فيسبوك
واتساب
منذ آلاف السنين، استحوذت فكرة "شجرة الأمنيات" على خيال الإنسان، وتعددت حولها الحكايات في ثقافات العالم، إلا أن أبرز صورها تتجلى في الموروث الهندوسي من خلال شجرة كالبافريكشا، التي تصورها الأساطير كشجرة قادرة على تحقيق الأمنيات ومنح البركة لمن يتقرب إليها.
وفي العقود الأخيرة، تجاوز حضورها البعد الديني ليصبح رمزًا فنيًا وروحيًا يجسد في قطع ديكور نحاسية أو ذهبية اللون، تعرض في البيوت أو المكاتب كرمز لجذب الوفرة والرخاء والطاقة الإيجابية، ضمن اتجاه متصاعد يجمع بين الجمال الرمزي والمعتقد الروحي.
قطعة ديكور نحاسية على شكل شجرة الأمنيات
الأصول الأسطورية لشجرة كالبافريكشا
بحسب موقع "growbilliontrees" فإن الأساطير الهندوسية تذكر أن كالبافريكشا ظهرت خلال حدث كوني أسطوري يعرف بـ"سامودرا مانثان" أو خض المحيط الكوني، عندما تعاونت الآلهة والشياطين لاستخراج كنوز مقدسة من أعماق البحر. وخلال هذه العملية، يروى أن الشجرة خرجت إلى الوجود كأحد الرموز السماوية التي تجسد العطاء والوفرة الإلهية، وتستجيب للأمنيات الصادقة. وقد ورد ذكرها في نصوص دينية مثل بهاغافاتا بورانا وفيشنو بورانا، حيث تصوَّر كشجرة فائقة الجمال محاطة بالكائنات النورانية، ويقال إنها زرعت في "عالم إندرا" السماوي لتكون مصدرًا للنعمة والخصب.كالبافريكشا في الثقافة الهندية المعاصرة
لم تبق شجرة الأمنيات مجرد حكاية أسطورية، بل أصبحت جزءًا من الثقافة الحية في الهند. ففي مدن عدة، تنتشر الأشجار أو الرموز التي تعرف باسم كالبافريكشا، ويقصدها الناس للتأمل أو الدعاء أو طلب البركة. كما أصبح اقتناء مجسمات "شجرة الأمنيات" النحاسية في البيوت والمحال التجارية شائعًا بين من يؤمنون بطاقة الأشياء وقدرتها على جذب الخير والحظ السعيد، في مشهد يعكس امتزاج الأسطورة بالحياة اليومية.كالبافريكشا في جوشيماث
في بلدة جوشيماث بولاية أوتارانتشال، تقف شجرة توت يقدر عمرها بأكثر من ألف عام، ويطلق عليها اسم كالبافريكشا. وتربط الروايات الشعبية بينها وبين الحكيم آدي شانكاراشاريا الذي يقال إنه تأمل تحتها قبل تأسيس المراكز الروحية الأربعة في الهند. وتعد هذه الشجرة محطة رئيسية للحجاج، يقصدها آلاف الزوار سنويًا بحثًا عن السكينة والسلام الداخلي.كالبافريكشا في فريندافان
وفي مدينة فريندافان، التي تعد موطنًا تاريخيًا للإله كريشنا، توجد شجرة بانيان مقدسة تعرف أيضًا بكالبافريكشا. يربط الزوار أمنياتهم بخيوط على أغصانها أو يكتبونها على أوراق صغيرة في طقس رمزي، يعكس استمرار حضور هذه الفكرة القديمة في الوعي الجمعي الهندي حتى اليوم، حيث تتلاقى الأسطورة والإيمان والفن في شجرة واحدة تجسد الأمل والوفرة.
الحضارة الهندية
شجرة الامنيات
