بعد تطبيقها منذ عام دراسى ونصف، وصف أولياء أمور ومعلمين التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية والأداءات الصفية، بكونها مرهق ذهنيا للتلاميذ وتمثل عبئا كبيرا على فكرهم وتستنزف وقتهم فى كتابة الواجبات على حساب التعلم، مؤكدين أنها أفقدت الطلاب متعة وشغف التعلم وحب المدرسة، حيث أصبح التلميذ مثقلا بكم كبير من الواجبات والتقييمات وتصوير أوراق وحل واجبات دون التركيز فى القراءة والكتابة والاستفادة من شرح المناهج والذى أصبح قليل مقارنة بالتركيز على الواجبات.
وقال أولياء أمور: استفادة التلاميذ من التقييمات ضعيف ووقتهم ضائع فى كتابة الواجبات والأداءات والتقييمات داخل وخارج المدرسة ومش بنلحق نذاكر وكل يوم تقييمات وواجبات وضغط وتوتر من كم المناهج بالإضافة إلى امتحانات الشهور المقرر، موضحين أن الأطفال فى رحلة ضغط وعبء كبير وليس رحلة تعلم حقيقة، حتى الشنطة المدرسية أصبحت ثقيلة ونفسية الأطفال أصبحت مرهقة ومتعبة.
وأوضحت رودى نبيل ولى أمر، أنه تشهد البيئة التعليمية فى المدارس حالة من التوتر والقلق المستمر بسبب كثافة الأعباء الدراسية المتمثلة فى التقييمات المتلاحقة والمتتابعة التى تثقل كاهل الطلاب حيث أصبحت التقييمات دوامة لا تنتهى من الضغوط المتلاحقة، متسائلة: أين متعة التعلم وهل توجد فرصة كافية فى شرح الدروس أو ممارسة الأنشطة؟ موضحة أنه لم يعد الهدف هو الفهم والاستيعاب بشكل كبير بل إنجاز كم هائل من الواجبات المدرسية والأداءات الصفية والتقييمات الكثيرة الأسبوعية أو الشهرية، مما أدى إلى التأثير على الطالب والصحة النفسية والمناخ الأسرى والتعليم.
وتابعت رودى نبيل، أن الكم الهائل من التقييمات يستنزف وقت الطالب وطاقته بالكامل بشكل كبير، فلا يجد وقتا أو متسعاً لممارسة مثلا الرياضة أو الهوايات بشكل يومى أو حتى قضاء وقت كافٍ مع العائلة والأصدقاء الأمر الذى يهدد صحته النفسية بشكل كبير، كما أوضحت أن وقت الحصة الدراسية الذى هو بالأساس غير كاف لشرح الدرس أصبحت فصول الدراسة مهمتها هى إنهاء المهام الإدارية والاختبارات القصيرة بدلاً من الشرح العميق واستيفاء الدروس والمناقشات المثمرة، مما يضعف جودة التعليم المرجوة من التعلم الأساسى فى الفصل.
وأكدت أن كثرة التقييمات ساهمت فى انتشار الدروس الخصوصية مع ضعف الشرح داخل الفصول، حيث يضطر أولياء الأمور فى بعض الأحيان إلى اللجوء للدروس الخصوصية لتعويض أولادهم النقص فى الشرح والفهم.
وذكرت ولى الأمر، أن وزارة التربية والتعليم هدفها تربوى من هذه التقييمات، منها متابعة التحصيل المستمر للطالب والاطمئنان أولا بأول واكتشاف نقاط الضعف مبكراً لمعالجتها وأداء الطالب داخل الفصل وإتمامه المطلوب منه مما يتيح صورة أكثر وضوح لقدراته ومهارات الطالب وربط الطالب بتواجده بشكل كبير فى المدارس، ومن ثم يجب تحقيق توازن بين التعلم والتقييمات ويجب إعادة النظر فى آلية التنفيذ فى الفصول لضمان تحقيق الأهداف دون متاعب، كما يجب أن تكون الواجبات المنزلية مقننه وموجودة وموجهة لترسيخ وتثبيت الفهم، لا مجرد مهمة روتينية تستنزف وتستغرق ساعات طويلة فى إنجازها.
وقالت رودى نبيل، إن الهدف من التعلم هو بناء إنسان سليم نفسياً ومعافا ومتزن نفسيا ومتعلم بوعى، وهذا يتطلب نظاماً تعليمياً ناجحا يمنح الطالب حقه الطبيعى والمنطقى فى التعلم بمتعة واللعب والنمو المتكامل العقلى والنفسى أيضا.
فيما ذكر أولياء أمور أن كثرة التقييمات أدت إلى أن يتم تنفيذ وكتابة هذه التقييمات والواجبات من " الماميز" وليس الطالب، حيث فقد الطالب قدرته على الاستجابة لهذه الواجبات لكثرتها.
وتقول سمر سلامة: التقييمات الأسبوعية والشهرية فكرة جيدة جدا لأنها تساعد الطالب على المذاكرة أولا بأول، والمتابعة المستمرة وخففت عبء الامتحان النهائى أو آخر الترم، لكن مع الوقت، بدأت أرى جوانب أخرى وهى أن الطفل يعيش ضغط مستمر بيأثر على باقى الأنشطة اللى المفروض يمارسها فى هذا السن بالإضافة أنه دايما مرهق، قائلة: بقيت حاسة أنه عايش دوامة ما بين تقييم مادة ونشاط مادة ثانية وواجبات مادة ثالثة لدرجة أن الطالب أصبح يستغنى عن أنشطة كتير فى حياته مثل الرياضة كمان التقييم تحول فى كتير من المدارس لنظام شكلى والاستفادة العلمية الخاصة بالطلاب تراجعت جدا، ورغم ذلك نرغب كأولياء أمور فى نجاح الفكرة بشرط أن يكون هناك توازن. يعنى بدل ما الطفل يعيش فى "ماراثون تقييمات"، يكون فى فترات راحة، وأنشطة ممتعة تجعله يحب المدرسة مش يهرب منها، كمان مهم جدًا أن الوزارة تتابع التنفيذ على الأرض، وتدرب المعلمين على أن تكون تجربة إيجابية وليست مجرد واجب إضافى.
وأوضحت شيماء التهامى، أن تطبيق التقييمات يتم بشكل غير سليم فى المدارس حيث يقوم المعلم بكتابة التقييمات على السبورة ويقوم الطلاب بنقلها، ومن ثم تستغرق وقت المعلم والطالب، وبعض المعلمين يقومون بتصوير السبورة وإرسالها إلى أولياء الأمور عبر جروبات الواتس آب ويتم نقلها من قبل الأم فى المنزل والإجابة عليها ومن ثم هنا تفقد التقييمات أهدافها، قائلة: أنا كولى أمر بكتب وبقلد خط إبنى واظبط الكراسة، كما أنه لا يوجد إبداع فى الأسئلة الخاصة بالتقييمات أو الواجبات حيث توجد أسئلة مقررة بنفس الصيغة فى الواجب المنزلى كله نفس السؤال ولا يوجد تنوع فى الأسئلة.
ووصف رجب الشيخ أحد المعلمين التقييمات بكونها مكبلة للمعلم وقاتلة للإبداع، موضحا أنه رغم فاعليتها وتأثيرها الإيجابى على حضور التلاميذ للمدارس إلا أنها تستنزف طاقة المعلم وهذه التقييمات حولة المعلم إلى موظف كتابة فأصبح كل همه استيفاء دفاتره ورصد درجاته وعمل تقييماته لأن وضعه ومكانته لا يتحملان تعنيفا من متابع أو مساءلة من مسئول أو توقيع جزاء من مدير، فأصبح المعلم بين شقى الرحى بين واجب دينى ومهنى يحتم عليه شرح المنهج وتوصيل رسالته التى اختار مهنته من أجلها وبين واجب من نوع آخر بل وعبء أخر متحملا تبعة حضور التلاميذ عن طريق ما يسمى بتقييمات وضعتها الوزارة لينقلها ويكتبها ويصححها ويرصد درجاتها، مشيرا إلى أن التقييمات جعلت لا وقت للتربية ولا وقت للتعليم ولا وقت للراحة لمعلم محمل بجدول كثيرة.
وزارة التعليم: لا يوجد نظام تعليم بدون تقييمات
وزارة التربية والتعليم، أكدت على أنه لا يوجد نظام تعليمى بلا تقييمات، موضحة أن التقييمات الأسبوعية تعد جزءًا مهمًا للغاية، حيث تتم هذه التقييمات من الحصص التى يشرحها المدرس بالفصل، وتكون للتقييم فوائد، منها ما يتعلق بشرح المدرس للمنهج، والثانية بتقييم الطلاب لتحديد مستوياتهم، كما يتم تقييم السلوك والمواظبة على الواجبات وكشكول الحضور، وكل هذا يتم احتسابه ضمن درجات التقييم، مضيفة أنه توجد متابعة مستمرة من الوزارة والإدارات التعليمية لضمان شرح المناهج داخل الفصول بشكل منتظم.
أستاذ تربية: تسارع التقييمات وتتابعها يشجعان الطلاب على ثقافة الحفظ والاستظهار
وقال الدكتور تامر شوقى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، أن تسارع التقييمات وتتابعها يشجعان الطلاب على ثقافة الحفظ والاستظهار، وعلى بقاء المعلومات فى الذاكرة قصيرة الأمد، بينما يساعد التباعد بين التقييمات على إتاحة فرصة أكبر لعقول الطلاب لاستيعاب المعلومات وفهمها، وبالتالى بقاءها فى الذاكرة طويلة الأمد واستخدامها فى الامتحانات النهائية وفى السنوات الدراسية التالية دون بذل الطالب جهودا إضافية.