فيسبوك
واتساب
اكتشف علماء الآثار فى إيطاليا، حوضًا ضخمًا مبطنًا بالحجارة في مدينة غابي القديمة، على بعد حوالي 11 ميلًا شرق روما، وهو ما يكشف عن أحد أقدم الأمثلة على العمارة الرومانية، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
ويشير الاكتشاف، الذي قاده مارسيلو موجيتا، رئيس قسم الدراسات الكلاسيكية والآثار والدين في جامعة ميسوري، إلى أن أصول المباني الرومانية الضخمة بدأت قبل وقت طويل مما كان يعتقد سابقًا.
يعود تاريخ الحوض الاصطناعي، المنحوت جزئيًا في قاع صخري صلب، إلى حوالي عام 250 قبل الميلاد، مع أن أجزاءً منه قد تكون أقدم، قال الباحثون إن هذا الهيكل يُعد من أقدم الأمثلة المعروفة على البناء الروماني الضخم خارج المعابد وأسوار المدينة.
ويقدم نظرة جديدة حول كيفية تجربة الرومان الأوائل للأشكال المعمارية العظيمة قبل قرون من ظهور الإمبراطورية.
العمارة كتعبير سياسي
قال موجيتا إن هذا الاكتشاف يُبرز مدى ارتباط العمارة المبكرة في روما ليس فقط بالجانب العملي، بل أيضًا بالتعبير السياسي، كما أنه يُتيح لنا هذا الاكتشاف نظرةً نادرةً على تجارب الرومان الأوائل في تخطيط المدن.
مدينة متجمدة في الزمن
تحتل غابي مكانة مميزة في التاريخ الروماني، كانت في يوم من الأيام جارة قوية ومنافسة لروما، وقد استُوطِنت لأول مرة في العصر الحديدي المبكر، هُجِرت المدينة إلى حد كبير بحلول عام 50 قبل الميلاد، ثم أُعيد احتلالها لاحقًا على نطاق أضيق.
في الصيف المقبل، وبدعم من المديرية العامة للمتاحف في إيطاليا، سيواصل علماء الآثار أعمال التنقيب داخل الحوض وحوله، بما في ذلك منطقة قريبة مرصوفة بالحجارة ربما كانت جزءًا من المركز المدني لغابي، كما يخطط الباحثون لدراسة "شذوذ" غامض تحت الأرض كُشف عنه من خلال التصوير الحراري، والذي قد يكون معبدًا أو مبنى عامًا رئيسيًا آخر.
أدلة على أصول الحياة العامة الرومانية
قال موجيتا: "إذا كان معبدًا، فقد يساعدنا ذلك في تفسير بعض القطع الأثرية التي عثرنا عليها بالفعل في طبقات الحوض المهجورة، وتشمل هذه القطع "أواني سليمة، ومصابيح، وأوعية عطور، وأكوابًا عليها نقوش غريبة".
وأضاف أن بعض الأشياء ربما تم وضعها كقرابين طقسية أثناء إغلاق البركة حوالي عام 50 ميلادية، وهو ما يعكس الارتباط العميق بين الماء والدين والحياة العامة في المدن القديمة.
