ما زال يفتح أبوابه.. بني على طراز أوروبي من طابقين وتحول إلى مدرسة ثانوية وإعدادية.. وتوفي صاحبه في السبعينيات داخل البدروم.. صور

الإثنين، 17 نوفمبر 2025 10:30 م

مدخل قصر طوبيا

قنا صابر سعيد

يعد قصر طوبيا واحدًا من أبرز القصور التاريخية في محافظة قنا وواجهة مميزة لمدينة قوص، وأحد أهم معالمها التراثية، حيث يصل عمره إلى 121 عامًا، ليبقى شاهدا حيا على تاريخ المدينة وامتدادا يربط الماضي بالحاضر، ورغم مرور السنوات ما زال القصر محتفظا بطابعه القديم وتصميمه الفريد، شأنه شأن قصر الخواجة جبرة في مدينة نقادة، إذ شيد كلاهما على الطراز الأوروبي لرجل كان يمتلك مئات الأفدنة بالمدينة وريفها.

تاريخ بناء القصر ومساحته

ما زال قصر طوبيا يلوح بعبق الماضي وينتظر من يعيد اكتشافه وترميمه من جديد، فمن هنا بدأت الحكاية فجدرانه سطور من التاريخ تتلى بلا عنوان، صاغتها يد الفن لتخلد سر الجمال، وقد بني القصر عام 1904 على مساحة بنحو 14 قيراطا، وتضم حديقة واسعة ذات مساحات خضراء.

قال أحمد عبد الله، الباحث في التاريخ، إن قصر طوبيا يعد من القصور التاريخية المهمة في محافظة قنا وشيد في الفترة نفسها التي بني فيها قصر الخواجة جبرة بنقادة، ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 1904، وقد أقيم من طابقين وبدروم يضم كل طابق 6 غرف، 3 في الجهة الشرقية و3 في الغربية، وكان صاحب القصر يستطيع أن يشاهد نهر النيل من نافذته العليا، إذ كانت المنطقة المحيطة آنذاك عبارة عن بيوت طينية ومساحات خالية.

أخر الاقطاعيين في مدينة قوص

وأوضح عبد الله, أن طوبيا كان من كبار الإقطاعيين في مدينة قوص ويمتلك مئات الأفدنة، وكان آخرهم في تلك المنطقة وفي عام 1945 اقترح الأهالي عليه استغلال القصر وتأجيره كمدرسة ثانوية بدلاً من اضطرار الطلاب لقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى مدينة قنا، فوافق طوبيا على ذلك، وتحول الطابقان الأول والثاني إلى مدرسة.

وأضاف، أن أبناء الإقطاعي سافروا إلى القاهرة لاستكمال تعليمهم الجامعي وفي سبعينيات القرن الماضي توفي طوبيا، وكان وقتها يعيش في بدروم القصر بعد تخصيص طوابقه للمدرسة، وبعد ذلك تحولت المدرسة من ثانوية إلى إعدادية، ثم أغلق القصر للترميم لسنوات لكن دون تنفيذ فعلي، وبعد ضمه لهيئة الأبنية التعليمية استخدم كمخزن للكتب ومقر إداري للإدارة التعليمية في بعض الفترات.