قد لا تكون مشكلات الرؤية أول ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في علامات التحذير المتعلقة بمشكلات صحية كامنة، ومع ذلك، قد تكون التغيرات فى الرؤية من أوائل العلامات التي تدل على مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية الأكثر خطورة، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، أو حتى بعض المشكلات العصبية، وفقًا لموقع "تايمز أوف انديا".
مرض السكري وصحة العين
يُعد داء السكري من أكثر الأمراض الجهازية شيوعًا المرتبطة بمشكلات الرؤية، ويمكن أن يُلحق ارتفاع سكر الدم الضرر بالأوعية الدموية الصغيرة في شبكية العين، وهي حالة تُسمى اعتلال الشبكية السكري، وفي المراحل المبكرة، قد يؤدي ذلك إلى عدم وضوح الرؤية، وظهور الأجسام العائمة، وحدوث مشكلات في الرؤية الليلية، ومع ذلك، إذا لم يُعالج فقد يُسبب العمى الدائم.
في الواقع، يُشخص الكثير من الأشخاص بمرض السكري أثناء فحوصات العين الروتينية، ويستطيع أطباء العيون ملاحظة التغيرات الطفيفة في شبكية العين قبل وقت طويل من ظهور أعراض أخرى على مرضى السكر، لذلك تُعد فحوصات العين وسيلة فعالة للكشف المبكر.
ارتفاع ضغط الدم
يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يُلحق ضررًا بجسمك دون أن تشعر لسنوات قبل ظهور الأعراض، وتعتبر العين أحد الأعضاء التي تتأثر بهذه الحالة المزمنة، حيث إن اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن الذى يترتب عليه انخفاض حجم الأوعية الدموية في شبكية العين، أو تسرب السوائل، وقد يؤدي ذلك إلى عدم وضوح الرؤية، والصداع، وفي بعض الأحيان فقدان مفاجئ للرؤية.
ويمكن لفحوصات العين الدورية اكتشاف علامات ارتفاع ضغط الدم قبل أن يُدرك المريض إصابته به، وكلما تم اكتشاف الحالة مبكرًا، كان علاجها أسرع، وقلت احتمالية إصابة الشخص بسكتة دماغية أو أمراض القلب.
حالات الدماغ والأعصاب
العصب البصري هو حلقة الوصل بين الدماغ والعينين، لذلك فإن أي تغير في الرؤية قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلات عصبية، وقد يشير ظهور ازدواج الرؤية المفاجئ، أو فقدان مجال الرؤية، أو صعوبة تحريك العينين، إلى أمر خطير مثل ورم في الدماغ، أو التصلب اللويحي، أو حتى العلامات المبكرة لسكتة دماغية.
ومع ذلك، في بعض الأحيان، يظهر ضغط متزايد على الدماغ بسبب التعرض لصدمة، أو وجود ورم، أو تراكم السوائل، وأثناء الفحص عند ملاحظة تورم في العصب البصري (وذمة الحليمة البصرية)، ما الذي يمكن فعله لإنقاذ هؤلاء الأشخاص؟
تحدث العديد من هذه الحالات في صمت وبدون ألم، ويمكن اكتشاف العديد من العلامات التحذيرية مبكرًا بإجراء فحص شامل للعين قبل ملاحظة أي أعراض، ولهذا السبب، يجب أن تكون صحة العين جزءًا لا يتجزأ من نهجك الشامل للرعاية الصحية الوقائية، حتى لو لم تكن بحاجة إلى نظارات أو عدسات لاصقة، ولم تُعانِ من أي مشكلات بصرية واضحة.