الفضة أكبر صفقة استثمارية ومحدش هيقدر يشتريها.. إيه الحكاية! "فيديو"

شهدت أسواق المعادن الثمينة خلال الفترة الأخيرة ارتفاعات غير مسبوقة، إذ صعد الذهب بنحو 60%، بينما قفزت الفضة بأكثر من 80%، في زيادة لم تحدث منذ سنوات طويلة.

هذا الارتفاع الكبير أثار تساؤلات بين المستثمرين والمتابعين: هل هو مجرد صعود مؤقت، أم بداية فصل جديد في سباق المعادن الثمينة؟.

الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بالأرقام فقط، بل بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تساهم في تشكيل المشهد الحالي.

ومن أبرز هذه العوامل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التحركات الملحوظة للبنوك المركزية حول العالم التي اتجهت مؤخرًا إلى شراء كميات ضخمة من الذهب، في إشارة واضحة إلى تراجع الثقة في الدولار الأمريكي كملاذ آمن.

بهذا، عاد الذهب والفضة ليتصدّرا المشهد كـ خط الدفاع الأول أمام القلق الاقتصادي العالمي. ومع انخفاض أسعار الفائدة، تزداد جاذبية الذهب باعتباره استثمارًا يحافظ على القيمة في أوقات التراجع المالي، وهو ما يشهده السوق الأمريكي والعالمي حاليًا.

لكن الفضة تسلك طريقًا مختلفًا نوعًا ما؛ فهي لا تُستخدم فقط للزينة أو الاستثمار، بل تُعد عنصرًا أساسيًا في الصناعات التكنولوجية الحديثة مثل الإلكترونيات، والطاقة الشمسية، والسيارات الكهربائية.

وهذا ما يجعل الفضة معدنًا ذا طبيعة مزدوجة: نصفها استثماري، ونصفها صناعي.

ففي الوقت الذي يرتفع فيه الذهب مدفوعًا بالخوف من الأزمات، ترتفع الفضة مدفوعة بالتطور والابتكار.

وتشير توقعات عدد من المؤسسات المالية الكبرى إلى مستقبل واعد للفضة:

* غولدمان ساكس (Goldman Sachs) تتوقع أن تصل الفضة إلى 65 دولارًا للأوقية بحلول عام 2026.

* بلومبرغ كوموديتيس (Bloomberg Commodities) تتوقع نحو 59 دولارًا في عام 2027.

* أما بنك أوف أمريكا (Bank of America)** فيرى أنها قد تلامس 80 دولارًا في عام 2030.

وصرّح المستثمر الشهير روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب *الأب الغني والأب الفقير (Rich Dad Poor Dad)، قائلاً: الفضة هي أكبر صفقة استثمارية اليوم… يمكن للجميع شراؤها الآن، لكنهم لن يستطيعوا ذلك في المستقبل.

وبذلك يبدو أننا أمام مرحلة جديدة في سوق المعادن: فالذهب سيظل رمز الأمان والحماية من الأزمات، بينما تتقدّم الفضة بخطوات ثابتة لتصبح معدن المستقبل، تجمع بين قيمة الاستثمار وقوة الصناعة.