مزارع أسيوط الحيوانية تنبض بالحياة.. خطة تحديث الثروة الحيوانية تحولها إلى رافد اقتصادى مستدام.. والتطوير الشامل لمزارع الإنتاج الحيوانى بعرب مطير والعوامر يحقق نهضة إنتاجية في وقت قصير

تتحرك عجلة التنمية في محافظة أسيوط في كافة القطاعات بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي للمحافظة من كافة المنتجات التي يحتاجها السوق المحلي وخاصة في مجال الإنتاج الحيواني وذلك بهدف تحويل الريف إلى مركز إنتاج حيوى واقتصادي يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني. وظهر ذلك جليا من خلال إهتمام  اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط بتطوير مزارع الإنتاج الحيواني بعرب مطير والعوامر، ضمن خطة شاملة لتطوير الثروة الحيوانية بالمحافظة بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد.

مشروعات ميدانية على أرض الواقع

تشهد  عدد من مزارع المحافظة ذات الإنتاج الحيواني تطويرا شاملا ومنها مزرعة الألبان بعرب مطير، المقامة على مساحة 10 أفدنة، وهي واحدة من المزارع التي تشهد تطويرًا شاملًا في بنيتها التحتية ومنشآتها الإدارية. حيث  يتم  رفع الكفاءة وتطوير العنابر والمباني الإدارية، وإنشاء مبنى إداري بمساحة 115 مترًا مربعًا مجهز لاستيعاب احتياجات التشغيل والإدارة الحديثة.

ونفس الحال في  مزرعة التسمين بعرب العوامر، المقامة على مساحة 11 فدانًا حيث يتم  تأهيل العنابر وتحسين البنية التحتية وتوفير بيئة آمنة وصحية للعاملين والحيوانات.

الاقتصاد الحيواني.. رافد جديد للتنمية

قال اللواء هشام أبو النصر محافظ اسيوط في تصريحات صحفية، إن تطوير مزارع الإنتاج الحيواني يأتي في إطار خطة طموحة لجعل الثروة الحيوانية أحد أعمدة الاقتصاد المحلي في أسيوط، من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتطبيق نظم الإدارة الحديثة.

وقال المحافظ: "نعمل على تحويل هذه المزارع إلى نماذج إنتاج متكاملة يمكن تعميمها في باقي المحافظات، بما يحقق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان ويدعم الاقتصاد الزراعي المحلي."

وأشار إلى أن المشروعات الجارية لا تقتصر على الجانب الإنتاجي فقط، بل تمتد لتشمل تأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءة العاملين وتوفير فرص عمل جديدة لشباب القرى، وهو ما يسهم في الحد من البطالة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.

تعاون المحافظة مع هيئة تنمية الصعيد

جاء هذا المشروع ثمرة للتعاون بين محافظة أسيوط وهيئة تنمية الصعيد، التي تلعب دورًا محوريًا في دعم المشروعات الزراعية والحيوانية، من خلال التمويل والإشراف الفني وتبادل الخبرات.

ويُعد هذا التعاون نموذجًا ناجحًا لتحقيق التنمية المستدامة في صعيد مصر، حيث تستهدف الهيئة دعم مشروعات تحقق عائدًا اقتصاديًا واجتماعيًا مستمرًا، وليس مجرد مشروعات مؤقتة.

التنمية الريفية المتكاملة

ولا يقتصر تطوير مزارع عرب مطير والعوامر على زيادة إنتاج اللحوم والألبان فحسب، بل يمتد ليشمل دعم الاقتصاد الريفي المتكامل  بين القطاعات الزراعية والحيوانية والتصنيعية.

ومن المنتظر أن يتم استغلال منتجات هذه المزارع في إنشاء سلاسل إنتاج غذائي متكاملة تشمل الألبان ومشتقاتها ومنتجات اللحوم المصنعة، مما يفتح الباب أمام إقامة صناعات صغيرة ومتوسطة في القرى المحيطة، ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار المحلي.

التنمية المستدامة في صعيد مصر..

تأتي هذه الخطوات متماشية مع رؤية الدولة في تنمية الصعيد وتحقيق العدالة المكانية في توزيع الاستثمارات والمشروعات التنموية.

ففي السنوات الأخيرة، شهدت محافظة أسيوط طفرة في مشروعات البنية التحتية والخدمات، من شبكات طرق وصرف صحي، وصولًا إلى المشروعات الإنتاجية مثل هذه المزارع التي تمثل نقلة نوعية في مفهوم التنمية الريفية.

حيث أن  محافظة أسيوط تسعى لأن تكون نموذجًا في التحول من الريف المستهلك إلى الريف المنتج، عبر مشروعات حقيقية تمس حياة الناس وتوفر لهم فرصًا أفضل للمستقبل.