أكد الكاتب الصحفي جمال رائف، أن الدولة المصرية تواصل جهودها الحثيثة لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبراً هذا المسار "أهمية قصوى" في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع.
وفي مداخلة له مع قناة "إكسترا نيوز"، شدد رائف على أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي تم بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية وبمشاركة تركية، قد أحدث "انفراجة" في هذا الملف، إلا أن التعافي الكامل يتطلب وقتاً وجهداً دولياً متزايداً.
وأوضح رائف أن المساعدات تتدفق بشكل مستمر حالياً، لكنه لفت إلى أن سكان القطاع يحتاجون لبعض الوقت لاستشعار أثرها، قائلاً: "نتحدث عن عامين من التجويع، وعامين من النقص الكامل في كافة مفردات الحياة"، وأشار إلى أن الجهود الحالية تركز على الأولويات الأساسية للحياة، وعلى رأسها الوقود الذي بدأ يتدفق بشكل منتظم بعد فترة انقطاع طويلة، بالإضافة إلى المستلزمات الطبية الضرورية لإعادة تأهيل البنية الصحية التي "دُمرت تماماً".
ورداً على سؤال حول استمرار العوائق الإسرائيلية أمام دخول المساعدات، وصف رائف الممارسات الإسرائيلية بأنها "معهودة" ومحاولة دائمة للبحث عن ذرائع لعرقلة مسار اتفاق وقف إطلاق النار والالتزامات الإنسانية، وأكد أن إسرائيل تسعى لـ "صناعة المجاعة" كجزء من مخطط أوسع كانت الدولة المصرية قد أحبطته سابقاً، وهو مخطط التهجير.
وقال رائف: "الغذاء والمساعدات الإنسانية ليست رفاهية، بل هي أحد أهم ضمانات بقاء المواطن الفلسطيني على أرضه". ودعا إلى ضرورة ممارسة ضغط أمريكي "حقيقي وكبير" على الجانب الإسرائيلي للالتزام ليس فقط بوقف إطلاق النار، ولكن بالبعد الإنساني أيضاً.
وشدد رائف على أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة ووكالة "الأونروا" في توزيع المساعدات داخل القطاع، داعياً "الأونروا" إلى مساندة الدور المصري الحيوي، وأشار إلى أن الدور المصري يحظى بدعم دولي واسع، مستشهداً بالجولة الأوروبية الأخيرة للرئيس المصري والتي أكدت الدعم الأوروبي الكامل للجهود المصرية على الصعيدين الإنساني والسياسي.
وأضاف: "الدولة المصرية عازمة على استكمال المسار، وهذه التعنتات الإسرائيلية لن تفلح في إحباطه... في نهاية المطاف، سوف يكون هناك إنفاذ كامل للمساعدات، ونتحدث حالياً عن قرابة 400 شاحنة يومياً، وهذا رقم مهم".