فى وقتٍ تتكاثف فيه أصوات الاستغاثة من مدينة الفاشر السودانية، نشرت الصحف العالمية تقارير صادمة تكشف حجم المأساة التى تعيشها دارفور، حيث تحوّلت المدينة إلى "بقعة من الدم يمكن رؤيتها من الفضاء"، وفق تعبير صحيفة "التليجراف فى التقرير الذى حمل عنوان "رمال السودان الممزوجة بالدماء تكشف مذبحة الآلاف"، لتضع المأساة العالم أمام واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية المعاصرة، حيث وثقت صورًا جوية وشهادات ميدانية عن جرائم قتل جماعى وإعدامات ميدانية نفّذتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين العزّل، وسط صمت دولى مطبق وتدهور إنسانى غير مسبوق.
صور فضائية تكشف أجسامًا بشرية مرمية فى الشوارع بالفاشر
ووفقا للتقرير، أظهرت صور فضائية التُقطت من قِبل "إيرباص دى سي" أجسامًا بشرية مرمية فى الشوارع، وبُقعًا حمراء على الرمال المحيطة بـالفاشر، ما دفع مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة "يال" إلى وصف ما يجرى بأنّه "قتل جماعى يُرى من الفضاء".
يُشار إلى أن التقرير يفيد بأن الميليشيا دخلت المدينة فى وقت انسحب فيه الجيش السودانى، بحسب بيان رسمى، بينما يُقدر أن آلاف المدنيين قتلوا أو اختطفوا منذ بدأ الحصار، إذ وردت تقارير عن تنفيذ عمليات إعدام ميدانية، وعمليات تفتيش من بيت لبيت، إضافة إلى مهاجمة المدنيين على محاور الهروب.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المدينة كانت تحت حصار لأكثر من عام، مع قطع مداخلها وتقوية مواقع القوات المهاجمة بحواجز ترابية، ما منع وصول المساعدات الإنسانية وأخرّ عمليات الإجلاء.
سقوط الفاشر بالكامل سيكون نقطة تحوّل درامية فى الصراع السودانى
وأشارت الصحيفة، إلى اقتحام مقرات للدفاع المدنى الطبى، واختطاف أطباء وصيادلة، إلى جانب تنامى مخاوف المنظمات الدولية من أن تكون هذه الانتهاكات جرائم حرب تستوجب فتح تحقيق دولى.
وحذر التقرير، من أن سقوط الفاشر بالكامل سيكون نقطة تحوّل درامية فى الصراع السودانى، حيث قد يؤدى إلى تفكك أقوى للقوات الحكومية وسيطرة شبه كاملة لقوات الدعم السريع فى دارفور، ما يعنى تهديدًا جديدًا لوحدة السودان.
وفى السياق نفسه، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء، عن انتهاكات وجرائم ترتكب فى مدينة الفاشر السودانية، متهمة قوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات إعدام جماعية للمدنيين والجرحى داخل المستشفيات عقب سيطرتها على المدينة بعد حصار دام عدة أشهر.
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن قوات الدعم السريع شنت حملة قتل وتصفية ممنهجة ضد المدنيين عقب اقتحامها المدينة، حيث أظهرت الصور وجود عشرات الجثث وبقع دماء واسعة قرب آليات عسكرية تابعة للقوات داخل الأحياء السكنية.
ووفقًا لشهادات عاملين فى المجال الإنسانى نقلتها واشنطن بوست، فإن هناك تقارير عن استهداف مئات فى الفاشر، مؤكدين أن القوات "كانت تفصل الرجال والفتيان عن النساء ثم تقوم بتعذيبهم أو إعدامهم ميدانيًا".