أزمة كبيرة تواجه حكومة كير ستارمر بعد الحديث عن زيادة ضرائب الدخل فى ميزانية الخريف والتراجع عن عدد من أهم الوعود الانتخابية لحزب العمال، مما دفع الخبراء لوصف ما يحدث بالـ"حرب الأهلية" و"الانقلاب"، إذ طُرحت أسماء وزراء لتولى منصب رئاسة الحكومة بدلا من ستارمر.
ماذا يحدث؟
نفى وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينج، الأربعاء، وجود أي خطة للإطاحة برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بعد أن أعرب مقربون من الأخير لوسائل الإعلام عن مخاوفهم من محاولة انقلاب قد تُنفذ في وقت لاحق من الشهر الجاري بعد إعلان الميزانية.
وقال وزير الصحة ويس ستريتينج إنه "لا يرى ظروفًا" تسمح له بتحدي ستارمر على زعامة حزب العمال.
وفي مقابلته مع برنامج "بي بي سي بريكفاست"، سأل جون كاي ويس ستريتينج عما إذا كان سيترشح ضد كير ستارمر على زعامة حزب العمال. وأجاب ستريتينج: لا أرى ظروفًا تسمح لي بفعل ذلك مع رئيس وزرائنا.
وأضاف أنه كما أكد سابقا عن رئيس الوزراء، أنه منذ توليه قيادة حزب العمال، واجه مهمة صعبة للغاية. وتابع قائلا: قادنا من أسوأ هزيمة منذ عام 1935 إلى الفوز في انتخابات عامة ظنّ الكثيرون أنه لن يفوز بها أبدًا.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تعليق ستريتنج يُذكّر بقول مايكل هيسلتين إنه لا يستطيع "توقع أي ظروف" تُمكّنه من تحدي مارجريت تاتشر - وهو تعبيرٌ استخدمه لسنواتٍ في ثمانينيات القرن الماضي بعد استقالته من الحكومة. في النهاية، تبيّن أن تنبؤه خاطئ، وفي عام 1990، تحدى تاتشر.
لكن الظروف آنذاك كانت مختلفة تمامًا. بدا ستريتنج كمن يُحاول التقليل من احتمالية تحدي القيادة يومًا ما، لا تضخيمها.
واحدة من أكبر الانتصارات الانتخابية فى تاريخ بريطانيا
وكان ستارمر قد قاد حزب العمال لتحقيق واحدة من أكبر الانتصارات الانتخابية في تاريخ بريطانيا عام 2024، إلا أن شعبيته تراجعت بشدة بعد مرور 16 شهرا، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن الحزب على وشك التراجع عن أحد أبرز وعوده الانتخابية بخصوص عدم رفع ضريبة الدخل، للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي.
وذكرت عدة وسائل إعلام بريطانية أن مقربين من ستارمر أكدوا أن رئيس الوزراء سيواجه أي تحد لزعامة الحزب، مشيرين إلى أن ويس ستريتينج ووزيرة الداخلية شبانة محمود قد يكونان أبرز المرشحين المحتملين لخلافته.
وأكد ستريتينج في تصريحات أخرى لقناة "سكاي نيوز": لن أطالب باستقالة رئيس الوزراء.. أنا أدعم ستارمر، وقد دعمته منذ توليه قيادة حزب العمال".
وتُظهر استطلاعات الرأي أن ستارمر من بين أكثر رؤساء الوزراء البريطانيين الأقل شعبية على الإطلاق، فيما يتراجع حزب العمال منذ أشهر خلف حزب "الإصلاح البريطاني" بزعامة الشعبوي نايجل فاراج.
ويستعد حزب العمال لإعلان الميزانية في 26 نوفمبر الجاري، حيث أشارت وزيرة المالية البريطانية ريتشيل ريفز إلى احتمال رفع الضرائب مجددا لسد عجز مالي.
ويأتي ذلك بعد عام واحد فقط من زيادة الضرائب بمقدار 40 مليار جنيه إسترليني والتي وصفتها حينها بأنها خطوة استثنائية لمرة واحدة.
ستارمر يدافع عن وزارئه
ومن ناحية أخرى، أدان السير كير ستارمر الإحاطات الإعلامية "غير المقبولة بتاتًا" ضد وزير الصحة ويس ستريتنج، في ظل اندلاع حرب أهلية في قيادات حزب العمال، وفقا لتعبير "الجارديان".
ونفى ستريتنج نفيًا قاطعًا أنه كان يخطط للإطاحة برئيس الوزراء، ودعا لفصل من حضروا الإحاطة الإعلامية ضده في مقر رئاسة الوزراء (10 داونينج ستريت) إلى مواجهة الفصل.
وفي جلسة أسئلة رئيس الوزراء، قال السير كير: "أي هجوم على أي عضو في حكومتي غير مقبول بتاتًا". وأضاف أن ستريتنج يقوم "بعمل رائع"، مسلطًا الضوء على سجله في إصلاح نظام الخدمات الصحية الوطنية.
جاء ظهور السير كير في مجلس العموم وسلسلة من المقابلات الإذاعية التي أجراها ستريتنج في أعقاب سلسلة من الإحاطات الإعلامية المسائية من مقر رئاسة الوزراء (10 داونينج ستريتنج) وحلفاء زعيم حزب العمال، والتي أكدت أن رئيس الوزراء سيواجه أي تحدٍّ للقيادة - مع اعتبار ستريتنج منافسًا محتملًا.
وهاجم ستريتنج المسئولين عن الشائعات، مشيرًا إلى أنهم "أفرطوا في مشاهدة برنامج "خونة المشاهير".