انتهت أحداث قصة طالب لجوء إلى بريطانيا بالطرد، بعد أن تسبب فى اضطرابات واسعة طوال الصيف أمام فنادق اللجوء، وقبل انتهاء قصته، شهدت أحداثها تحولات درامية تليق بأفلام هوليوود، إذ أطلق سراحه من السجن بدلا من نقله إلى مراكز ترحيل المهاجرين وظلت الشرطة تبحث عنه قبل أن تعثر عليه بعد يومين، مما تسبب فى أزمة كبيرة داخل وزارة العدل البريطانية والسجون.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية ترحيل هادوش كيباتو، المدان بارتكاب جرائم جنسية ضد الأطفال إلى إثيوبيا، والذى وصل إلى المملكة المتحدة على متن قارب صغير وأُطلق سراحه من السجن عن طريق الخطأ.
ووصل هادوش كيباتو إلى إثيوبيا فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى لترحيله من المملكة المتحدة على متن رحلة جوية دون حق العودة، وفقًا لبيان صادر عنها.
ما هى أزمة فنادق طالبى اللجوء فى بريطانيا؟
واعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن قضيته أصبحت رمزًا لعجز المملكة المتحدة عن السيطرة على الهجرة غير الشرعية والفوضى المتصاعدة فى نظام العدالة الجنائية، وأشعل كيباتو شرار أزمة استمرت طوال الصيف فى إيبينج عرفت بأزمة "فنادق طالبى اللجوء"، والتى شهدت أعمال شغب واسعة للمطالبة بترحيلهم، كما تظاهر مواطنون ضد العنصرية وطالبوا بمعاملة أفضل للاجئين.
وأُطلق سراح المواطن الإثيوبى بالخطأ من سجن تشيلمسفورد صباح الجمعة بدلًا من إرساله إلى مركز احتجاز المهاجرين.
وكان كيباتو يقيم فى فندق بيل فى إيبينج، إسيكس، عندما اعتدى جنسيًا على فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا وامرأة. وبعد إطلاق سراحه من السجن بالخطأ، سافر إلى لندن، وأُلقى القبض عليه صباح الأحد بعد مطاردة استمرت يومين.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أن كيباتو طُرد على متن طائرة متجهة إلى إثيوبيا مساء الثلاثاء، ووصل صباح الأربعاء.
وقالت وزيرة الداخلية، شبانة محمود: "ما كان ينبغى أن يحدث خطأ الأسبوع الماضى، وأُشارك غضب الجمهور. أود أن أشكر الشرطة على سرعة اعتقال كيباتو، وأشكر الجمهور على يقظته، لقد بذلتُ قصارى جهدى لترحيل كيباتو وإبعاده عن الأراضى البريطانية. ويسعدنى أن أؤكد أن هذا المجرم البغيض الذى اعتدى على الأطفال جنسيًا قد رُحّل. شوارعنا أصبحت أكثر أمانًا بفضل ذلك".
اعتدى جنسيًا على امرأة انتهت باحتجاجات عنيفة.. قصة هادوش كيباتو
كيباتو، طالب لجوء عبر القناة الإنجليزية على متن قارب صغير فى 29 يونيو، أُقيم فى إيبينج. بعد ثمانية أيام من وصوله، تحرش لفظيا بفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا كانت تتناول البيتزا مع صديقتها فى وسط مدينة إيبينج.
فى اليوم التالى، اعتدى جنسيًا على امرأة محاولًا تقبيلها. كما حاول تقبيل الفتاة نفسها التى وجّه إليها التعليقات الجنسية فى اليوم السابق، بعد أن التقى بها مجددًا بالصدفة.
أدت هذه الادعاءات إلى اضطرابات عامة خارج فندق إيبينج، الذى أصبح نقطة اشتعال بين نشطاء اليمين المتطرف ونشطاء مناهضة العنصرية. كما أدت إلى سلسلة من الاحتجاجات خارج الفنادق فى جميع أنحاء إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية.
وأُدين كيباتو بارتكاب اعتداءين جنسيين، وهما التحرش بالفتاة وتحريضها على ممارسة الجنس ومحاولة الاعتداء الجنسى، وحُكم عليه بالسجن 12 شهرًا فى سبتمبر، ثم الترحيل. وفى محاكمته، أعرب عن رغبته فى الترحيل.
وأُطلق سراحه بالخطأ من السجن صباح الجمعة، بينما كان من المفترض نقله إلى مركز احتجاز المهاجرين.
وعند مدخل السجن، رأى سائق توصيل كيباتو يعود إليه عدة مرات على مدار ساعة ونصف، "مرتبكًا"، قبل أن يُطرد. وأفادت التقارير أنه أخبر ضباط السجن أنه من المفترض ترحيله، لكن طُلب منه التوجه إلى وسط المدينة.
وأفادت التقارير، أن ضباط الشرطة أشاروا إليه فى النهاية نحو محطة القطار. وأُلقى القبض عليه صباح الأحد فى فينسبرى بارك، شمال لندن.
وقالت مارى جولدمان، النائبة عن تشيلمسفورد، إن إطلاق سراح كيباتو ظلمًا "أضرّ بشدة بثقة الجمهور"، وإن الناس يستحقون "إجابة وافية" عن كيفية وقوع هذا الخطأ.