خطة غذائية.. كيف تتغلب على قصور البنكرياس بالأكل الصحى؟

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 06:00 م
خطة غذائية.. كيف تتغلب على قصور البنكرياس بالأكل الصحى؟ البنكرياس

كتبت مروة محمود الياس

عندما يعجز البنكرياس عن إفراز الإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام، تبدأ معاناة المريض مع الانتفاخ، وفقدان الوزن، والشعور الدائم بعدم الراحة بعد الوجبات. هذه الحالة تُعرف بـ قصور البنكرياس الخارجي، وهي من الاضطرابات التي تتطلب نظامًا غذائيًا دقيقًا يساعد الجسم على الاستفادة من الطعام بدلًا من أن يتحول إلى عبء على الجهاز الهضمي.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن اختيار الأطعمة المناسبة وتعديل أسلوب تناولها يمكن أن يُحدث فرقًا ملموسًا في تخفيف الأعراض وتحسين امتصاص العناصر الغذائية. لا يوجد نظام موحد يناسب جميع المرضى، لكن هناك مبادئ غذائية أساسية يمكن أن تشكّل الأساس لعلاج ناجح ومتوازن.

الترطيب أول وأهم خطوة

أحد الأخطاء الشائعة هو تجاهل شرب الماء الكافي. في حالات قصور البنكرياس الخارجي، يحتاج الجسم إلى سوائل أكثر للحفاظ على توازن الأملاح وتسهيل عمل الأمعاء. الماء، الشاي الخفيف، الحساء، وحتى العصائر الطبيعية الخالية من السكر المضاف، تُعتبر مصادر ممتازة. الجفاف يزيد من الإجهاد الجسدي، لذلك يُنصح بشرب كميات موزعة على مدار اليوم بدلاً من شرب كمية كبيرة دفعة واحدة.

وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة

يُفضل أن يتناول المريض خمس أو ست وجبات خفيفة على مدار اليوم، بحيث تكون الوجبات غنية بالبروتينات والدهون الصحية سهلة الهضم مثل الأفوكادو، المكسرات غير المملحة، وزيت الزيتون. هذا الأسلوب يمنح الجسم فرصة أفضل لهضم وامتصاص المغذيات دون إرهاق الجهاز الهضمي.

الأبحاث الحديثة أظهرت أن المرضى الذين يتناولون الجرعات الصحيحة من إنزيمات البنكرياس العلاجية مع وجبات صغيرة، يقل لديهم الإسهال الدهني ويزداد تحسّن الهضم.

المكمّلات الغذائية ركيزة أساسية

يُعد تعويض الإنزيمات المفقودة خطوة جوهرية في إدارة الحالة. كما يحتاج بعض المرضى إلى مكملات تحتوي على فيتامينات أ، د، هـ، وك لأنها تذوب في الدهون التي لا تُهضم جيدًا في هذه الحالات. وقد أشارت دراسات علمية إلى أن مضادات الأكسدة مثل فيتامين "سي" والسيلينيوم يمكن أن تقلل من الالتهاب المصاحب للمرض.

استشارة الطبيب ضرورية لتحديد النوع والجرعة، إذ تختلف الاحتياجات من شخص لآخر حسب درجة القصور ومعدل الامتصاص.

تقليل الألياف... بحذر ووعي

رغم السمعة الممتازة للألياف في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، فإنها قد تُعيق امتصاص الإنزيمات لدى مرضى قصور البنكرياس. لذلك، يُنصح بتقليل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والخضراوات النيئة مؤقتًا، واستبدالها بخضراوات مطهوة لينة كالجزر والسبانخ المسلوقين.

الهدف ليس الامتناع التام، بل إيجاد توازن يمنح الجسم الفيتامينات والمعادن دون زيادة الأعراض.

وداعًا للكحول والتدخين

الكحول هو العدو الأول للبنكرياس. تناوله يُسبب التهابًا مزمنًا يضعف الخلايا المسئولة عن إنتاج الإنزيمات، ما يفاقم الحالة ويزيد احتمالات الإصابة بالسكري أو حتى سرطان البنكرياس. كذلك، التدخين يضاعف خطر الالتهابات المزمنة ويقلل من فعالية العلاج. التوقف عنهما ليس مجرد خيار صحي بل ضرورة حيوية للحفاظ على ما تبقى من كفاءة البنكرياس.


أن دمج هذه التعديلات الغذائية مع العلاج الدوائي يُحسّن جودة الحياة ويُعيد للجهاز الهضمي قدرته على أداء وظائفه تدريجيًا. ومع الالتزام والإشراف الطبي، يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية خالية من الألم والمضاعفات.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب