شهدت أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع موجة ضخمة من المظاهرات المؤيدة لفلسطين، حيث خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في عشرات المدن للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن النشطاء الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد اعتراض أسطول المساعدات الإنسانية المعروف باسم "أسطول الصمود العالمي".
وامتدت المسيرات من روما ومدريد وبرشلونة وباريس إلى دبلن ولندن ولشبونة وتورينو وميلانو، في واحدة من أوسع التحركات التضامنية التي تشهدها القارة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2023.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات مثل "أوقفوا الإبادة في غزة" و"فلسطين حرة" و"لا مزيد من تجارة السلاح مع إسرائيل".
في إيطاليا، كانت روما مركز الحراك الأكبر، إذ خرج نحو مليون شخص وفق تقديرات المنظمين، فيما قالت الشرطة إن العدد تجاوز 250 ألفًا ، وجابت المسيرة شوارع العاصمة من بوابة سان باولو حتى ساحة سان جيوفاني، رافعة شعار "كلنا فلسطينيون".
وفي تورينو وميلانو، تكررت التظاهرات بمشاركة عشرات الآلاف، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف التعاون العسكري مع إسرائيل. كما دعا المنظمون إلى تجديد الحراك في السابع من أكتوبر المقبل، في ذكرى عملية "طوفان الأقصى".
أما في إسبانيا، فقد خرجت نحو 70 ألف شخص في برشلونة و92 ألفًا في مدريد، بينما شارك عشرات الآلاف في مدن أخرى مثل فالنسيا ومالقة وبلباو وإشبيلية، وردد المتظاهرون هتافات ضد "التواطؤ الأوروبي" وطالبوا بإطلاق سراح نحو 50 ناشطًا إسبانيًا من بين المحتجزين في الأسطول الإنساني الذي أوقفته إسرائيل في المياه الدولية.
في فرنسا، شهدت باريس وتولوز وليون وبوردو مسيرات حاشدة رفع خلالها المشاركون لافتات كتب عليها: "لسنا شركاء في الجرائم"، "إسرائيل دولة إرهابية"، وقالت هيلين كورون، المتحدثة باسم فرع "أسطول الصمود" في فرنسا، إن "الحراك لن يتوقف حتى ينتهي الاحتلال وينال الفلسطينيون حريتهم".
أما في أيرلندا، فقد تجمع آلاف المتظاهرين في شوارع دبلن لإحياء الذكرى الثانية للحرب على غزة، ورفعوا مطالب بفرض عقوبات أوروبية على إسرائيل، ودعا الأطباء والناشطون المشاركون إلى إشراك الفلسطينيين في أي خطة سلام أو وقف لإطلاق النار.
وفي لندن، نُظمت مظاهرة كبيرة في ساحة "ترافالجار" رغم معارضة الحكومة البريطانية بعد الهجوم على كنيس يهودي في مانشستر. ورُفعت لافتة ضخمة كُتب عليها: "نحن ضد الإبادة.. نحن مع فلسطين"، وقد أعلنت الشرطة عن 355 حالة اعتقال بتهمة "تمجيد الإرهاب"، معظمها لأشخاص مسنين شاركوا في المسيرة السلمية.
وفي البرتغال، شاركت آلاف الجماهير في مظاهرة ضخمة في لشبونة قادتها زعيمة حزب اليسار، ماريانا مورطاجوا، التي نددت بسياسات إسرائيل ضد أسطول المساعدات وبالصمت الدولي تجاه معاناة سكان غزة.
ورغم بعض المناوشات المحدودة مع الشرطة في عدد من المدن، وصفت معظم المسيرات بأنها سلمية وموحدة، تعكس الغضب الشعبي الأوروبي من استمرار الحرب والجرائم في القطاع.
وأكد منظمو التحركات من النقابات والمنظمات الحقوقية أن أوروبا تشهد "صحوة إنسانية"، مشددين على أن الشعوب الأوروبية "لن تبقى صامتة أمام الإبادة في غزة"، وأن التضامن مع الفلسطينيين "سيتواصل حتى رفع الحصار ووقف العدوان".