وقف ملك إسبانيا فيليبي السادس إلى جانب ابنته الأميرة ليونور، في مشهد مفعم بالعاطفة والفخر، ليُعلن أمام الحضور أنه بدأ بالفعل في تسليمها مساحة أكبر داخل الحياة العامة، باعتبارها وريثة العرش ورئيسة الشرف لمؤسسة أميرة أستورياس، لم يكن الخطاب خطاب ملك فحسب، بل حديث أب يهيئ ابنته لحمل التاج ومسؤولية الأمة.
ووفقا لصحيفة لا جاثيتا الإسبانية فقد قال فيليبي السادس خلال كلمته في حفل توزيع جوائز أميرة أستورياس بمدريد: أشعر أن الوقت قد حان لأن أبدأ في إفساح المجال لها، بصفتها وريثة للعرش... أقول ذلك بعاطفة الأب وبمشاعر الملك.
وجاءت كلماته جاءت مفعمة بالتأثر والحنين، لتجسد لحظة نادرة في المشهد الملكي الإسباني، حيث امتزجت العاطفة العائلية بالرمزية التاريخية، فقد بدا الملك وكأنه يودع مرحلة من حياته العامة ليترك الساحة تدريجيًا لابنته التي بدأت تخط أولى خطواتها بثقة وثبات.
ولأول مرة منذ انطلاق الجائزة، اختتمت الأميرة ليونور بنفسها الحفل ودعت إلى الدورة القادمة من الجوائز، في مشهد وصفته الصحف الإسبانية بأنه علامة واضحة على بداية انتقال العهد الملكي إلى الجيل الجديد.
وخلال كلمتها، أظهرت ليونور نضجًا لافتًا وهي تتحدث عن قيم الديمقراطية والتسامح، قائلة: ربما علينا أن نتذكر ما يعنيه أن نحسن معاملة الآخر، أن نخرج من الخنادق، وأن نبني الثقة معًا.
وفي المقابل، حذر والدها من التطرفات والنزعات الفردية المفرطة التي تهدد المجتمعات، ودعا إلى التمسك بالقيم الإنسانية في وجه العولمة الموحِّدة للثقافات.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقطات التي جمعت الأب والابنة في القاعة الملكية، وسط تصفيق الحضور ودموع بعض الحاضرين، بدت كأنها رمز لانتقال المشعل بين جيلين من الملوك، جيل الخبرة والمسؤولية إلى جيل الأمل والطموح.
وبينما تنظر الصحف الإسبانية إلى الأميرة ليونور كوجهٍ جديد للعصر الملكي الحديث، يرى الإسبان في فيليبي السادس أبًا فخورًا يودع مرحلة من قيادته الوطنية بابتسامة هادئة وثقة في مستقبل ابنته.