تواصل دولة الاحتلال خروقاتها لاتفاق وقف النار في لبنان، حيث تشن غارات مستمرة على بلدات وقرى والجنوب.
ما يزيد الأمر تعقيدا هو إصرار حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه، في تحدٍ لقرارات الدولة اللبنانية التي أعلنتها في جلسة مجلس وزرائها في أغسطس الماضى .
وفى هذا الإطار جدد الحزب موقفه الرافض على لسان نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، إن الحركة لن تسلم سلاحها، معتبرا أنه يمثل "قوة للوطن وسيادة للبنان؛ مضيفا أن العدو يعتدي علينا يوميا، وأن كل الضغوط الأميركية والأوروبية لن تؤثر علينا.
وتطرق المسؤول إلى القرار الدولي 1701، مشيرا إلى أن "حزب الله التزم بالقرار، في حين أن إسرائيل لم تلتزم به، على الرغم من الرعاية الأميركية الفرنسية للاتفاق، الذي لم يتمكن من فرض وقف الأعمال العدائية على العدو".
وفي وقت سابق، كشف تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن حزب الله يعمل حاليا بشكل شبه كامل تحت الأرض.
وأشارت إلى أن الحزب يعيد بناء هيكله القيادي وقوته العسكرية بشكل سري، موضحة أنه بعد عام من عملية البيجر الإسرائيلية بات العمل يسير بسرية تامة لإعادة ترميم صفوف حزب الله.
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يُبدي فيه "حزب الله" موافقته بشكل ظاهري على نزع سلاحه، فإنه فعليا يسير بخلاف ذلك في معاقله الأخرى.
التطورات الميدانية
وعلى الصعيد الميدانى، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية، اليوم السبت، سيارة في محيط المدرسة الابتدائية ببلدة حاروف، على طريق حاروف-جبشيت جنوبي لبنان، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وأدت الغارة إلى أضرار مادية في المنطقة المحيطة بالمدرسة الرسمية، وشهد جنوب لبنان اغتيال شخصين إثر غارتين إسرائيليتين، حسبما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام ووزارة الصحة اللبنانية، في حين قالت إسرائيل إنها استهدفت عضوين في (حزب الله) أحدهما مسؤول لوجستي، على حد زعمها.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، استهداف قائد الوحدة اللوجستية التابعة لجماعة حزب الله فى غارة بطائرة مسيرة، أثناء قيادته سيارته في بلدة تول جنوب لبنان، قرب النبطية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأفاد بيان الجيش الإسرائيلي بأن "عباس حسن كركي كان قائد الوحدة اللوجستية في ما يسمى بالجبهة الجنوبية للحزب، وشغل مناصب قيادية أخرى في حزب الله في السنوات الأخيرة".
من جانبه علق وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي قائلا لدمار الهائل الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية في قرى الجنوب يزيدنا تصميما على ضرورة تحرير أراضينا ودعم الجيش وحصر السلاح في يد الدولة.
وفي أكتوبر عام 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
وقد شنت تل أبيب انتهاكات أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.
خطة حصر السلاح..
لا تزال خطة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية والتي أعلنتها الحكومة اللبنانية في جلسة الخامس من أغسطس الماضي تواجه عثرات وتحديات .
ووضع الجيش اللبناني خطة من 5 مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب المدعوم من طهران إلى رفضها، واصفا القرار بأنه "خطيئة".
ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن لبنان ملتزم بإنهاء عملية حصر السلاح جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام، مطالبا في المقابل بأن تقوم إسرائيل بواجباتها والتزاماتها لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها المستمرة.
وقد بدأ الجيش اللبنانى، أغسطس الماضى ، عملية حصر السلاح بمخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالى فى مدينة صور جنوبى لبنان إلى الجيش اللبنانى، حيث خرجت سبع شاحنات محملة بالأسلحة الخفيفة وقذائف الـB7، ودخلت إلى ثكنة فوج التدخل الثانى فى الشواكير ، كذلك تم تسليم عدد من الدوشكات مع رشاشين من نوع 500 وقذائف آربى بى جى وذخائر، هذه الأسلحة التى تقدر أعدادها بالعشرات كانت موجودة بحوزة "فتح" فقط، لكن المناطق التى تسيطر عليها الجماعات المسلحة أو فصائل فلسطينية أخرى، لم تبدأ عملية التسليم حتى الآن بينما الجهود والاتصالات لاحتوائه مستمرة ولم تتوقف.
وتبعها تسليم السلاح فى مخيمى "عين الحلوة " والبداوى، جنوب لبنان، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أول من قام بالخطوة فى "عين الحلوة".
ومن جانبه، قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام فى قوات "الأمن الوطنى الفلسطيني" المُقدم عبد الهادى الأسدى، إنه تمت اليوم عملية استكمال تسليم السلاح الفلسطينى من مُخيمى عين الحلوة والبداوى إلى الجيش، مؤكدًا أن العملية جرت بسلاسة وهدوء تام خلافًا لما كان تُراهن عليه بعض الجهات التى سعت للتشويش على عملية التسليم".