محمود أنور: المتحف المصرى الكبير يعيد صياغة الرؤية المصرية لحضارتها

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 08:00 ص
محمود أنور: المتحف المصرى الكبير يعيد صياغة الرؤية المصرية لحضارتها محمود أنور

محمد عبد الرحمن

قال الباحث في الآثار المصرية محمود أنور، مدير عام الإعلام بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا استثنائيًا، لا لأنه أكبر متحف للآثار المصرية في العالم فحسب، بل لأنه مساحة يلتقي فيها التاريخ بالحلم، والعلم بالشغف، والماضي بالمستقبل؛ فهو لا يكتفي برواية حكاية وطن، بل يحكي رحلة الإنسان في بحثه الدائم عن الجمال والمعنى والبقاء.

وأضاف محمود أنور في تصريحات لـ "اليوم السابع"، وما يجعل هذا المشروع فريدا أن المصريين احتضنوه منذ بدايته، رسميًا وشعبيًا، بإيمان عميق بأنه ليس مجرد صرح أثري، بل رمز لنهضة ثقافية تمس روح كل مصري يرى في تراثه جزءا من ذاته. هذا الشغف الجمعي، الذي وحد طاقات العلماء والمهندسين والفنانين والعمال، هو في حد ذاته أعظم إنجاز؛ إذ أعاد إلى الوعي المصري ثقته بقدرته على أن يقدم للعالم صورة حديثة لحضارة خالدة.

وأوضح الباحث محمود أنور: "أن المتحف المصري الكبير يشكل تحولا جذريا في مفهوم إدارة التراث الثقافي، إذ يجمع بين الحفظ العلمي والعرض المتحفي والتشغيل الاقتصادي والمعرفي في منظومة واحدة متكاملة. إنه ليس مجرد مبنى يضم آثارا، بل مشروع فكري وحضاري يربط بين العلم والثقافة والسياحة والتعليم، ليعيد تعريف علاقة الإنسان بماضيه على نحو أكثر وعيا ومعاصرة".

ولفت قائلا: "يضم المتحف أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تمتد من فجر التاريخ عبر مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة، ويقف "الدرج العظيم" كرحلة صعود من أعماق الزمن إلى الحاضر، شاهدا على خلود الفن المصري. وفي قلبه تتألق مجموعة الملك توت عنخ أمون كاملة لأول مرة في مكان واحد، مانحة الزائر تجربة فريدة تجمع بين الدهشة والمعرفة، كما يحتضن متحف الطفل، وقاعات الحرف والفنون، والمكتبة، ومركز ذوي القدرات الخاصة، ومركز المؤتمرات، إلى جانب مركز ترميم متطور يعد من الأكبر عالميا، يضم معامل متخصصة تعمل وفق أحدث المعايير العلمية لصون الكنوز المصرية، فضلا عن ساحاته الخارجية التي تكمل ملامح هذا الصرح الثقافي الرائد".

وشدد الباحث محمود أنور: "أن المتحف المصري الكبير يعيد صياغة الرؤية المصرية لحضارتها، بأيدي أبناء هذا الوطن الذين جمعوا بين الدقة الأكاديمية، والرؤية الجمالية، والاعتزاز بالهوية. إنه إعلان عن مرحلة جديدة تؤمن بأن حماية التراث ليست مجرد صيانة للماضي، بل استثمار في الحاضر، وبناء لجسور حوار مع العالم عبر القوة الناعمة المصرية".

واختتم، قائلا: "وما يجعل الافتتاح حدثا غير عادي هو ما أثاره من مشاعر فخر وحب لدى المصريين، فالناس تابعوا خطوات إنجازه كما يتابعون ولادة حلم وطني، يرونه مرآة تليق بتاريخهم وصورتهم أمام العالم. هذه المشاركة الوجدانية، بكل ما فيها من انتماء واعتزاز، هي أعظم نجاح حققه المتحف قبل أن تضاء قاعاته أمام الجمهور. إنه احتفال بالإنسان المصري نفسه، الذي لم يتوقف يوما عن إعادة اكتشاف حضارته. فالحضارة ليست زمنا مضى، بل شغف متجدد بالمعرفة والجمال، وهي القصة التي تواصل مصر روايتها للعالم منذ فجر التاريخ".



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب