دراسة جديدة تكشف حقيقة مذهلة عن أصول معبد الكرنك في مصر القديمة

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 11:00 ص
دراسة جديدة تكشف حقيقة مذهلة عن أصول معبد الكرنك في مصر القديمة معبد الكرنك

كتبت ميرفت رشاد

كشفت دراسة جديدة، أن فريق من الباحثين الدوليين تمكن من اكتشاف الأصول التي طالما أثارها معبد الكرنك في مصر، وكشفوا كيف نشأ أحد أكبر المجمعات الدينية في العالم القديم من مياه نهر النيل منذ أكثر من 4000 عام.

بحسب الدراسة الجديدة، المنشورة في السادس من أكتوبر في مجلة Antiquity، هي أشمل مسح جيولوجي أثري أُجري على الإطلاق في الكرنك، تُلقي الدراسة ضوءًا جديدًا على تاريخ بناء المعبد، وكيف تطورت معالمه، ولماذا اختير موقعه المقدس، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

وجد الباحثون أن معبد الكرنك، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ويجذب ملايين الزوار سنويًا، بدأ على ما كان في السابق جزيرة صغيرة داخل سهل فيضان النيل، وعلى مر القرون، نمت هذه الجزيرة لتصبح القلب النابض لمدينة طيبة القديمة، العاصمة الدينية لمصر.

قال الدكتور بن بينينجتون، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث الزائر في علم الآثار الجيولوجي بجامعة ساوثهامبتون: "يوفر هذا البحث الجديد تفاصيل غير مسبوقة حول تطور معبد الكرنك، من جزيرة صغيرة إلى واحدة من المؤسسات المحددة لمصر القديمة".

دراسة تكشف عن العمر الحقيقي للمعبد وأقدم مستوطنة فيه

قاد المشروع الدكتور أنجوس جراهام من جامعة أوبسالا، بمشاركة باحثين من جامعة ساوثهامبتون، حلل الفريق 61 عينةً من الرواسب المأخوذة من داخل المعبد وحوله، وفحص عشرات الآلاف من القطع الخزفية لإعادة بناء التاريخ المبكر للموقع.

تكشف نتائجهم أن المنطقة، قبل حوالي عام 2520 قبل الميلاد، كانت مغمورة بشكل متكرر بفيضانات النيل القوية، مما جعلها غير صالحة للاستيطان الدائم، بدأ الاستيطان الأول خلال عصر المملكة المصرية القديمة (حوالي 2591-2152 قبل الميلاد)، مع انحسار مياه الفيضانات تدريجيًا وظهور أراضٍ جديدة، تدعم شظايا الفخار التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين 2305 و1980 قبل الميلاد هذا التسلسل الزمني.

قال الدكتور كريستيان سترات، أحد المؤلفين المشاركين من جامعة ساوثهامبتون: "لقد كان عمر معبد الكرنك محل نزاع شديد في الدوائر الأثرية، لكن أدلتنا الجديدة تضع قيدًا زمنيًا على أقدم استيطان وبناء له".

ساهمت قنوات الأنهار في تشكيل صعود الكرنك

تُظهر الدراسة أن قنوات الأنهار المتغيرة شقّت مساراتها غربًا وشرقًا، مما أدى إلى إنشاء جزيرة طبيعية مرتفعة، أساسًا مثاليًا لهياكل المعبد الأولى. ومع مرور الوقت، انفصلت القنوات، مما سمح للمجمع الضخم بالتوسع.

لقد فوجئ الباحثون بشكل خاص عندما اكتشفوا أن قناة النهر الشرقية، والتي تم رفضها لفترة طويلة باعتبارها افتراضية، لم تكن حقيقية فحسب، بل ربما كانت أكبر من القناة الغربية، والتي كانت المحور الرئيسي للدراسات السابقة.

قال الدكتور دومينيك باركر، وهو مؤلف مشارك آخر من ساوثهامبتون: "ساهمت قنوات النهر المحيطة بالموقع في تشكيل كيفية تطور المعبد ومكانه، ونرى أيضًا كيف ساهم المصريون القدماء في تشكيل مجرى النهر نفسه، من خلال إلقاء رمال الصحراء في قنوات، ربما لتوفير أرض جديدة للبناء، على سبيل المثال".

الأسطورة والمناظر الطبيعية متشابكة في تصميم المعبد

تصف نصوص المملكة القديمة معبود الخلق وهو يبرز من "البحيرة"، رمزًا للأرض المنبعثة من الماء، والجزيرة الواقعة أسفل الكرنك هي المنطقة المرتفعة الوحيدة المعروفة التي كانت محاطة بالمياه في المنطقة.

وقال بينينجتون: "من المغري أن نقول إن النخبة الطيبية اختارت موقع الكرنك ليكون مسكنًا لشكل جديد من أشكال معبود الخلق، "رع آمون"، لأنه كان يتناسب مع المشهد الكوني للأرض المرتفعة الناشئة من المياه المحيطة".

منطقة آمون رع في مجمع معبد الكرنك الضخم

خلال عصر الدولة الوسطى (حوالي 1980-1760 قبل الميلاد)، تعمّق هذا الاعتقاد، تصف النصوص "تلًا بدائيًا" ينبع من "مياه الفوضى"، ومع تراجع مياه فيضان النيل كل عام، بدا تل الكرنك وكأنه ينبع من النهر نفسه - رمزًا حيًا للخلق والتجديد.

توسيع نطاق البحث في سهل الفيضان القديم بالأقصر

وبحصوله على الإذن بدراسة كامل السهول الفيضية في منطقة الأقصر، يخطط فريق البحث لمواصلة استكشاف المواقع القريبة لفهم أفضل لكيفية تشكيل المناظر الطبيعية المقدسة في طيبة القديمة من خلال الطبيعة والإبداع البشري.

دراسة تزعم حل لغز أصول معبد الكرنك
دراسة تكشف حل لغز أصول معبد الكرنك


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب