شهد سوق الذهب في مصر مطلع أكتوبر 2025 موجة جديدة من الارتفاعات، لكن هذه المرة لم تأتِ من الأسعار العالمية أو قفزات الجرام محليًا، بل من جانب "المصنعية" التي تحركت بشكل غير مسبوق على السبائك والعملات الذهبية، في خطوة وصفها متعاملون بأنها "تعميق للجراح" التي يعانيها السوق بعد موجة الصعود التاريخية لأسعار الذهب.
قفزات في المصنعية تطال جميع الأوزان
أعلنت شركة BTC، عن تحريك أسعار المصنعيات على جميع أوزان السبائك، بداية من وزن 1 جرام وحتى 1 كيلو، لتسجل زيادات تراوحت بين 5.7% و20.9%.
السبيكة 1 جرام
ارتفعت مصنعية الجرام من 175 إلى 185 جنيهًا بنسبة 5.7%، فيما زاد الكاش باك إلى 28.5 جنيه.
السبيكة 2.5 جرام الأكثر تداولًا بالسوق:
قفزت مصنعية الجرام من 100 إلى 110 جنيهات بزيادة 10%، مع تحريك الكاش باك إلى 28.5 جنيه.
السبيكة 5 جرامات
قفزت المصنعية إلى 85 جنيهًا للجرام بدلا من 66 جنيهًا، بنسبة ارتفاع 28.7%، والكاش باك 28.5 جنيه.
السبيكة 10 جرامات
ارتفعت إلى 82 جنيهًا مقابل 70 جنيهًا بزيادة 17%، كما تحركت مصنعية أخرى من 67 إلى 80 جنيهًا بنسبة 19.4%، مع تثبيت الكاش باك عند 28.5 جنيه.
الأونصة 31.10 جرام
ارتفعت مصنعية الجرام من 66 إلى 79 جنيهًا بزيادة 19.6%، والكاش باك 28.5 جنيه.
السبيكة 50 جرامًا
ارتفعت من 64 إلى 77 جنيهًا بزيادة 20.3%.
السبيكة 100 جرام
صعدت من 62 إلى 75 جنيهًا للجرام بزيادة 20.9%.
وبهذه القفزات، أصبحت تكلفة شراء السبائك الذهبية في مصر أعلى من أي وقت مضى، مما يزيد من صعوبة اقتناء الذهب كملاذ آمن للمستهلكين العاديين.
العملات الذهبية.. الجنيه يقود القفزة
لم تتوقف الزيادات عند السبائك فقط، بل شملت أيضًا العملات الذهبية، فقد تحركت مصنعيات الجنيهات الذهبية بشكل جماعي لتسجل زيادات قياسية قاربت 40% للمرة الأولي، حيث كانت شركات الإنتاج ترفع تكلفة التصنيع في حدود 8 إلى 12% فقط، لكن هذه المرة تحركت المصنعية بصورة كبيرة.
الجنيه الذهب (8 جرامات)
قفزت مصنعيته إلى 75 جنيهًا للجرام مقابل 54 جنيهًا، بنسبة زيادة 38.8%.
النصف جنيه (4 جرامات):
ارتفعت المصنعية إلى 80 جنيهًا للجرام بدلاً من 60 جنيهًا، بنسبة زيادة 34%.
الربع جنيه (2 جرام)
ارتفع إلى 85 جنيهًا للجرام مقابل 67 جنيهًا، بزيادة 26.8%.
السوق تحت الضغط.. "عبء جديد على المستهلكين"
مع هذه الزيادات، يجد المستثمرون الصغار صعوبة متزايدة في اقتناء الذهب، سواء على هيئة سبائك صغيرة أو عملات ذهبية، وهي الأدوات الأكثر رواجًا في السوق المصري خلال السنوات الأخيرة.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تمثل عبئًا إضافيًا على السوق الذي يعاني من ركود نسبي في حركة المبيعات، خاصة بعد القفزات التاريخية التي سجلها الجرام محليًا، حيث تجاوزعيار 21 مستويات غير مسبوقة تخطت حاجز 5,200 جنيه.
ويؤكد متعاملون أن المصنعية المرتفعة تقلص من جاذبية الاستثمار في السبائك والجنيهات الذهبية، إذ تضيف تكلفة إضافية على السعر النهائي، في وقت يترقب فيه المستهلكون أي فرصة للتحوط من التضخم وحماية مدخراتهم.
الزيادة الجديدة في مصنعيات الذهب، سواء على السبائك أو العملات، تعكس توجهًا عامًّا نحو إعادة تسعير تكلفة التصنيع والتداول في السوق المصري، لكنها في المقابل تطرح تساؤلات حول مستقبل الطلب المحلي.
ففي الوقت الذي يراهن فيه البعض على بقاء الذهب أداة رئيسية للتحوط، يخشى آخرون من أن تؤدي تلك الزيادات إلى تراجع الإقبال على الشراء، لا سيما في الشرائح المتوسطة من المجتمع، التي كانت تعتمد على السبائك الصغيرة والجنيهات الذهب كملاذ آمن ميسور التكلفة.