عامان غيرا الشرق الأوسط إلى الأبد.. أكسيوس: المأساة الإنسانية والتحولات الجيوسياسية لحرب غزة ستظل قائمة لأجيال.. عدوان إسرائيل تحول إلى حرب إقليمية قوضت استقرار المنطقة.. وترامب الوحيد الذى لا يزال يدعم نتنياهو

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 06:00 ص
عامان غيرا الشرق الأوسط إلى الأبد.. أكسيوس: المأساة الإنسانية والتحولات الجيوسياسية لحرب غزة ستظل قائمة لأجيال.. عدوان إسرائيل تحول إلى حرب إقليمية قوضت استقرار المنطقة.. وترامب الوحيد الذى لا يزال يدعم نتنياهو تدمير قطاع غزة - أرشيفية

كتبت ريم عبد الحميد

لم تكن حرب إسرائيل على غزة مجرد حلقة فى سلسلة طويلة من الصراع بين الدولة العبرية والفلسطينيين، تبلورت فى سلسلة من الحروب زادت وتيرتها خلال السنوات العشرين الماضية، بل كانت الأعنف والأكثر دموية والأكثر دمارًا على مدار تاريخ حروب العرب وإسرائيل منذ عام 1948.

 

وبناء على ذلك، لا أحد يشك فى أن ما بعد السابع من أكتوبر 2023 قد غير وجه المنطقة بأكملها، ولا تزال الأمور تتشكل فى انتظار ما ستسفر عنه خطة ترامب للسلام.

 

يقول موقع أكسيوس الأمريكى أن عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد غيرا الشرق الأوسط إلى الأبد. وحتى مع اقتراب هذه الحرب من نهايتها أكثر من أى وقت مضى، فإن المنطقة لن تعود أبدًا كما كانت.

 

وفى التقرير الذى كتبه باراك ديفيد، المقرب من دوائر صنع القرار فى إسرائيل والولايات المتحدة، قال أن الحرب بدأت بما وصفه بـ "أكبر مذبحة لليهود منذ المحرقة"، واستمرت بأسوأ عمليات قتل ونزوح للفلسطينيين منذ النكبة عام 1948. وحتى لو نجحت مساعى ترامب للسلام، فإن المأساة الإنسانية والتحولات الجيوسياسية سيتردد صداها عبر أجيال قادمة.

 

ويتابع ديفيد قائلا: صحيح أن إسرائيل وجهت عدة ضربات لخصومها منذ السابع من أكتوبر 2023، إلا أن مكانتها العالمية قد تدهورت بشدة. فى المقابل، زاد بشكل هائل الدعم لحقوق الفلسطينيين ودولتهم، واعترفت أكثر من 10 دول إضافية بفلسيطن. لكن الفلسطينيون فى غزة يعانون من النزوح والجوع، فى حين أن أقرانهم فى الضفة الغربية يواجهون قمعًا متناميًا.

 

فى الولايات المتحدة، أدت الحرب إلى انقسام بين قاعدة الحزب الديمقراطى فى عام 2024، عام الانتخابات الرئاسية، وأثارت احتجاجات فى الجامعات الأمريكية استغلتها إدارة ترامب للضغط على هذه الجامعات الآن.

 

وخلال هذه الحرب، قتل نحو ألفى إسرائيلى فى جبهات متعددة، وفقًا لحكومة تل أبيب. فى المقابل، استشهد أكثر من 67 ألف فلسطينى فى قطاع غزة، واستشهد آلاف آخرون فى الضفة الغربية ولبنان وإيران وسوريا واليمن. ووجهت إسرائيل ضربات فى ثمان دول منذ السابع من أكتوبر.

 

ومن بين 255 أسير وقعوا فى قبضة حماس فى مثل هذا اليوم قبل عامين، عاد 148 أحياء، وتم استعادة جثامين 59 آخرين، بينما لا يزال 48 أسيرًا فى غزة يعتقد أنهم لا يزالوا على قيد الحياة.

 

حرب إقليمية

سرعان ما تحولت الحرب على غزة إلى حرب إقليمية قوضت استقرار الشرق الأوسط وأعادت تشكيله بالكامل. فعلى مدار 12 يومًا، قصفت إسرائيل إيران، بمشاركة أمريكية، مما أدى إلى أضرار واسعة ببرنامج طهران النووى. فى لبنان، اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله حسن نصر وقتلت قيادات الحزب وقلصت قوته السياسية بشكل كبير. فى سوريا، سقط نظام الأسد بعد 50 عامًا فى السلطة، ودخلت الحكومة الجديدة فى محادثات مع إسرائيل لأول مرة منذ 25 عامًا.

 

فى العراق، تراجعت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران فى ظل تهديدات عسكرية من تل أبيب وضغوط سياسية من الولايات المتحدة. لكن فى اليمن، واجه الحوثيون على مدار أشهر حملة جوية أمريكية، لثبرهن أنها تمثل تهديدًا قويًا لإسرائيل.

 

وكانت الضربة الإسرائيلية الفاشلة التى استهدفت قادة حماس فى الدوحة سببًا فى توحيد دول الخليج للضغط من أجل إنهاء الحرب، والغضب من إسرائيل. ومن رحم هذه الفوضى، ولدت خطة ترامب للسلام.

 

ويقول أكسيوس أن ترامب هو الزعيم الوحيد بين قادة العالم البارزين الذى لا يزال يساند رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وقال أن إسرائيل فقدت الكثير من الدعم فى العالم، والآن "سأعيد هذا الدعم مرة أخرى". ورغم ذلك، فقد قال فى تصريحات أن نتنياهو قد ذهب إلى حد بعيد للغاية فى ملاحقته للحرب.

 

الداخل الإسرائيلى

على مدار اشهر، أظهرت استطلاعات الرأى أن أغلبيات واضحة من الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب وتحرير الأسرى، حتى لو نجت حماس بشكل ما. وأشارت الاستطلاعات أيضا إلى أن أغلبية الإسرائيليين يريدون تنحى نتنياهو الذى رفض الاعتذار عن الإخفاقات الأمنية ما قبل الحرب أو السماح بإجراء تحقيق مستقل. ويرفض نتنياهو الاتهامات الموجهة له بأنه استمر من الحرب من أجل نجاته السياسية.

 

على الجانب الآخر، أصبحت غزة مدمرة واغلبها غير قابل للحياة، ونزح كامل سكان القطاع البالغ عددهم مليونى شخص. تم تدمير أغلب البنية التحتية، وقام جيش الاحتلال الإسرائيلى بتسوية أغلب المنازل بالأرض بشكل ممنهج.

 

ورغم أن الزيادة الأخيرة فى المساعدات أوقفت انتشار المجاعة، إلا أن الأزمة الإنسانية تظل واحدة من بين الأسوأ فى العالم فى القطاع.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب