التدخين من أخطر العادات التي تهدد صحة الإنسان، فهو لا يسبب أضرارًا للرئتين والقلب فحسب، بل يمتد تأثيره السلبي ليطال الدماغ أيضًا، حيث يؤدي إلى تراجع القدرات الإدراكية وضعف الذاكرة مع مرور الوقت لكن، كما يشير الخبراء، فإن الإقلاع عن التدخين في أي مرحلة عمرية يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في صحة الدماغ ووظائفه، وفقا لموقع Brain.
أوضح الدكتور جيفري وينج، أستاذ علم الأوبئة بكلية الصحة العامة بجامعة ولاية أوهايو، أن "التوقف عن التدخين قد يبطئ من تطور التدهور المعرفي الذي يصيب المدخنين مع مرور الوقت".
وتؤكد الدراسات الحديثة أن المدخنين الذين يقلعون عن التدخين يتمتعون بقدرات ذهنية أفضل من أولئك الذين يواصلون التدخين، وأن الإقلاع في أي عمر يساهم في حماية الدماغ من التدهور وفقدان التركيز والذاكرة.وفيما يلي 5 أسباب رئيسية تجعل الإقلاع عن التدخين خطوة مفيدة لعقلك في أي عمر
تقليل خطر التدهور المعرفي
كشفت دراسة نشرت في مجلة “مرض الزهايمر” أن نسبة الأشخاص الذين أبلغوا عن مشاكل في الذاكرة بعد الإقلاع عن التدخين لمدة عشر سنوات بلغت 12% فقط، مقارنة بـ 17% بين المدخنين الحاليين.
كما أظهرت النتائج أن غير المدخنين كانت نسبتهم الأدنى، إذ لم تتجاوز 8.7%.
ويرتبط التدخين بعدد من الأمراض التي تُعد عوامل خطر للتدهور المعرفي، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، ما يجعل الإقلاع عنه وسيلة فعالة لحماية القدرات الذهنية.
خفض خطر الإصابة بأمراض الدماغ
تشير الأبحاث إلى أن التدخين يزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 70%، وأن المدخنين قد يعانون من الخرف في سن مبكرة مقارنة بغير المدخنين. بينما يساعد الإقلاع عن التدخين على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الالتهابات العصبية، مما يعزز صحة الدماغ على المدى الطويل.
حماية الأوعية الدموية من التلف
التدخين من أكثر العوامل التي تسبب أضرارًا للأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف الوعائي. الإقلاع عن التدخين يوقف هذا التلف ويمنح الأوعية فرصة للتعافي، وهو ما ينعكس مباشرة على تحسين وظائف الدماغ.
إبطاء انخفاض حجم الدماغ
أظهرت دراسات أن التدخين يؤدي إلى انكماش حجم بعض مناطق الدماغ بمرور الوقت، وهو ما يرتبط بانخفاض الذاكرة والتركيز. ومع أن التوقف عن التدخين لا يعيد حجم الدماغ إلى طبيعته بالكامل، إلا أنه يمنع المزيد من الانكماش ويحافظ على سلامة الخلايا العصبية.
تحسين الحواس والقدرات الإدراكيةلا يتوقف ضرر التدخين عند حدود الذاكرة، بل يمتد ليؤثر على الحواس الأساسية مثل الشم والتذوق والبصر. فالتوقف عن التدخين يعيد تنشيط هذه الحواس تدريجيًا، ويجعل الطعام أكثر لذة والرائحة أوضح، كما يقلل من احتمال الإصابة بمشكلات السمع والعين مثل إعتام عدسة العين والتنكس البقعي مع التقدم في العمر.
كيف تبدأ رحلة الإقلاع عن التدخين؟
الإقلاع عن التدخين ليس مهمة سهلة، لكنه ممكن مع الإرادة والدعم المناسب. ينصح الخبراء بضرورة استشارة الطبيب قبل البدء لتحديد الخطة الأنسب، وقد تشمل هذه الخطة أدوية لتقليل الرغبة الشديدة في النيكوتين أو بدائل مثل العلكة واللاصقات.
كما يشير الأطباء إلى أن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة عنصر أساسي في النجاح، لأن التواصل الإيجابي يساعد في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.