من قمة شرم الشيخ إلى افتتاح المتحف المصرى الكبير.. مصر السيسى والتوازن الجيوسياسى.. بلومبرج تشيد بدبلوماسية القاهرة.. وتؤكد: تتبنى مبدأ الصداقة مع الجميع وتسعى للاستفادة من موقعها الاستراتيجى ونفوذها الثقافى

السبت، 01 نوفمبر 2025 07:00 م
من قمة شرم الشيخ إلى افتتاح المتحف المصرى الكبير.. مصر السيسى والتوازن الجيوسياسى.. بلومبرج تشيد بدبلوماسية القاهرة.. وتؤكد: تتبنى مبدأ الصداقة مع الجميع وتسعى للاستفادة من موقعها الاستراتيجى ونفوذها الثقافى الرئيس عبد الفتاح السيسى ودونالد ترامب

كتبت رباب فتحى

تحت عنوان "التوازن الجيوسياسى المصرى يتغلب على ترامب"، أشادت شبكة "بلومبرج" الأمريكية بتبنى القاهرة لمبدأ "الصداقة مع الجميع" فى مسعاها لتحقيق أقصى استفادة من موقعها الاستراتيجى وعلاقاتها ونفوذها الثقافى فى وقت تواجه فيه تحديات اقتصادية. وقالت إنه عندما تفتح مصر أبواب المتحف المصرى الكبير، كنزها الأثرى الضخم، الذى تبلغ قيمته مليار دولار، رسميًا فى الأول من نوفمبر، سيُلقى عظماء السياسة العالمية بظلالهم على الملك رمسيس الثانى.

وأشارت الشبكة إلى أن تمثال أعظم الفراعنة، الذى يبلغ ارتفاعه أحد عشر مترًا، والمُنحوت من الجرانيت الأحمر، والذى يعود تاريخه إلى 3200 عام، يُطلّ على القاعة الرئيسية الواسعة للمتحف المصرى الكبير - وهو مشروعٌ يسعى إلى تعزيز قطاع السياحة الحيوى، ويُبرز أيضًا أهمية مصر العالمية المعاصرة.

 

افتتاح المتحف المصرى الكبير يأتى فى وقت مثالى 

وبعد عقود من التحضير، تضيف الشبكة الأمريكية، يأتى افتتاح المتحف فى وقتٍ مثالى، إذ يأتى بعد أيامٍ فقط من استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى للرئيس دونالد ترامب وقادة العالم فى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر فى قمة شرم الشيخ للسلام، حيث روّج الرئيس الأمريكى لخطته للسلام فى غزة. وقد تُناقش جوانب هذه المبادرة على هامش حفل استقبال الرئيس السيسى اليوم.

واعتبرت الشبكة أن رمسيس يُعد مبعوثًا مناسبًا، لارتباطه بأول معاهدة سلام دولية مسجلة فى العالم - وهى اتفاقية مع أعداء مصر السابقين، الحيثيين. وتُعرض نسخة من هذه الاتفاقية فى الأمم المتحدة بنيويورك، مُكرسةً الاحترام المتبادل وإقامة نظام عادل.

وبعد آلاف السنين، لا تزال تطلعات العصر الفرعونى تحمل صدىً جديدًا فى مصر، حيث تستغل الدولة الأكثر سكانًا فى الشرق الأوسط دورها كشريك أو صديق للجميع تقريبًا، من روسيا إلى أوروبا والصين والخليج. واعتبرت الشبكة أن القاهرة نموذجًا يُحتذى به للدول التى تخوض عصرًا من الاضطرابات الجيوسياسية المتصاعدة، على حد تعبير الشبكة.

قال ديفيد شينكر، الدبلوماسى الأمريكى السابق والزميل فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "فى جميع أنحاء العالم، تُحوط القوى غير العظمى، مُستغلةً تنافس القوى العظمى لصالحها. يبدو أن مصر أكثر فعالية من الدول الأخرى فى وضع مُماثل".

 

القاهرة تسعى لتحقيق أقصى استفادة من موقعها الاستراتيجى ونفوذها الثقافى 

وتُظهر هذه الرقصة الحذرة، كما نُقلت إلى بلومبرج فى محادثات مع مُطلعين ودبلوماسيين ومحللين، دولةً تسعى جاهدةً لتحقيق أقصى استفادة من موقعها الاستراتيجى وعلاقاتها ونفوذها الثقافى، ويكتسب هذا أهميةً خاصة فى ضوء محدودية الموارد الطبيعية فى مصر، وتضخم عدد سكانها، ومواجهتها تحدى متمثل فى أزمة المناخ.

ولفتت الشبكة إلى إشادة ترامب بمُضيفه فى شرم الشيخ، واصفًا إياه برئيسٍ عظيم و"رجلٍ صالح"، مُضيفًا: "نحن معه حتى النهاية". واعتبرت "بلومبرج" هذا الحدث مثّل تحوّلًا حادًا فى العلاقات مع الولايات المتحدة، الساعية إلى إبرام الصفقات، بعد أشهرٍ من الخلاف الذى أشعلته حرب إسرائيل على الأراضى الفلسطينية. فى فبراير الماضى، اقترح الرئيس تحويل غزة إلى "ريفييرا"، مع تهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، بما فى ذلك مصر، رغماً عن القاهرة. لم يزر السيسى واشنطن منذ تولى ترامب ولايته الجديدة.

وأقرّ مسئول حكومى مصرى بوجود ضغوط مكثفة من حكومات أجنبية، مضيفاً أن القاهرة لم ولن تستسلم. وأضاف المسئول أن "تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر بالنسبة لمصر، ونحن متمسكون بمواقفنا."

 

انخراط عالمى لمصر 

واعتبرت الوكالة أن انخراط مصر العالمى خارج الولايات المتحدة أقل صخباً، ولكنه كان ذا دلالة. تُكثّف بكين استثماراتها فى منشآت التصنيع والطاقة الخضراء على ضفاف قناة السويس، وتُساعد فى تطوير العاصمة الإدارية الجديدة لمصر. وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، تعمل روسيا على أول محطة للطاقة النووية فى البلاد. وفى مكان قريب، تُشيّد الإمارات العربية المتحدة مدينة جديدة بالكامل بعد استثمار سياحى بقيمة 35 مليار دولار.

حتى أن مصر تُحافظ على توازن علاقاتها مع منافسيها التقليديين، ويتحدث الرئيس السيسى بانتظام مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع أوكرانيا. وأعادت مصر بناء علاقاتها مع تركيا وإيران، مع الحفاظ فى الوقت نفسه على علاقات قوية مع اليونان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأكد الشبكة أن هذا النهج القائم على "الصداقة للجميع" ساعد القاهرة على مواجهة التحديات الاقتصادية. كما أنه مثال جيد على كيفية إيجاد الدول متوسطة الحجم الذكية طرقًا لتجاوز حالة عدم اليقين التى يفرضها نظام عالمى متعدد الأقطاب من خلال استغلال نقاط قوتها الفريدة.

وقالت الشبكة أن مصر، دولة يبلغ عدد سكانها حوالى 110 ملايين نسمة وتقع فى قلب منطقة شرق أوسط مضطربة، لطالما اعتبرت موقفها تحقيقًا للاستقرار فى المنطقة والمساهمة فى الأمن والسلام العالميين. وهذا بدوره يعنى أن للقوى الكبرى مصلحة فى الحفاظ على علاقات وثيقة مع القاهرة، على حد تعبير بلومبرج. وقال المسئول الحكومى، أن مصر تسعى إلى بناء شراكات والحفاظ على علاقات جيدة مع الجميع - بما فى ذلك التنسيق مع الدول ذات التوجهات المماثلة فى منتديات مثل البريكس أو مجموعة العشرين - ولكن ليس على حساب الاسترضاء.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب