فيسبوك
واتساب
يعاني جنوب السودان بشكل كبير من العنف المستمر، وزادت الفيضانات من الضغوط على الأوضاع الإنسانية المؤسفة التي يعيشها مئات الآلاف من النازحين الفارين من منطقة لأخري دون مأوي، بالإضافة إلي عدم قدرتهم للوصول إلي الخدمات الصحية بسبب الأمطار الغزيرة التي أثرت علي الطرق وتسببت في تدمير عدد من المرافق.
من جانبه حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا أن جنوب السودان يواجه صراعا مستمرا وانعداما حادا للأمن الغذائي، كما تُفاقم الفيضانات الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد.
وأوضح المكتب الأممي من أن ما يقرب من مليون شخص تأثروا بالفيضانات المدمرة في جنوب السودان حيث أثرت الفيضانات الشديدة وواسعة النطاق على أكثر من 960 ألف شخص في ست ولايات، معظمهم في جونقلي والوحدة، ونزح حوالي 335 ألف شخص، ولجأ الكثيرون منهم إلى المناطق المرتفعة بحثا عن الأمان.
ولفت المكتب الأممي إلى أن الفيضانات أثرت على أكثر من 140 مرفقا صحيا، تضرر ما يقرب من ثلثها أو غمرتها المياه بالكامل، مما أدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية لآلاف الأشخاص في وقت يعاني جنوب السودان من تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والملاريا.
من جانبها أبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 104 آلاف حالة إصابة بالملاريا، بما في ذلك 16 حالة وفاة، في جميع أنحاء جنوب السودان ويمثل هذا زيادة بنسبة 15% في الحالات عن الأسبوع السابق، ويرجع ذلك في الأساس إلى الفيضانات المستمرة.
من جانبها قدمت فرق الصحة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة الأدوية وغيرها من أشكال الدعم ووقعت المنظمة اتفاقا مع مسؤولين في جنوب السودان لاستثمار 8.5 مليون دولار في بناء بنية تحتية مقاوِمة للفيضانات وإعادة تأهيل قنوات الصرف لحماية بلدة بور في ولاية جونقلي.
يأتي ذلك عقب تحذيرات لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان بأن الأزمة السياسية المتصاعدة في جنوب السودان تؤجج العنف المسلح، مما يفاقم تدهور حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل، ويزيد عدم الاستقرار الإقليمي، وقالت اللجنة إنه على الرغم من الجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الإقليمية على مدار عقد من الزمن لدعم عملية السلام، إلا أنه تم عرقلة التقدم مع وصول جنوب السودان إلى هاوية جديدة.
في وقت سابق على سلطت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي الضوء علي الوضع في جنوب السودان و أنه ينذر بالخطر، مشيرة إلى أن تخفيضات التمويل تترك الملايين دون مساعدة منقذة للحياة لافته إلي أنه في الفترة بين أبريل و يوليو، واجه حوالي 7.7 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 83 ألف شخص معرضون لخطر ظروف كارثية.
