أكد رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية، أن "الضمانات" هي كلمة السر التي تحكم مسار الاتفاق، مشيراً إلى أن كل طرف من أطراف الصراع يسعى لتحقيق "انتصار مرحلي" خاص به، مما يجعل المرحلة الثانية من الاتفاق هي الأخطر والأكثر تعقيداً.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، في حوار ببرنامج ستوديو إكسترا المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن الاتفاق الذي وصفه الرئيس السيسي بـ"الإنجاز التاريخي"، نجح في إجهاض الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي المتمثل في تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.
وأشار إلى أن أهمية الاتفاق تكمن في قدرة مصر، عبر دبلوماسية نشطة ورؤية استباقية، على تكوين جبهة إقليمية ودولية ضاغطة أوقفت هذه المخططات، ودفعت نحو حل سياسي يرتكز على حل الدولتين.
وحول دوافع الأطراف للموافقة على الاتفاق، فصّل أستاذ العلاقات الدولية قائلاً: "ما الذي جعل إسرائيل وحماس توافقان اليوم؟ الظروف تغيرت".
وأرجع موافقة إسرائيل إلى عدة أسباب، أبرزها رغبتها في تحقيق "انتصار مرحلي" أمام شعبها من خلال استعادة الرهائن والجثامين، والتجاوب مع رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنهاء الحرب، بالإضافة إلى الضغط الداخلي المتزايد، حيث أظهر استطلاع لمعهد الديمقراطية في إسرائيل أن 66% من الإسرائيليين يرفضون استمرار الحرب.
أما بالنسبة لحماس، فقد أوضح أن "التدمير الذي حصل في قطاع غزة جعل الخيارات المتاحة أمامها ضيقة جداً"، مضيفاً أن الحركة تسعى لضمان بقائها في السلطة كمركز استراتيجي، وتستخدم المرحلة الأولى من الاتفاق للمساومة على شروط المرحلة الثانية.
واعتبر المحلل أن المرحلة الثانية هي "الأخطر" و"المعضلة" الحقيقية، حيث تشترط إسرائيل الإشراف بنفسها على "تجريد حماس من سلاحها الهجومي بالكامل" مقابل انسحابها الكامل من القطاع، وهي شروط وصفها بـ"التعجيزية" التي قد تستخدمها إسرائيل للتحايل على الوصول لاتفاق سلام نهائي.
وفي سياق متصل، أشاد أستاذ العلاقات الدولية بالدور المصري، مؤكداً أن مصر ذهبت إلى ما هو أبعد من مجرد وقف إطلاق النار، حيث تتطلع إلى حل مستدام للقضية.
ولفت إلى الدلالات الرمزية القوية التي صاحبت المفاوضات، ومنها: رمزية التوقيت: اختيار يوم 7 أكتوبر، ذكرى اندلاع الحرب، لتوقيع اتفاق السلام، "وكأن مصر تحاول أن تمحو هذه الذكرى بصناعة السلام".. ورمزية المكان: عقد الاتفاق في شرم الشيخ، "مدينة السلام" التي استعادت دورها كأيقونة لصناعة التوافق...رسالة القوة والأمان: ظهور قادة حماس في القاهرة وتجولهم في "الهواء الطلق" تحت حماية مصرية، وهي رسالة للعالم بأن مصر "أرض الأمن والأمان" وتحمي من يلجأ إليها.
واختتم أستاذ العلاقات الدولية حديثه بالتأكيد على أن مصر، بتاريخها وخبراتها العريقة في الحرب والسلام، تظل هي "الملاذ الآمن" والقوة القادرة على قيادة المنطقة نحو الاستقرار.