فيسبوك
واتساب
تشهد الأراضى الفلسطينية مزيدًا من التدهور الأمنى والإنسانى فى ظل استمرار الاقتحامات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتواصل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة، بالتوازى مع تحركات سياسية ودبلوماسية دولية، لمحاولة تثبيت وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وتتقاطع هذه التطورات مع معطيات جديدة تتعلق بالتحقيق في جرائم المستوطنين، ومعالم السيطرة الإسرائيلية على مواقع الآثار في الضفة، إلى جانب مواقف أوروبية دافعة نحو دور أكبر في ملف غزة.
ما أهم التطورات الميدانية؟
أفاد الهلال الأحمر الفلسطينى، بإصابة شابين فلسطينيين بالرصاص خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، في استمرار لوتيرة الاقتحامات التي تضرب مدن وبلدات الضفة الغربية بصورة شبه يومية.
وبينما تتصاعد المواجهات، تبرز تقارير جديدة حول جانب آخر من أدوات السيطرة الإسرائيلية، إذ تحولت المواقع الأثرية في الضفة الغربية منذ أكثر من خمسة عقود من ملف ثقافي إلى أداة تستعمل لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية عبر السيطرة على الأراضي المصنفة “ج” وتغيير الرواية التاريخية المرتبطة بها.
وتشير الوقائع إلى أن الأوامر العسكرية تحت عنوان “حماية الآثار” باتت تُستخدم لتكريس وجود الاحتلال الإسرائيلى على مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية.
وفي سياق متصل، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن انخفاض حاد في عدد ملفات التحقيق المتعلقة بجرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تراجع عدد القضايا من 235 ملفًا عام 2022 إلى 60 فقط عام 2024، دون تقديم أي لائحة اتهام خلال العام ذاته.
ويعكس هذا التراجع، بحسب مراقبين، اتساع دائرة الإفلات من العقاب للمستوطنين، في ظل حماية سياسية وأمنية متزايدة.
مستجدات الوضع الصحى
وفي قطاع غزة، نقلت صحيفة لوموند صورة قاتمة عن الواقع الصحي والإنسانى، مؤكدة أن المرضى والمصابين يموتون بصمت نتيجة انهيار المنظومة الصحية وتباطؤ المجتمع الدولي في إجلاء الحالات الحرجة.
وأشارت الصحيفة إلى أكثر من 18 ألف حالة تنتظر التحويل إلى مستشفيات أجنبية، مع تسجيل وفاة نحو ألف مريض، بينهم أطفال، بسبب التأخر في إخراجهم للعلاج.
وفي الداخل الإسرائيلي، أثارت قضية اعتقال ضابط رفيع برتبة لواء بتهمة “خيانة الأمانة” حالة ارتباك داخل المؤسسة الأمنية، بعدما دعت قيادة الشرطة إلى اجتماع طارئ لمناقشة التطورات المرتبطة بالقضية التي لم تُكشف تفاصيلها كاملة بعد، لكنها تعكس اضطرابًا غير مسبوق داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية.
إيطاليا تخصص 60 مليون يورو لإعادة الإعمار
وعلى المستوى الدولي، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني تخصيص 60 مليون يورو لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت بالفعل 5 ملايين يورو خلال الأشهر الماضية.
وقال إن إيطاليا تتشاور مع كافة الأطراف لضمان تثبيت وقف إطلاق النار وتأمين دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع.
وأضاف أن مبعوثًا إيطاليًا زار الأردن ورام الله ومصر وإسرائيل، وسيتوجه قريبًا إلى الولايات المتحدة، لضمان دور قيادي لإيطاليا في مرحلة إعادة الإعمار ومسار السلام الذي يفترض أن يليها.
