تنظيف الجسم من السموم بالعصائر.. فوائد عديدة بشروط

في السنوات الأخيرة، تصاعد الاهتمام بما يُعرف بـ«دايت العصير» كطريقة سريعة لفقدان الوزن وتنشيط الجسم. ويقوم هذا النظام على تناول العصائر الطبيعية المصنوعة من الفواكه والخضراوات لفترة تمتد إلى ثلاثة أسابيع، مع الامتناع عن الأطعمة الصلبة أو التقليل منها بشدة.

بحسب ما أورده موقع Everyday Health، تختلف تفاصيل هذه الحمية من خطة إلى أخرى، لكن جوهرها واحد: الاعتماد على العصائر وحدها لفترة محددة، أملاً في خسارة الوزن أو "تنقية" الجسم من السموم.

ما فكرة النظام وكيف يُنفذ؟

تعتمد الخطة في الغالب على ثلاث مراحل متتابعة :

في الأسبوع الأول، يُكتفى بالعصائر والماء فقط، على أن تكون العصائر طازجة وخالية من أي سكر مضاف.ثم يبدأ إدخال أطعمة نباتية خفيفة في الأسبوع الثاني، مثل الحساء والسلطات البسيطة.وفي الأسبوع الثالث، يسمح بتناول أطعمة نيئة بنسبة أكبر، كالفواكه والخضراوات غير المطهية، مع الامتناع التام عن اللحوم ومنتجات الألبان والحبوب والمكسرات.ويؤكد خبراء التغذية أن هذه المراحل تهدف إلى "إراحة" الجهاز الهضمي تدريجيًا، لكنها تُعد تقييدية إلى حد كبير

ما الذي يمكن تناوله أثناء الحمية؟
 

الخيارات الغذائية في هذا النظام محدودة للغاية، إذ يُنصح بتناول عصائر تُحضّر في المنزل من مكونات طازجة مثل:التفاح، الجزر، السبانخ، الكيوي، الخيار، التوت، الليمون، الكرفس، والبنجر.ويُفضَّل تخفيف العصائر بالماء لتقليل تركيز السكريات الطبيعية، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في تنظيم سكر الدم.

أسباب اتباع الحمية

تتباين الدوافع وراء الالتزام بنظام العصير. فالبعض يسعى إلى إنقاص الوزن السريع، وآخرون يرونها فرصة لتنظيف الجسم، بينما يجد فيها بعض الأشخاص وسيلة نفسية للانضباط .لكن وفقًا لتحليل أخصائية التغذية رينا فرانكو، فإن فقدان الوزن الناتج عن هذا النوع من الأنظمة غالبًا ما يكون مؤقتًا، لأن الجسم يفقد الماء والعضلات أكثر مما يفقد الدهون.ومع العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي، يستعيد معظم الأشخاص الوزن الذي خسرُوه خلال الأسابيع الثلاثة.

منافع محدودة المدى

يشعر كثيرون في الأيام الأولى من الحمية بنشاط نسبي أو تحسن في المزاج، وذلك نتيجة تقليل العبء الهضمي وزيادة استهلاك الفيتامينات من العصائر الطازجة.لكن هذا الأثر لا يدوم طويلاً، فالعصائر، رغم فائدتها، لا توفر للجسم البروتين أو الدهون الصحية الضرورية للحفاظ على الكتلة العضلية والطاقة المستمرة.

النواقص الغذائية ومخاطر التنفيذ الطويل

يشير الأطباء خلال التقرير  إلى أن الاعتماد الكامل على العصير يؤدي إلى نقص في عناصر أساسية مثل البروتين، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين B12.
ومع مرور الوقت، قد تظهر أعراض التعب العام، وضعف التركيز، والدوخة.كما أن ارتفاع محتوى السكر في العصائر قد يسبب زيادة في مستوى الجلوكوز بالدم لدى المصابين بالسكري أو من لديهم استعداد له.وتوضح دراسات حديثة أن غياب الألياف عن النظام الغذائي يُضعف حركة الأمعاء، ويؤثر سلبًا في توازن البكتيريا النافعة بالجهاز الهضمي.

هل العصير يزيل السموم فعلًا؟
 

تؤكد الأبحاث أن فكرة تطهير الجسم بالعصائر لا تستند إلى دليل علمي.فالجسم يمتلك منظومة متكاملة للتخلص من الفضلات عبر الكبد والكلى، ولا يحتاج لأي برنامج خاص للقيام بوظيفته الطبيعية.وتوصي جامعة روتشستر الطبية بتناول غذاء متوازن غني بالألياف، والفواكه، والخضروات الكاملة، مع تقليل السكريات والأطعمة المعالجة، كأفضل وسيلة لدعم أجهزة التنقية الطبيعية في الجسم.

التأثير النفسي خلال التجربة
 

من الناحية النفسية، تختلف استجابة الأفراد بشكل كبير.البعض يصف التجربة بأنها تمنح صفاءً ذهنيًا وتحكمًا في الذات، بينما يعاني آخرون من اضطراب المزاج والعصبية نتيجة انخفاض الطاقة.دراسات صغيرة أُجريت في السنوات الأخيرة توصلت إلى أن الصيام الطويل قد يرتبط بمشاعر متباينة، منها الإحساس بالإنجاز والراحة، وأحيانًا التوتر والقلق.

رأي الخبراء 

تحذر خبيرة التغذية آن دانا هي من التعامل مع هذا النوع من الحميات على أنه علاج أو وسيلة آمنة طويلة المدى.وتؤكد أن فقدان الوزن السريع غالبًا ما يكون غيردائم ومستمر، وأن الاعتماد على العصير فقط يحرم الجسم من التوازن الغذائي الضروري.كما يشير التقرير  إلى أن أي نظام غذائي يجب أن يكون مبنيًا على إشراف طبي أو نصيحة اختصاصي تغذية معتمد.