للسيدات.. دراسة تحذر من تأجيل أول فحص للثدي لهذا السبب

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 01:00 ص
للسيدات.. دراسة تحذر من تأجيل أول فحص للثدي لهذا السبب الأشعة

كتبت مروة محمود الياس

تشير أبحاث حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، ونقلها موقع Health، إلى أن النساء اللواتي يؤجلن أول فحص للثدي بالأشعة السينية، أو يتخطين موعده، يواجهن خطرًا أعلى للإصابة بسرطان الثدي في مراحله المتقدمة.

الفحص الأول..الوقاية 

عادة ما يُطلب من النساء البدء في فحص الثدي بالأشعة السينية عند بلوغ سن الأربعين، أو الخمسين وفقًا للتوصيات، إلا أن الدراسة التي تابعت أكثر من 430 ألف امرأة سويدية على مدى نحو ثلاثة عقود وجدت أن تأجيل هذا الفحص الأولي لم يكن قرارًا بسيطًا كما يظن البعض، إذ ارتبط بزيادة خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة وصلت إلى 40% مقارنة بمن التزمن بالفحص الموصى به.

تأجيل صغير… نتائج كبيرة

كشف الباحثون أن النساء اللواتي لم يخضعن للتصوير الأول كنّ أكثر عرضة لتخطي الفحوصات اللاحقة أيضًا. وبذلك، يُفقد الأطباء فرصتهم لاكتشاف الأورام في مراحلها المبكرة، حين يكون العلاج أكثر نجاحًا وأقل كلفة.

وذكرت الدكتورة جين باو، وهي جراحة أورام في كلية الطب بجامعة ستانفورد، أن تجاهل الفحص الأول "يؤخر التشخيص ويزيد من احتمال أن يُكتشف السرطان في مراحل متقدمة يصعب التعامل معها."

أرقام تدق ناقوس الخطر

من بين النساء اللواتي لم يبدأن الفحص في الموعد المحدد، وُجدت زيادات لافتة في المخاطر:

ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي في المرحلة الثالثة بنسبة تفوق 50%.

تضاعف خطر الإصابة في المرحلة الرابعة بأكثر من مرتين ونصف.
ورغم أن عدد الحالات المكتشفة لم يختلف كثيرًا بين المجموعتين، فإن توقيت التشخيص كان هو العامل الفاصل، إذ سُجلت الإصابات بين المتأخرات في مراحل أكثر تقدمًا وأشد فتكًا.

لماذا التوقيت مهم؟

يرى الخبراء أن فحص الثدي بالأشعة السينية يُعد من أكثر الوسائل دقة لاكتشاف السرطان قبل أن تظهر أعراضه.
يُظهر التصوير المبكر الأورام الصغيرة جدًا التي لا يمكن الشعور بها عند الفحص الذاتي. وعندما تُكتشف هذه الأورام في مراحلها الأولى، تكون نسبة الشفاء مرتفعة للغاية، بينما يُصبح العلاج أكثر تعقيدًا كلما تأخر الاكتشاف.

عقبات الفحص.. بين الخوف والتكلفة

العديد من النساء يتجنبن الفحص بسبب الخوف من الألم أو الانزعاج الذي يرافق الإجراء. توضح الدكتورة باو أن ضغط أنسجة الثدي لبضع ثوانٍ ضروري للحصول على صورة دقيقة، لكن الألم مؤقت والإجراء لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة في مجمله.
تُضاف إلى ذلك عقبات أخرى مثل تكاليف الرعاية الصحية، أو بعد مراكز التصوير، أو نقص التوعية، وهي عوامل تُسهم مجتمعة في تأخر الفحوصات بين الفئات الأقل حظًا اجتماعيًا واقتصاديًا.
ووفقًا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن النساء اللاتي يعانين من صعوبات في الوصول إلى الخدمات الطبية، أو من مشكلات اقتصادية، يكنّ أكثر عرضة لتأجيل الفحوص، ما يؤدي في النهاية إلى تفاوت كبير في معدلات الإصابة والوفيات بين الفئات المختلفة.

التوصيات الحديثة… الفحص ضرورة لا رفاهية
 

توصي فرقة العمل الأميركية للخدمات الوقائية بأن تخضع النساء بين 40 و74 عامًا لتصوير الثدي بالأشعة السينية كل عامين على الأقل. ومع ذلك، تُظهر الإحصاءات أن ربع النساء الأميركيات تقريبًا لا يلتزمن بتلك التوصيات.أما  الكلية الأميركية للأشعة والجمعية الأميركية لجراحي الثدي فتميل إلى التوصية بالفحص السنوي، خصوصًا لمن لديهن تاريخ عائلي للإصابة أو نتائج غير طبيعية في فحوص سابقة.

كيف تستعدين للفحص الأول؟
 

الاستعداد النفسي والجسدي يقلل من التوتر ويجعل التجربة أسهل. ينصح الأطباء بارتداء ملابس مريحة، وتجنب استخدام مزيلات العرق أو الكريمات في يوم الفحص لأنها قد تؤثر على دقة الصورة.وإذا كان الانزعاج شديدًا، يُنصح بالتحدث مع الفني أثناء الإجراء لضبط الضغط أو إيقاف التصوير مؤقتًا.
تؤكد الدكتورة باو أن "المناقشة المسبقة مع الطبيب تساعد المريضة على فهم ما سيحدث خطوة بخطوة، مما يخفف الخوف ويزيد من الالتزام بالفحوص المستقبلية."

الحديث عن الفحص.. وسيلة لإنقاذ الأرواح

رفع الوعي لا يقل أهمية عن الفحص نفسه. فالتحدث بين النساء عن تجربتهن مع التصوير الإشعاعي يشجع الأخريات على الإقدام عليه دون تردد.
وتشدد باو على أن الأطباء عليهم مسؤولية متابعة المرضى الذين لم يجروا فحصهم الأول، فهؤلاء الأكثر عرضة للوفاة بالمرض، لكنهم أيضًا الأكثر قابلية للاستفادة من التدخل المبكر.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة