يواجه كثير من الأشخاص صعوبة في الاستمتاع بعصائر الفاكهة بسبب معاناتهم من حرقة المعدة أو ارتجاع المريء، إذ تتسبب الحموضة العالية في تهيّج بطانة المعدة والمريء. لكن هذا لا يعني أن العصائر جميعها تسبب الانزعاج، فهناك أنواع أكثر لطفًا على الجهاز الهضمي، يمكن تناولها دون قلق من تفاقم الأعراض.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، تختلف العصائر في درجة حموضتها تبعًا لنوع الفاكهة المستخدمة، ويُقاس هذا الاختلاف بمؤشر "الرقم الهيدروجيني" أو pH، وهو مقياس يبدأ من الصفر حتى 14. الأطعمة والعصائر التي تقل عن الرقم 7 تُعد حمضية، بينما تميل القيم الأعلى إلى القلوية. وكلما قلّ الرقم، زادت حدة الحموضة وتأثيرها المحتمل على المعدة.
فهم توازن الحموضة في العصائر
حموضة العصائر لا تتعلق بالمذاق فقط، بل بطبيعة الفاكهة نفسها، ومدى احتوائها على الأحماض العضوية مثل الستريك والماليك. على سبيل المثال، عصير الليمون من أكثر العصائر حموضةً، إذ يقترب رقم pH الخاص به من 2، ما يجعله مزعجًا للمعدة الحساسة. في المقابل، هناك عصائر أقل حموضة يمكنها أن تمنح الجسم الترطيب والعناصر الغذائية دون أن تسبب حرقة أو تهيجًا.
عصير التفاح.. الخيار المتوازن
يُعد عصير التفاح من أكثر العصائر المعتدلة حموضةً، إذ تتراوح درجته ما بين 3.3 إلى 4. يحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم وسكريات طبيعية تمنح الطاقة بسرعة، لكنه يخلو تقريبًا من الدهون والبروتين. لذلك، فهو مناسب لمن يحتاج إلى ترطيب لطيف بعد الوجبات أو أثناء النهار دون التأثير على المعدة. بعض الشركات تدعم العصير بفيتامين C، ما يجعله أيضًا مفيدًا لدعم المناعة.
عصير الكمثرى.. صديق الجهاز الهضمي
عصير الكمثرى يتفوّق على التفاح بدرجة طفيفة في كونه أكثر هدوءًا على المعدة، حيث يصل رقم pH فيه إلى نحو 4.6 في بعض الأصناف. يتميز هذا العصير بمحتواه الجيد من الألياف القابلة للذوبان والبوتاسيوم، إضافةً إلى كمية من فيتامين C الذي يحفّز امتصاص الحديد ويحسن مناعة الجسم. لذلك، يُنصح به لمن يعانون من حساسية تجاه العصائر الحمضية أو التهاب المريء المتكرر.
عصير الخوخ.. الطعم الحلو بلا إزعاج
رغم نكهته الحلوة الغنية، فإن عصير الخوخ لا يختلف كثيرًا عن التفاح من حيث الحموضة، إذ يقع متوسطه بين 3.3 و4. يتمتع بقيمة غذائية عالية بفضل احتوائه على السكريات الطبيعية وبعض مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة. ومع أن سعراته الحرارية أعلى قليلًا، إلا أنه خيار آمن للمعدة الحساسة إذا تم تناوله باعتدال.
العصائر التي يُفضَّل تجنّبها
هناك أنواع من العصائر معروفة بارتفاع حموضتها، وقد تزيد أعراض الارتجاع سوءًا. من أبرزها عصير الليمون والجريب فروت والتوت البري، إضافةً إلى الأناناس والبرتقال. هذه العصائر تحمل رقم pH منخفضًا للغاية، مما يجعلها من أكثر العصائر تهييجًا للمعدة والمريء. لذلك، يُنصح إما بتخفيفها بالماء أو استبدالها بعصائر أكثر اعتدالًا.
كيف تختار العصير الأنسب لك؟
الاختيار المثالي يعتمد على درجة تحمّل المعدة ونمطك الغذائي. العصائر الأقل حموضة مثل التفاح والكمثرى والخوخ تُعد خيارات آمنة لمعظم الناس، خاصة عند تناولها بكميات معتدلة وباردة. كما أن استهلاك العصير الطبيعي الطازج أفضل من الأنواع المحلاة أو المصنعة، لأنها غالبًا تحتوي على سكريات وأحماض إضافية قد تزيد التهيج.
ينصح خبراء التغذية أيضًا بتناول العصير بعد الوجبات وليس على معدة فارغة، لتقليل فرصة حدوث حرقان أو اضطرابات في الهضم.