التكنولوجيا في خدمة المصريين القدماء.. ثورة رقمية في عرض التراث المصري

السبت، 01 نوفمبر 2025 07:00 م
التكنولوجيا في خدمة المصريين القدماء.. ثورة رقمية في عرض التراث المصري المتحف المصري الكبير

أحمد منصور

الحضارة المصرية القديمة التي أبهرت العالم بإنجازاتها قبل آلاف السنين، تشهد المتاحف اليوم ثورة من نوع خاص، لا تعتمد على القطع الأثرية فقط، بل يضاف إلى ذلك الخوارزميات والبيانات، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وتقنيات الهولوجرام أدوات جديدة في يد القائمين على المتاحف المصرية، لإحياء عبق الماضي في صورة رقمية تفاعلية تجذب الزوار من مختلف الأعمار، فإنها محاولة جادة لجعل التاريخ يتحدث مرة أخرى من جديد، ويعيد تقديم كنوز المصريين القدماء بروح القرن الـ 21، حيث يتحول الزائر من متفرج إلى جزء من القصة.
 

التماثيل تتحدث عن نفسها وتاريخها عبر الذكاء الاصطناعي

نجد فى المتحف المصري الكبير، يختبر الزوار تجربة فريدة تتيح لهم الاستماع إلى التماثيل وهي تحكي قصتها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يحلل النظام شكل القطعة الأثرية ونقوشها، ثم يصدر سردًا صوتيًا مخصصًا بلغات مختلفة، يشرح تاريخها ومغزاها الحضاري بأسلوب يناسب الفئة العمرية للمستمع.

 

رحلة إلى قلب التاريخ عبر الواقع المغزز.
 

لقد باتت تجربة الواقع المعزز من أبرز أدوات العرض الحديثة في المتاحف المصرية، فمن خلال الهاتف المحمول أو النظارات الذكية، يمكن للزوار أن يشاهد مشهد بناء الأهرامات أو الملك توت عنخ آمون أو عملية التحنيط كما كانت قبل آلاف السنين، بخطوات تفاعلية تحيط به من كل جانب.

وتلك التقنية الحديثة لا تخاطب الكبار فقط، بل تسهل على الأطفال فهم التاريخ القديم بطريقة اللعب والاكتشاف، مما يجعل الزيارة التعليمية رحلة ممتعة.

عودة ملوك مصر القديمة  من خلال الهولوجرام.
 

لقد أصبح عودة الملوك القديمة ليس أمرًا مستحيلاً، فقد تستطيع أن ترى الملك الذهبى توت عنخ آمون أو الملكة نفرتيتي والملك رمسيس يتحركون أمام الجمهور، وذلك بفضل تقنية الهولوجرام، التى سيتم عرضها فى بعض القاعات من خلال مشاهد ثلاثية الأبعاد للملوك والكهنة وهم يؤدون طقوسهم القديمة، إذ أن تلك المشاهد تبنى على بيانات أثرية دقيقة ونقوش حقيقية، مما يجعلها قريبة إلى الواقع دون المساس بقدسية التاريخ، وتلك الوسيلة الحديثة لا تعيد صناعة الماضي، بل تمنحه وسيلة جديدة ليرى كما كان.

لقد أصبحت التجارب التفاعلية وسيلة لإنقاذ العلاقة بين الأجيال الشابة وتاريخها، فهى لم تعد رفاهية، ففي زمن الشاشات السريعة ووسائل التواصل الاجتماعى، والعالم المفتوح، يصبح من الضروري أن يتحدث المتحف بلغة التكنولوجيا، ليعيد جذب الجمهور إلى قاعات التاريخ.

كما أن تلك الوسائل والتقنيات الحديثة تساهم أيضًا فى حفظ القطع الأثرية المعروضة كما يؤكد بعد الأثريين المصريين، إذ تقلل من اللمس المباشر والاكتظاظ حول المعروضات، وهى التجربة التى نأمل ان نراها بشكل كامل فى أحد أكبر الصروح العالمية وهو المتحف المصري الكبير، ليكون أحد أبرز النماذج التي تبنت هذا التحول الرقمي، ليصبح من مكان للعرض إلى فضاء تعليمي وثقافي مفتوح للعالم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة