هنرى برجسون.. فيلسوف فرنسى حصد نوبل فى الأدب

تمر اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون إذ ولد في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر عام 1859، وهو أول من وضع ما يسمى بالفلسفة العملية، كما كان من أهم رواد الأدب الإنجليزي، وكان من أتباع القيم التي تخص الحركة والتغيير والتطور، وكان أيضًا من أصحاب الأسلوب الأدبي البارع، سواء على المستوى الأكاديمي أو الشعبي، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1927 "تقديرًا لأفكاره الغنية والحيوية والمهارة الرائعة التي عُرضت بها".

حصل هنري برجسون على جائزة نوبل بعد عام واحد، عام 1928، وخلال عملية الاختيار عام 1927، قررت لجنة نوبل للآداب عدم استيفاء أيٍّ من ترشيحات العام للمعايير المنصوص عليها في وصية ألفريد نوبل، ووفقًا لقانون مؤسسة نوبل، يُمكن في هذه الحالة الاحتفاظ بجائزة نوبل حتى العام التالي، وقد طُبِّق هذا القانون آنذاك، وهكذا، حصل هنري برغسون على جائزة نوبل لعام 1927 بعد عام واحد، أي عام 1928.

وُلد هنري برجسون في باريس وتلقى تعليمه في مدرسة كوندورسيه والمدرسة العليا للأساتذة، حيث درس الفلسفة، بعد التدريس في مدارس مختلفة، عُيّن برغسون في المدرسة العليا للأساتذة عام 1898، وبين عامي 1900و1921، شغل منصب أستاذ كرسي الفلسفة في الكوليج دو فرانس، وبين عامي 1921و1926، ترأس لجنة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم، وقبل وفاته بفترة وجيزة، أعرب برجسون عن معارضته لنظام فيشي.

طوّر هنري برجسون فلسفته في عدد من الكتب التي اشتهرت ليس فقط بتفسيرها المبتكر للحياة، بل أيضًا باستخدامها المتقن للاستعارة والصور والتشبيه، في كتابه "الزمن والإرادة الحرة" (1889)، قدّم برجسون تفسيرًا للوعي على أنه موجود على مستويين: الأول يُستمد من خلال التأمل العميق، والثاني إسقاط خارجي للأول، وفي كتابه "التطور الإبداعي" (1907)، طوّر برجسون نظرية الزمن التي طرحها في أعماله الأخرى، وطبّقها على دراسة الكائنات الحية.
حظى خلال حياته بشهرة واسعة الانتشار في فرنسا أثرت فى دوائر مختلفة فلسفية ودينية وأدبية، وقد أدت شعبية برجسون الكبيرة إلى إثارة جدل في فرنسا، حيث كان ينظر إلى آرائه على أنها معارضة للموقف العلمانى والعلمى الذى يتبناه مسئولو الجمهورية الفرنسية.