حذر الكاتب الصحفي أحمد إمبابي، رئيس تحرير مجلة وبوابة "روز اليوسف"، من أن سيطرة ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر تمثل "نقطة تحول استراتيجية خطيرة" قد تؤدى إلى تكرار السيناريو الليبي في السودان، مشيدًا في الوقت ذاته بالدور المصري المحوري سياسيًا وإنسانيًا لاحتواء الأزمة.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، حيث أوضح إمبابي الأهمية الاستراتيجية للفاشر، قائلًا: "الفاشر ليست مجرد مدينة، بل هي عاصمة إقليم دارفور بولاياته الخمس وبسيطرة الدعم السريع عليها، يكون قد أحكم قبضته تقريبًا على كامل الإقليم الغربي للسودان".
وأضاف إمبابي، أن هذا التقدم الميداني قد يشجع ميليشيا الدعم السريع على اتخاذ خطوات لتشكيل "حكومة موازية"، وهو ما ينذر بتكريس الانقسام وتعميق الأزمة، حتى لو لم تحظ هذه الحكومة باعتراف دولي.
وعلى الصعيد الإنساني، وصف إمبابي الأوضاع في السودان بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الأرقام مفزعة، حيث تجاوز عدد النازحين 15 مليون شخص، ويواجه حوالي 25 مليون سوداني خطر المجاعة. وأكد أن هذه المأساة تستدعي "موقفًا دوليًا حازمًا" لوقف مسلسل العنف وحماية المدنيين.
وفيما يتعلق بالدور المصري، أكد إمبابي أن مصر "هي أكثر دولة قدمت الدعم للسودان بشهادة الأشقاء السودانيين أنفسهم".
وأوضح أن الجهود المصرية لم تقتصر على استقبال ملايين النازحين وتقديم الدعم الإنساني واللوجستي، بل سبقت الأزمة بمحاولات حثيثة لمنع الانزلاق إلى الصراع المسلح عبر استضافة حوارات متعددة بين الفصائل.
وشدد على أن الموقف المصري ثابت ويؤكد دائمًا على أن "أمن السودان القومي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري"، مع الالتزام الكامل بدعم سيادة السودان ووحدة أراضيه.