الذهب الأسود الجديد.. اكتشاف جرانيت نادر فى الأرجنتين يغير خريطة الطاقة

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 01:00 ص
الذهب الأسود الجديد.. اكتشاف جرانيت نادر فى الأرجنتين يغير خريطة الطاقة الذهب الأسود

فاطمة شوقى

أعلن باحثون فى الأرجنتين عن اكتشاف رواسب ضخمة من الجرانيت القشرى، فى مقاطعة لا ريوخا شمال البلاد، والذى وصفوه بأنه اكتشاف قد يعيد رسم خريطة سوق الطاقة العالمى، حيث أنه أحد المعادن المصنفة ضمن المعادن النادرة عالميا الذى يستخدم فى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أن هذا الإعلان أثار اهتماما واسعا بين خبراء التعدين والطاقة ، خلال فعاليات أسبوع المعادن فى لندن  إذ ينظر إلى هذا الاكتشاف، باعتباره فرصة استيراتيجية للأرجنتين ،لدخول سوق المعادن الحيوية التى تتحكم بها الصين منذ سنوات طويلة.

ويعد الجرافيت القلب النابض لتكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون، إذ يُشكل ما بين 95 و99% من مكونات الأنود، أي القطب السالب المسؤول عن تخزين ونقل الطاقة داخل البطارية.

وتشير التقديرات إلى أن كل سيارة كهربائية تحتوي في المتوسط على نحو 52 كيلوجرامًا من الجرافيت، ما يجعل الطلب العالمي عليه في تزايد مستمر مع التوسع فى إنتاج السيارات الكهربائية.

ووفقًا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية، فإن إنتاج الجرافيت العالمي سيحتاج إلى الارتفاع بمعدل يتراوح بين 8 و25 ضعفًا بحلول عام 2040 لتلبية الطلب المرتبط بالتحول نحو الطاقة النظيفة.

وأوضحت شركة Integra Capital أن الاكتشاف الجديد يمتد على مساحة تتجاوز 10 كيلومترات طولية في منطقة غنية بالموارد المعدنية في لا ريوخا، وأن العينات الأولية تُظهر وجود جرافيت قشري عالي الجودة، وهو النوع الأكثر طلبًا عالميًا بفضل سهولة تنقيته وكفاءته العالية في نقل الطاقة.

وبدأ الباحثون، إرسال عينات للتحليل الجيولوجي والكيميائي لتحديد جودة الخام ونسبة النقاء وحجم الاحتياطي، وأكدت أن نتائج الاختبارات الأولية ستكون حاسمة في تحديد الجدول الزمني للإنتاج.

وفي حال كانت النتائج إيجابية، تتوقع الشركة بدء العمليات التجارية خلال ثلاث سنوات فقط، مع كلفة إنتاج أقل من المشاريع الكبرى الأخرى، مثل مشروعات النحاس والليثيوم.

يأتي هذا الاكتشاف في وقت حساس يشهد توترات في سلاسل الإمداد العالمية نتيجة السياسات التجارية بين الصين والغرب، فالصين تسيطر اليوم على 65% من إنتاج الجرافيت الطبيعي عالميًا، كما فرضت مؤخرًا قيودًا على تصدير بعض أنواعه لأسباب أمنية، ما أثار مخاوف الدول الصناعية الكبرى من نقص الإمدادات.

وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك أي إنتاج تجاري من الجرافيت، وأن أوروبا تعتمد على الاستيراد بنسبة تقارب 100%، فإن اكتشاف الأرجنتين يُعد بمثابة منفذ جديد للغرب لتقليل الاعتماد على بكين.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة