قالت مجلة إيكونوميست البريطانية، إن الصين تفوز فى الحرب التجارية التى شنتها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن بكين تعلمت التصعيد والرد بنفس الفعالية مثل أمريكا، بل إنها تجرب قواعدها التجارية الخاصة خارج الحدود الإقليمية، مما سيفير مسار الاقتصاد العالمى.
وتذهب إيكونوميست إلى القول بأن ترامب تبنى، ومنذ عودته إلى البيت الأبيض فى يناير الماضى، تبنى موقفًا غامضًا فيما يتعلق بالدفاعى لسياسته تجاه الصين وقضية تايوان. لكنه كان واضحًا فى موقفه من التجارة مع بكين، وهو أن سيصعد حملة الضغط التى بدأها فى ولايته الأولى. وكان هذا يعنى مزيد من الرسوم الجمركية، والمزيد من الضوابط على تجارة التكنولوجيا الفائقة، والاستخدام الحماسى للعقوبات. كان هدف إدارة ترامب هو إعاقة قوة التصنيع الصينية العملاقة، وانتزاع تنازلات مالية وتجارية، وإبطاء التطور التكنولوجى للصين. حتى أن البعض فى فريق ترامب حلم بـ "صفقة كبرى" تتعهد فيها الصين بإصلاح رأسمالية الدولة مقابل ألا تخنقها أمريكا.
لكن بعد ستة أشهر من بدء هذه السياسة الأمريكية، تقول إيكونوميست أن الصين تتنفس الصعداء أكثر من أمريكا لثلاثة أسباب.
السبب الأول أن بكين أثبتت قدرتها على الصمود فى وجه الإكراه الأمريكى ومهارتها فى الرد، محققة ما يعرف بـ "الهيمنة التصعيدية". يرى بعض منتقدى ترامب أن السببت فى هذا يعود إلى ما يسمى بسياسة تاكو والتى تعنى أن ترامب يتراجع دائمًا يتراجع. كما أن الصين تعلمت الرد بمهارة. فبعد أن فرض ترامب ضريبة على سفن الحاويات الصينية الواصلة إلى الموانئ الأمريكية، وكذلك فإن رفضها شراء فول الصويا الأمريكى - الذى يمثل سوقًا بقيمة 12 مليار دولار لمزارعى الغرب الأوسط العام الماضى، وأكبر صادرات أمريكا إلى الصين – يفقد ترامب كتلة مهمة من الناخبين.
السبب الثانى لنجاح الصين، بحسب إيكونوميست، هو أن الصين تطور، من خلال التجربة والخطأ، مجموعة جديدة من معايير التجارة العالمية. فهى تريد بناء نظام تقوده الصين على أنقاض نظام التجارة الليبرالى القديم، نظام يُنافس إمبراطورية ترامب فى الرسوم الجمركية.
أما السبب الأخير لفوز الصين، وفقا لتقدير المجلة البريطانية، هو أن الحرب التجارية قد عززت الرئيس شى والحزب الشيوعى، وليس العكس. فرغم مشكلات الصين يرى الكثير من الصينيين أن ضايقات ترامب تبرر مشروع شى أن تصبح الصين قوة عظمى تقنية - صناعية.