حالة من الجدل والتساؤلات بين الشعراء حول إلغاء شعر العامية من فروع جائزة الدولة 2026.. الأعلى للثقافة يوضح: لا صحة لما يثار والمجالات تتغير وفقا للائحة.. وتحديد سن الـ40 فرصة للشباب ومن تخطوا لهم جوائز أخرى

الخميس، 02 أكتوبر 2025 01:00 م
حالة من الجدل والتساؤلات بين الشعراء حول إلغاء شعر العامية من فروع جائزة الدولة 2026.. الأعلى للثقافة يوضح: لا صحة لما يثار والمجالات تتغير وفقا للائحة.. وتحديد سن الـ40 فرصة للشباب ومن تخطوا لهم جوائز أخرى الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة

كتب محمد فؤاد

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة من الجدل الشديد بعدما أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن فتح باب التقدم في جائزة الدولة التشجيعية بفروعها المختلفة، وقد تم استثناء فرع الشعر العامي ضمن فروع الجائزة هذا العام، وذلك بالإضافة إلى استياء البعض الآخر من شرط ألا يتخطى عمر المتقدم حاجز الـ40 عاما، وهو ما جعل الجميع يتساءل عن السبب، وبدورنا تواصلنا مع الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة للتحديث عن الأمر.

حالة من الجدل بسبب إلغاء شعر العامية

وبداية حالة الجدل حول موضوع إلغاء فرع شعر العامية على مواقع التاوصل الاجتماعى ظهر عندما نشر الشاعر سعيد عبد المقصود عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بيانًا موقعا من مجمموعة كبيرة من الشعراء والمثقفين في مصر ومن بينهم الدكتور مسعود شومان، جمال حراجي، أشرف عتريس، سعيد شحاتة، ريم المنجي، عزت الطيري، ميسرة صلاح الدين، وغيرهم، حيث جاء فى نص البيان: شعر العامية والهُوية المصرية فوجئنا نحن شعراء مصر وجمهور المثقفين المهتمين بها، بإعلان جوائز الدولة التشجيعية وإلغاء فرع شعر العامية من بين فروعها، هذا القرار لم يكن مجرد تعديل إجرائي أو شكلي، بل يُعد تقليلاً من قيمة شعر العامية بوصفه أحد الأشكال الإبداعية الأصيلة التي عبرت عن وجدان الشعب المصري لعقود طويلة، كما أنه جزء أصيل من مكونات الهوية المصرية التي تتحدث العامية وتتميز بها وتخاطب بها وتكتب إبداعها به وتتناقله كل الألسن العربية وتصفه بأنه الوسيط الوحيد الذي لا يختلف عليه.. زيادة على حضورها المؤثر في الحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي.

وأضاف البيان أن شعر العامية ليس مجرد لهجة دارجة، بل هو جنس أدبي متكامل، له حضوره في تشكيل الهوية المصرية.. له منتجه الذي عّبر عن مصريتنا وكل فنوننا شعرا وسردا عبر أجيال وله روّاده الكبار الذين أثْروا الثقافة المصرية والعربية (من فؤاد حداد وصلاح جاهين، إلى عبد الرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وغيرهم)، زيادة على المسرح والرواية.. وهو مستمر اليوم بأصوات شابة وفاعلة تكتب نصوصًا تحاور الواقع والإنسان والوجود وتحمل كل قضاياه وتعبر عن مكوناته.. وعليه، فإننا نعلن رفضنا لهذا القرار، ونطالب بالعدول عنه فورًا، وإعادة فرع شعر العامية إلى مكانه الطبيعي ضمن جوائز الدولة التشجيعية، وتثبيت جائزته.. تأكيدًا على احترام التعدد والتنوع الذى ميز الثقافة المصرية عّبر تاريخها.

حقيقة إلغاء جائزة شعر العامية

وردًا على ما أشيع حول إلغاء جائزة شعر العامية من جوائز الدولة لعام 2025، أكد الدكتور أشرف العزازي أنه لا صحة مطلقًا لما أُثير عن إلغاء جائزة ديوان شعر العامية؛ إذ لم يتم إلغاء أي فرع من فروع الجوائز، حيث إن مجالات جوائز الدولة التشجيعية ثابتة سنويًا ولا تتغير، وهي: الفنون، الآداب، العلوم الاجتماعية، والعلوم الاقتصادية والقانونية، ويتضمن كل مجال منها ثمانية فروع فقط هي التي تتغير وفقًا للائحة المجلس، وتُحدد مسبقًا كل ثلاثة أعوام، لذلك فإن ما يتم هو تغيير سنوي للفروع وليس إلغاء.

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": وبالنسبة لفروع جوائز الدولة لهذا العام، فقد تم تحديدها بواسطة اللجنة العليا المشكلة بقرار وزيرة الثقافة السابقة عام 2023، والمتضمن تشكيل اللجان العليا لاختيار فروع جوائز الدولة التشجيعية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والعلوم الاقتصادية والقانونية لأعوام 2025 و2026 و2027، وقد ضمت اللجنة العليا الخاصة بتحديد فروع الآداب عددًا من كبار الأدباء والنقاد والمترجمين، إضافة إلى مقررى لجان الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، السرد القصصى والروائى، الشعر، والترجمة.

كما أوضح الدكتور أشرف العزازى أنه قد انتهت اللجنة العليا من وضع الفروع الخاصة بالسنوات المشار إليها، ثم عُرض مقترحها على الهيئة العليا للمجلس الأعلى للثقافة فى مايو 2024، حيث تمت مناقشته وإقراره والتصديق عليه، ويأتي تحديد الفروع بهذا الشكل لتحقيق أكبر قدر من التمثيل للتخصصات الأدبية والفنية المختلفة على مدى ثلاث سنوات، خاصة أن عدد الفروع يفوق عدد الجوائز المخصصة سنويًا.

وتابع "العزازي": فعلى سبيل المثال، تتضمن جوائز 2026 فى مجال الآداب فرعين للشعر هما: ديوان شعر الفصحى والنص المسرحي الشعري "فصحى أو عامية"، بينما تتضمن فروع جوائز 2027 في مجال الآداب فرعين آخرين هما: ديوان شعر العامية وديوان شعر الأطفال، وهذا لا يعني أبدًا إلغاء الفصحى أو العامية أو أي فرع آخر.

وأوضح "العزازي" أن هذا النظام مطبق منذ إنشاء جوائز الدولة؛ فمثلًا لم تتضمن فروع جوائز الدولة في الآداب عام 2019 ديوان شعر العامية أيضًا، ولم يطرح الأمر حينها باعتباره إلغاءً لأي فرع أو مجال ثقافي، كما أن المتابع للفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة، سواء عبر المجلس الأعلى للثقافة أو عبر القطاعات الأخرى، يدرك بوضوح الاهتمام البالغ الذي توليه الوزارة لشعر العامية، من خلال المسابقات، والأمسيات الشعرية، والإصدارات المتنوعة وورش العمل التدريبية.

تحديد عمر المتقدمين

أما بخصوص ما أثير حول تحديد عمر المتقدمين لجوائز الدولة التشجيعية بأربعين عامًا أو أقل، فقال الدكتور أشرف العزازي: إن شروط جوائز الدولة التشجيعية يحددها قانون جوائز الدولة وليس قرارات وزارية أو لوائح داخلية، حيث نص القانون على تخصيص هذه الجوائز لشباب الباحثين والمبدعين تحت سن الأربعين، وذلك بهدف تشجيع الشباب على مواصلة التميز في البحث والإبداع.

في المقابل، يكفل القانون للمبدعين والباحثين فوق الأربعين عامًا الترشح لبقية جوائز الدولة، وهي: جوائز الدولة للتفوق "عن طريق التقدم المباشر أو عبر ترشيح الجهات ذات الصلة"، وجوائز الدولة التقديرية وجوائز النيل "عن طريق ترشيح الجهات المخولة بالترشيح".

وأضاف "العزازي" أن جوائز الدولة التشجيعية، منذ نشأتها في خمسينيات القرن الماضي، لم تكن مرتبطة بسن محدد، غير أن النقاش الثقافي في تسعينيات القرن الماضي أظهر تحفظًا واسعًا على منحها لكبار السن من المبدعين، باعتبار أن ذلك يحجب الفرصة عن الشباب، خاصة مع وجود جوائز أخرى متاحة لهم، وبناءً على مطالب الوسط الثقافي آنذاك، جرى تعديل قانون جوائز الدولة لتحديد سن الأربعين كحد أقصى للتقدم للجوائز التشجيعية، وهو ما يُطبق حتى الآن.

وأنهى الدكتور أشرف العزازي حديثه مؤكدًا احترام المجلس الأعلى للثقافة التام لكل الآراء التي تُطرح، ويشرّفه دائمًا مناقشتها وتوضيح ما يلزم بشأنها، كما يشرفه العمل على دراسة تعديل أي أمر من شأنه الارتقاء بالشأن الثقافي، فالممارسة الثقافية لا تكتمل أبدًا إلا بتعاون وتضافر جميع أركانها، وأهم هذه الأركان هو آراء ومقترحات المثقفين والمعنيين بالشأن الثقافي والاستفادة من خبراتهم ورؤاهم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة