ارتفاع وتيرة الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار فى لبنان.. غارات تستهدف الجنوب والشرق.. وشهداء ومصابون فى قصف للاحتلال على إقليم التفاح.. وتحليق مكثف للطيران فوق الزهرانى.. ولبنان يطالب واشنطن وباريس بالتدخل

تزداد وتيرة الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان؛ الذى تم إبرامه فى نوفمبر الماضى، ومنذ إعلان الاتفاق استمر التهديد الإسرائيلى فى الجنوب من خلال وجود الجيش فى خمسة مواقع اعتبرتها إسرائيل ضرورية لحماية أمنها القومى، إضافة إلى التهديد الجوى من خلال القصف اليومى على مناطق متفرقة، حيث تزعم إسرائيل أنها تلاحق عناصر تابعة لحزب الله.

ارتفاع وتيرة الانتهاكات يرفع منسوب القلق من احتمال الزج بلبنان فى أتون الحرب مرة أخرى.
ترهن إسرائيل استقرار لبنان وتوقف القصف جنوبا، بنزع سلاح حزب الله وهو ما شدد عليه المبعوث الأمريكى توم بارك، فى زيارات متتالية قام بها إلى بيروت.

الوضع الميدانى

نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بالجنوب اللبنانى بصاروخ موجه مستهدفة سيارة على طريق بلدة تول قرب محلات حسيب عواضة. وقد اندلعت النيران بالسيارة المستهدفة بالتوازى يتواصل تحليق الطيران المسير الإسرائيلى فى منطقة الزهرانى والجوار على مستويات منخفضة جدًا.

وقد استشهد لبنانيان اثنان، وأصيب آخرون فى قصف من طيران الاحتلال الإسرائيلى على بلدة "عربصاليم" فى منطقة إقليم التفاح، بقضاء النبطية، جنوب لبنان، فجر الجمعة.

وذكر مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية، فى بيان أوردته الوكالة الوطنية للإعلام فى لبنان، أن القصف على بلدة عربصاليم أدى إلى سقوط شهيدين اثنين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام فى لبنان.

قد أفادت باستشهاد مسنة لبنانية (80 عاما)، فى غارة نفذها طيران الاحتلال استهدفت غرفة فى محيط بلدية "عربصاليم" ومدرستها الابتدائية، وأضافت لاحقا أن شابا لبنانيا (43 عاما) ارتقى شهيدا فى العدوان الجوى على عربصاليم، كما أصيب اثنان آخران.

وقتل رجلان فى غارات إسرائيلية استهدفت الخميس مناطق جبلية فى شرق لبنان، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية، بينما قال الجيش الإسرائيلى إنه أغار على "عدة أهداف" لحزب الله من بينها موقع إنتاج "صواريخ دقيقة".

كما شن الطيران الحربى الإسرائيلى سلسلة غارات عنيفة على جرود السلسلة الشرقية والغربية فى البقاع، لافتة إلى غارتين إسرائيليتين على جرود الهرمل.

مطالب بالتدخل الأمريكى

على صعيد متصل، طالب مجلس الوزراء الولايات المتحدة وفرنسا بالتدخل لدى إسرائيل لوقف اعتداءاتها.
وشدد المجلس على ضرورة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية من قبل الدول الضامنة.

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الللبناى يوسف رجى عن أسفه لحجم الدمار الهائل فى الجنوب، مشيدًا بالدور الذى تضطلع به اليونيفيل فى حفظ السلام والاستقرار والتضحيات التى قدمها جنودها من أجل لبنا، جاء ذلك خلال جولته التفقدية على متن طوافة تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة فى جنوب لبنان (اليونيفيل)، اطلع خلالها على حجم الدمار الذى خلفته الاعتداءات الإسرائيلية فى القرى الحدودية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس التى تحتلها إسرائيل.

وعند وصوله إلى مقر القوات الدولية فى الناقورة استقبله قائد اليونيفيل اللواء ديوداتو ابانيارا ورافقه فى جولة ميدانية، وتبادل الطرفان الهدايا التذكارية، حيث قدّم قائد اليونيفيل علم الأمم المتحدة رمزًا للسلام والازدهار، فيما أهدى الوزير رجى مجسمًا فينيقيًا صنع بعد انفجار مرفأ بيروت ودخل فى صناعته بقايا من القمح الذى كان موجودًا فى الإهراءات.
وعلى صعيد آخر، وافق مجلس الوزراء اللبنانى على إبرام اتفاقية مع الجانب القبرصى بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وتأتى هذه الاتفاقية فى إطار تحديد الحقوق البحرية للبنان فى البحر المتوسط، بما يشمل مناطق التنقيب عن النفط والغاز، وتهدف إلى تعزيز التعاون البحرى والاقتصادى بين بيروت ونيقوسيا وضمان حقوق لبنان السيادية فى مياهه الإقليمية.