برمج دماغك.. حيل نفسية وسلوكية لتستعيد الشعور بالسعادة الحقيقية

السبت، 01 نوفمبر 2025 10:00 م
برمج دماغك.. حيل نفسية وسلوكية لتستعيد الشعور بالسعادة الحقيقية وصفة السعادة

كتبت مروة محمود الياس

يظنّ كثيرون أن السعادة لحظة حظّ عابرة أو نتيجة ظرف خارجي، لكن العلم يؤكد أنها عملية عصبية يمكن تعزيزها بإرادة الإنسان. فالمخ ليس مجرد عضو يستجيب لما يحدث حولك، بل منظومة ذكية قادرة على التعلّم، وإعادة توجيه استجاباتها الشعورية نحو الفرح والرضا عند التدريب المستمر.

وفقًا لتقرير نشره موقع Lifehacker، فإن الدماغ يمتلك آليات كيميائية معقدة يمكن تحفيزها بطرق نفسية وسلوكية محددة. هذه الآليات ترتبط بإفراز مواد مثل الدوبامين والسيروتونين، وهما المسؤولان عن تحسين المزاج وزيادة الإحساس بالراحة. وحين نغيّر أسلوب تفكيرنا وسلوكنا اليومي، فإننا نعيد ضبط هذه المواد داخل المخ كما لو كنا نضغط “زرّ إعادة التشغيل” للسعادة.

أما موقع Mindfulness Muse فيُشير إلى أن الممارسات القائمة على الوعي الذهني — مثل التأمل القصير أو التنفّس الواعي — تُساعد الدماغ على تهدئة نشاط اللوزة العصبية المسؤولة عن الخوف، وتزيد من قدرة القشرة الجبهية على إدارة المشاعر. بهذه الطريقة يتعلم المخ الاستجابة للضغوط بطريقة أكثر هدوءًا، ما يعزّز الإحساس الداخلي بالاتزان والسعادة.إن جوهر السعادة لا يكمن في ظروفك الخارجية، بل في الطريقة التي يُعيد بها دماغك تفسير تلك الظروف. حين تعلّمه التركيز على التجارب الإيجابية، وتحدّ من النقد الداخلي، وتُدرّبه على الوعي والتقبّل، فأنت في الواقع تُعيد تشكيل كيمياء دماغك لتعمل لصالحك.

 

1. لاحظ ما يُسعدك حقًا

حين تنشغل بالأحداث السلبية، تنطفئ المراكز العصبية المسؤولة عن المكافأة في الدماغ. جرّب بدلًا من ذلك أن تلاحظ بوعي اللحظات الصغيرة التي تُبهجك: مذاق قهوة الصباح، أو محادثة دافئة مع صديق. تسجيل هذه اللحظات ذهنيًا يُنشّط مسارات الإيجابية داخل المخ، ويزيد استجابته لأي تجربة سارة في المستقبل.

 

2. التحفيز السلوكي كعلاج

يؤكد علم النفس السلوكي أن مزاجك يتحسّن بفعل الأفعال نفسها لا بمجرد انتظار الحافز. حين تشعر بالفتور أو الاكتئاب، قم بالنشاط الذي تعلم أنه يرفع طاقتك، حتى وإن لم تكن في مزاج يسمح. بعد دقائق، يبدأ المخ في إفراز مواد السعادة تلقائيًا استجابة للفعل المتّزن، لا للشعور. إنها وسيلة فعالة لكسر دائرة الكسل العاطفي.

 

3. واجه أفكارك القاسية بمنطق

يعيش كثير من الناس أسرى لأفكار نقدية تُضعف ثقتهم بأنفسهم. حاول أن تتعامل مع هذه الأفكار كما يتعامل الطبيب مع فرضية علمية: اختبرها، ناقشها، واطلب الدليل عليها. هذا الأسلوب – الذي يطلق عليه علماء النفس “الاستجواب المعرفي” – يُضعف سطوة التقييم السلبي ويُعيد للعقل توازنه الداخلي.

 

4. قاعدة الدقيقة الواحدة

يقترح خبراء الأعصاب أسلوبًا بسيطًا لتحفيز الشعور بالإنجاز: أن تُكمل أي مهمة تستغرق دقيقة واحدة فورًا. مثل ترتيب كتاب أو الرد على رسالة. هذا السلوك يُنتج موجة صغيرة من الدوبامين تكفي لتغيير حالتك المزاجية سريعًا، وتدفعك لمهام أكبر بثقة أعلى.

 

5. مارس التعاطف مع نفسك

أثبتت الدراسات أن التحدّث إلى النفس بلطف يُنشّط المناطق العصبية نفسها التي تُثار عند تلقي الدعم من الآخرين. حين تُسامح ذاتك على تقصير أو خطأ، فأنت تُقلّل إفراز هرمون الكورتيزول وتزيد من هرمونات الراحة العصبية مثل الأوكسيتوسين. بهذا المعنى، يصبح التعاطف الذاتي علاجًا بيولوجيًا حقيقيًا.

 

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب