◄ المشروع شمل ترميم اللوحات الجدارية والأعمدة والسقف فى الغرف المختلفة بالمقبرة
◄ تثبيت شروخ الأعمدة وتنظيف وتثبيت الصور الجدارية وتنظيف السطح والحوائط داخلها
انتهت منطقة آثار الأقصر من العمل فى خطط تطوير مقبرة الملك أمنحتب الثالث فى منطقة وادى الملوك، تمهيدًا لفتحها أمام الجمهور الأسبوع المقبل لأول مرة منذ اكتشافها عام 1799، وذلك عقب إنتهاء عمليات الترميم والصيانة داخل المقبرة والتى استمرت لقرابة عقدين من الزمن بدعم من منظمة اليونسكو والحكومة اليابانية.
ومن المقرر أن يتم افتتاح المقبرة يوم السبت القادم، لأول مرة أمام الجمهور بعد العمل داخلها على 3 مراحل منذ عام 2004 وحتى عام 2024، وذلك لمدة 20 عامًا من أعمال الترميم والتعاون بين مصر واليابان واليونسكو، حيث يحضر الافتتاح كل من وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحى، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ولفيف من قيادات السياحة والآثار من حول مصر.
وقال الدكتور وجدى عبد الغفار مدير آثار الأقصر، إنه خلال الفترة الماضية تم العمل على تطوير وتنفيذ مشروع صيانة اللوحات الجدارية لمقبرة الملك أمنحتب الثالث على 3 مراحل، حيث شملت المرحلة الأولى 6 سنوات من عام 2004 وحتى عام 2010، والمرحلة الثانية 7 سنوات من 2010 وحتى 2017، والمرحلة الثالثة لمدة عام من 2023 لـ2024، وذلك بدعم من اليونسكو والحكومة اليابانية.
وتم على مدار السنوات الماضية بإشراف الدكتور بهاء عبد الجابر مدير آثار البر الغربى، وسعدى أحمد مدير الترميم، عبر فريق الترميم الدولى المكون من خبراء مصريين ويابانيين وإيطاليين خلال المرحلتين الأولى والثانية من المشروع بأعمال الصيانة الأساسية اللازمة لمقبرة أمنحتب الثالث، فقد تم ترميم اللوحات الجدارية والأعمدة والسقف فى الغرفة (E) والغرفة (F) والغرفة (J حجرة التابوت، كما انتهت الأعمال المتعلقة بترميم وإعادة تركيب غطاء التابوت الجرانيتى الأحمر وتجميع أكثر من 200 قطعة أثرية، حيث استهدفت المرحلة الثالثة من المشروع ترميم اللوحات الجدارية بالغرفة (J) حجرة التابوت، من قبل جامعة مياغيشى شوبن للدراسات العليا اليابانية تحت إشراف وزارة السياحة والآثار ومكتب منظمة اليونسكو الإقليمى بالقاهرة، وقد تضمنت المرحلة على تنفيذ أعمال الحفظ والصيانة الوقائية، حيث شملت ما يلي:- (تثبيت شروخ الأعمدة وتنظيف وتثبيت الصور الجدارية - تنظيف السطح والحوائط وتركيب أجهزة التحكم البيئى - إجراء إعادة تقييم نشاط الكائنات الحية الدقيقة - تنفيذ إجراءات صيانة وقائية للقطع الحجرية الموجودة فى المخزن).
وأكد سعدى أحمد مدير الترميم بالأقصر، إنه على مدار السنوات الماضية نجحت هذه الجهود داخل مقبرة أمنحتب الثالث فى الحفاظ على الصور الجدارية والأعمدة وتوثيقها، بالإضافة إلى تعزيز قدرة 195 كادر من الجهات المعنية المحلية والوطنية من خلال تدريبهم على إدارة مواقع التراث الثقافى، وكذلك العمل على زيادة الوعى لدى المجتمع، بما فى ذلك الأطفال والشباب والنساء، حول أهمية الحفاظ على التراث من خلال ورش عمل تشاركية مع المجتمع المحلى، حيث نجح التعاون الدولى المستمر لمدة عقدين من الزمن بين مصر واليابان واليونسكو فى تهيئة المقبرة للزيارة بعد اتخاذ تدابير السلامة المناسبة، ووضع خطة إدارة مستدامة للمقبرة، من أجل الحفاظ على الغرفة ونشر قيمتها الثقافية للمقبرة ضمن موقع التراث العالمى بالأقصر المعروف باسم "طيبة القديمة ومقبرتها" والمسجل على قائمة مواقع التراث العالمى لليونسكو منذ عام 1979.
فيما قال الطيب غريب مدير سابق بالكرنك، إن المقبرة هى رقم 22 وتعرف عالميًا باسم ( WV22) وإن تحولت إلى KV22 مع بداية مشروع تخطيط طيبة، حيث تقع بالوادى الغربى بوادى الملوك بمصر، وتتميز المقبرة بكونها المثوى الأخير لواحد من أعظم فراعنة الدولة الحديثة وهو أمنحتب الثالث - تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر - ومن أعظم حكام مصر على مر التاريخ، وقد حكم مصر فى الفترة ما بين (1391 ق.م. – 1353 ق.م.) أو (1388 ق.م. – 1351 ق.م ) بالإضافة إلى وجود حجرتى دفن ملحقتين بالمقبرة تخص زوجتى أمنحتب الثالث؛ الملكة تيى والأميرة ست أمون (وهى ابنة أمنحتب الثالث أيضا)، خلاف ذلك فالمقبرة أكبر مقابر الوادى الغربى المكتشفة حتى الآن، ويتماشى التصميم الداخلى للمقبرة وأسلوب النقش والزخرفة بها مع المقابر الخاصة بأمنحتب الثانى وتحوتمس الرابع أسلاف أمنحتب الثالث إلا أن هذه المقبرة تتميز بجودة النقوش على عكس سابقتيها.
وأضاف الطيب غريب، لـ"اليوم السابع"، إنه يرجع اكتشاف المقبرة إلى أغسطس من عام 1799 على يد الفرنسيين پروسپير چولواه وإدوارد دو ڤيلييه دو تيراچ، وهما من مهندسى الحملة الفرنسية (وهما بالمناسبة أول من لاحظا وجود الوادى الغربى بوادى الملوك)، غير أن المقبرة كانت معروفة قبل هذا الزمان حيث وجد تسجيل لها فى مذكرات الرحالة البريطانى ويليام جورج براون إلا أن المقبرة لم يتم الكشف عن محتوياتها بصورة كاملة إلا عن طريق هوارد كارتر أوائل القرن العشرين وتحديدا عام 1915، حيث يعتبر عصر الفرعون الشمس الملك الأشهر أمنحتب الثالث "ويعنى اسمه "آمون سعيد"" واحدًا من أعظم عصور الفن فى مصر القديمة قاطبة، أن لم يكن أعظمها على الإطلاق، وواحدًا من أعظم عصور الفن فى تاريخ العالم القديم كله، وأيضا فى سجل تاريخ الفن العالمي.
وقد ورث الفرعون الشمس الملك أمنحتب الثالث إمبراطورية كبيرة فى قمة المجد والثراء والقوة عن أجداده الملوك الفاتحين العظام أمثال أحمس الأول وتحتمس الأول وتحتمس الثالث وأمنحتب الثانى وتحتمس الرابع، وحكم الملك أمنحتب الثالث (منذ حوالى 1410 إلى 1372 قبل الميلاد) الدولة المصرية العريقة حوالى ثمانية وثلاثين عامًا، وكان الملك التاسع من ملوك الأسرة الثامنة عشرة من عصر الدولة الحديثة، عصر الإمبراطورية المصرية القديمة، سيدة العالم القديم أجمع، واعتلى العرش بعد وفاة أبيه الملك تحتمس الرابع فى سن الثانية عشرة تقريبًا، وكانت أمه زوجة ثانوية تدعى "موت إم ويا"، وشهد عهده رخاء وازدهارًا كبيرين ليس لهما مثيل.


منطقة آثار الأقصر تنتهى من خطط التطوير الشملة لمقبرة أمنحتب الثالث

مقبرة أمنحتب الثالث قبل انهاء خطط التطوير داخلها

لافتة المقبرة قبل تطويرها فى وادى الملوك

خطط التطوير الشاملة لمقبرة أمنحتب الثالث بوادى الملوك قبل فتحها أمام الجمهور

جانب من العمل فى مقبرة أمنحتب الثالث بوادي الملوك الغربي

جانب من العمل فى تطوير مقبرة أمنحتب الثالث

تصميم مقبرة أمنحتب الثالث بوادي الملوك الغربي

النقوش داخل مقبرة أمنحتب الثالث غرب الأقصر

الأقصر تستعد لإفتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث في ودى الملوك