إن جميع دول العالم النامية والمتقدمة بما فيها النفطية تتسابق للعمل على جذب وتعزيز الاستثمار الأجنبى لديها، لما له من نتائج مباشرة على النمو الاقتصادى من توفير فرص عمل وزيادة الإنتاج وتوسيع الأسواق، وتحسين البنية التحتية ونقل التكنولوجيا وزيادة الصادرات، مما ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطنى، والذى يصب فى النهاية إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين، وهو ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاتجاه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لحث الشركات ورجال الأعمال فى كافة دول العالم للاستثمار فى مصر.
وهناك دور كبير وهام يمكن أن تلعبه جميع السفارات المصرية بالخارج، خاصة فى الدول الكبرى والمتقدمة والغنية فى جذب أكبر قدر من رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار فى مصر من خلال عقد الاجتماعات والندوات للشركات الكبرى ورجال الأعمال، وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة ومناخ الاستثمار المصرى الذى أصبح مهيأ وجذابا لهذه الاستثمارات، وذلك بجانب عملهم الدبلوماسي، لتدعيم أواصر العلاقات السياسية بين مصر وهذه الدول.
والمتتبع لنشاط السفارات المصرية بالخارج نجد أن السفارة المصرية باليابان قد بدأت بهذا التوجه، وكان لها نشاط ملحوظ ومميز فى مجال العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، ولا شك أن ذلك بتوجيهات من وزير الخارجية النشط الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية، حيث إنه منذ أن وطأت قدم السفير المصرى راجى الإتربى دولة اليابان منذ تعيينه بأسابيع قام بعقد عشرات الاجتماعات واللقاءات حتى الآن، لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع اليابان من خلال الاجتماعات مع الشركات الكبرى الحكومية والخاصة ورجال الأعمال اليابانيين المستثمرين ومن الحكوميين محافظ بنك اليابان للتعاون الدولى، وهو أحد أكبر وأهم مؤسسات التمويل اليابانية ومع رئيس معهد اليابان للاستثمارات الخارجية أحد أبرز مؤسسات دعم مجتمع الأعمال اليابانى فى مجالات الاستثمار والتجارة الدولية، ومع سكرتير عام الرابطة اليابانية لوكلاء السفر JATA لتشجيع السياحة اليابانية لمصر، ومع رئيس معهد اليابان للاستثمارات الخارجية، ومع عشرات قيادات الشركات اليابانية الكبرى فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية التحتية والنقل والزراعة والصناعة وغيرها من المجالات.
لذا لا بد أن تكون الأولوية الأولى للسفارات المصرية بالخارج خلال الفترة القادمة تنظيم فعاليات ترويجية، لتعريف الشركات ومجتمع الأعمال بمختلف الفرص الاستثمارية فى مصر ومكانة مصر كمركز إقليمى متميز للاستثمار والتنمية المستدامة فى أفريقيا والشرق الأوسط، وبوابة لأسواق إقليمية ودولية كثيرة وهامة، وذلك لجذب الاستثمار الأجنبى بمختلف أشکاله لأنه أصبح من أهم مصادر التمويل لتدعيم أى اقتصاد وطني.