أكرم القصاص

المصريون و«المتحف الكبير».. شعبى وعميق الكل مبتهج وفخور

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 10:00 ص


غدا يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المتحف المصرى الكبير فى وجود عدد كبير من ملوك ورؤساء العالم والممثلين عن كل الدول والقارات، وتستعد شاشات ومواقع الدول الكبرى لنقل حدث يبقى أحد أهم الأحداث الثقافية والحضارية، طوال أكثر من قرن وبالطبع هناك اهتمام رسمى كبير بهذا الحدث، لكن اللافت للنظر أن المصريين العاديين يتشاركون الفرح والفخر بهذا الحدث، ولدى كل منهم وعى بأن هذا الحدث لهم، وهؤلاء المواطنون بعضهم له ملاحظات أو مطالب شكاوى اعتراضات، تنوع فى الآراء، وربما منهم من لا يوافق على أداء الحكومة، لكنهم فى مثل هذه الأحداث يتجمعون معا، ويعرفون ما عليهم، يمارسون الفخر والفرح بحدث يعرفون أنه لهم وللأجيال القادمة، بمنجز من عمل أيديهم، وإنجازات بأيدى أبنائهم الذين نقلوا مراكب الشمس من الهرم إلى المتحف بأعجوبة، ويرى السياح تون عنخ آمون بشكل لم يسبق وأن شاهدوه.


لقد احتل المصريون «التايم لاين» فى مواقع التواصل بأنواعها، ووضعوا فرحتهم وابتهاجهم وفخرهم بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وتنوعت الاحتفالات بين عشرات الآلاف حولوا صورهم إلى صور مصريين قدماء، يرتدون الكتان ويظهرون سمتا مصريا، وهناك من موهوبين مجهولين أطلقوا فيديوهات «مولدة» لرقصات التمثيل والأجداد وبهجتهم وفرحتهم، بخليط من موسيقى وأغان هيروغليفية، أو حتى مهرجانات حديثة، وتركيبات ولافتات وفيديوهات تعلن الفرح العام بهذا الحدث، وبشكل عفوى اتحد المصريون وخرجوا بوعيهم ليردوا عمليا على « جرذان المنصات الممولة وأعضاء تنظيم الكراهية والتعصب» الذين تستعملهم دول فاشلة وأجهزة عاجزة، يحاولون طوال أيام إفساد الفرحة أو بث الكراهية، ويرد عليهم المصريون كالعادة بالسخرية والفخر الكبير، شخصيا سمعت مناقشات وآراء لجيران فى المترو والميكروباص، يقولون كلاما فيه من العمق ما يتجاوز كتبا ومقالات، ورأيت فيديوهات بسيطة تعبر عن وعى بهذا التاريخ حتى من هؤلاء الذين يعانون كثيرا ولدى كل منهم طلب ورغبة.


وبجانب هؤلاء بعض المحسوبين على المعارضة من اتجاهات وتيارات مختلفة، يسارا ووسطا، ولدى كل منهم عشرات الملاحظات، لكنهم تقريبا وبشكل تلقائى سجلوا افتخارهم، ولدى كل منهم أفكار عن أهمية الترويج للمتحف المصرى الكبير، وكيف يجب أن تكون للمصريين إعفاءات ودعوات لربطهم بهذا التاريخ، وألا يكون المتحف للفرجة، لكن للشرح والكشف، وأن تكون «المصريات» أمرا معمولا به فى مصر وبين أجيالنا، بل ويفترض بالفعل أن تكون الحكومة على مستوى الحدث، والرئيس الذى يوجههم دوما بأن يكون المتحف ثقافة تنتشر، وألا يقتصر عمل الحكومة والجهات المحلية على الافتتاح، بل أن يكون هناك عمل مستمر لجعل القاهرة الكبرى والمحافظات المصرية نموذجا يناسب هذا التحضر، وأن تسعى الوزارات المعنية لتنظيم رحلات مستمرة لكل تلاميذ المدارس إلى المتحف وإلى سيناء ومعالم مصر، وألا ينتظر الوزراء المعنيون أن يقدم لهم الرئيس طريقة عملهم لأنه لا يفترض بهم هذا، وعلى الحكومة أن تعمل كحكومة فى هذه الملفات.


ومن اللفتات المهمة والمبهجة، هو أن المصريين لا ينسون أصحاب الفضل من المسئولين الذين ساهموا فى هذا المتحف، وعلى رأسهم الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق الذى أصبح نجما محتفى به وسط هذا الحدث، بما قدمه لبلده وللثقافة والحضارة من أفكار تعيش وتستمر كل هذه السنوات، وهناك دعوات لتكريم الرجل ومنحه حقه الأدبى عن هذا العمل الحضارى الذى نفخر به، وهناك ثقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما ما يحرص على نسبة الفضل لأهله، وتكريم من فكروا وقدموا عملا مفيدا، سبق وقدم تكريما لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزورى، فى توشكى، وهو ما يتوقع تجاه فاروق حسنى الوزير الفنان صاحب الإنجازات التى لاتنسى، بل وربما يحتاج وزراء الثقافة والحكومة الى التعلم من هذا الرجل وخياله العميق.


الشاهد أن المصريين بكل فئاتهم يفرحون ويشعرون بالفخر، بتنوعهم وفئاتهم.


مقال اكرم القصاص

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة