هل تتجه أزمة إيران للحل؟.. توتر العلاقات مع وكالة الطاقة الذرية.. طهران: تفعيل آلية الزناد يعيدنا إلى ظروف ما قبل الاتفاق النووى.. لا تزال هناك فرص للحوار.. وأمريكا تصرفت بطريقة أخلت بنظام العلاقات الدولية

الجمعة، 17 أكتوبر 2025 04:00 ص
هل تتجه أزمة إيران للحل؟.. توتر العلاقات مع وكالة الطاقة الذرية.. طهران: تفعيل آلية الزناد يعيدنا إلى ظروف ما قبل الاتفاق النووى.. لا تزال هناك فرص للحوار.. وأمريكا تصرفت بطريقة أخلت بنظام العلاقات الدولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية

إيمان حنا

لا يزال الملف النووى الإيرانى صداعا مزمنا فى منطقة الشرق الأوسط لارتباطه بعدة أطراف؛ كل ينظر للملف من وجهة نظره التى تكفل له حقه فى حماية آمنة.

 

جاءت آلية الزناد المقدمة من الترويكا الأوربية لتدفع بهذه الأزمة إلى الواجهة بعد أن تعثرت المفاوضات مع أوروبا مع جهة ومع واشنطن من جهة ثانية؛ وهو ألقى بظلاله على علاقة طهران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضًا؛ حيث تحيط التوترات بأجواء العلاقة المستمرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامى، أن مفتشى الوكالة الدولية غير موجودين حاليًا فى البلاد.


وصرح إسلامى، بأن زيارة مفتشى الوكالة لمواقع نووية لا تتم إلا بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.


رغم إقرار آلية العقوبات مجددا على إيران الشهر الماضى إلا أنها لا تزال تبدى إستعدادا لاستئناف الحوار مع الأطراف الأوربية؛ فيما يبقى ملف التفاوض مع واشنطن دون تحريك فى مياهه الراكدة منذ توقفه؛ على خلفية الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الإسرائيلية على إيران.


ورغم ذلك لم تخل خطابات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من تناول القضية مع طهران؛ ففى خطابه الأخير الذى ألقاه فى الكنيست أثناء زيارته إلى الأراضى المحتلة؛ قال أن اتفاق السلام بين إسرائيل وغزة لم يكن ممكنا لولا قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية؛ مضيفا أنه يعتقد أن إيران مستعدة لإبرام صفقة خاصة بها.


وأضاف ترامب: "حتى بالنسبة لإيران، التى ألحق نظامها الكثير من الموت بالشرق الأوسط، فإن يد الصداقة والتعاون مفتوحة: أقول لكم إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق. وتابع: حتى لو قالوا: لا نريد عقد صفقة، أستطيع أن أخبركم أنهم يريدون عقد صفقة".

 

وأردف ترامب قائلا: "نحن مستعدون عندما تكونون مستعدين، وسيكون هذا أفضل قرار تتخذه إيران على الإطلاق، وسيحدث ذلك".

 

ودافع ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، قائلا: طويتُ صفحة الاتفاق النووى الإيرانى، وكنت فخورا جدا بذلك"، وأضاف "حتى بالنسبة لإيران التى ألحق نظامها الكثير من الدمار بالشرق الأوسط فإن يد الصداقة والتعاون ممدودة.

 

الرد الإيرانى

من جانبها علقت طهران؛ منددة بالتصريحات الأمريكية؛ بحسب ما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها تدين ما وصفته بـ"الاتهامات الباطلة والمزاعم غير المسؤولة والمخزية" للرئيس الأمريكى بشأن إيران، والتى أطلقها فى الكنيست.

 

ووصفت الوزارة فى بيانها أمريكا بصفتها أكبر مُنتج للإرهاب فى العالم، لا تملك أى أهلية أخلاقية لاتهام الآخرين، طبقا للبيان.

 

وأضافت وزارة الخارجية الإيرانية أن "الشعب الإيرانى، لن يغفر أو ينسى أبدًا الجريمة الوحشية التى ارتكبتها أمريكا باغتيال قاسم سليماني"، فى إشارة إلى القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني.

 

ومضت وزارة الخارجية فى بيانها قائلة، أن تكرار الادعاءات الكاذبة حول البرنامج النووى السلمى الإيرانى لا يبرر بأى حال من الأحوال الجريمة المشتركة للنظامين الأمريكى والصهيونى فى مهاجمة تراب إيران المقدس واغتيال أبنائها؛ وأضاف البيان: يجب محاسبة أمريكا على دورها فى إفلات الكيان الصهيونى من العقاب، قائلا أن الولايات المتحدة هى العامل الأكبر فى زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن فيها.

 

وقالت وزارة الخارجية: "إن رغبة الرئيس الأمريكى المُعلنة فى السلام والحوار تتعارض مع سلوك أمريكا العدائى والإجرامى ضد الشعب الإيرانى، فكيف يُمكن لأحد أن يهاجم المناطق السكنية الآمنة والمنشآت النووية فى بلد ما فى خضم مفاوضات سياسية، ويقتل أكثر من ألف شخص، بمن فيهم نساء وأطفال أبرياء، ثم يدّعى السلام والصداقة؟، حسبما أوردت وكالة إرنا.

 

وبالنسبة للعقوبات التى أعيد فرضها من خلال آلية الزناد، تقول طهران أن تفعيلها يعنى العودة لكل الظروف التى كانت قائمة قبل الاتفاق النووى عام 2015.

 

وفى هذا السياق يقول مساعد شؤون الاتصالات والإعلام فى الرئاسة الإيرانية محمد مهدى، أن بلاده باتت اليوم فى وضع أفضل من السابق فى المجال النووى، مضيفًا أن الاتفاق أتاح وقف العقوبات لمدة 10 سنوات، وأن القلق الحالى يتمثل فى احتمال تفعيل آلية الزناد، التى تعنى عودة العقوبات.

 

وأكد أن الأمريكيين تصرفوا بطريقة أخلت بنظام العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا للحوار لم تُستغل فى الوقت المناسب.

 

وأضاف قائلًا: لو كانت إدارة الرئيس الأمريكى (السابق) جو بايدن، موجودة آنذاك، لما وقعت حرب الأيام الـ12؛ مؤكدًا أن أمريكا بايدن، تختلف عن أميركا (دونالد) ترامب، وأن الإشكال فى الاتفاق النووى كان غياب الضمان.

 

وقد مرر مجلس الامن الدولى الموافقة على إعادة فرض العقوبات على إيران فى أواخر سبتمبر الماضى؛ بادعاء مفاده أن البرنامج النووى الإيرانى يشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن الدوليين؛ بعد عشر سنوات من رفعها، وذلك عقب إخفاق المفاوضات مع الدول الغربية.

 

وكانت إيران قد توصلت عام 2015 إلى اتفاق مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، بعد مفاوضات استمرت أعوامًا،، وقد نص الاتفاق لى تقييد أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات عنها.

 

لكن الولايات المتحدة قررت عام 2018، خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، الانسحاب من الاتفاق وأعادت فرض عقوباتها الخاصة على طهران، وردت إيران بتقليص التزاماتها تدريجيًا، بما فى ذلك توسيع عمليات تخصيب اليورانيوم، ما دفع الترويكا الأوروبية إلى تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات.

 

وقال مشرع إيرانى ينتمى للتيار المحافظ أن آلية إعادة فرض العقوبات هى الرصاصة الأخيرة للغرب فبمجرد أن يضغطوا على الزناد، لن يتبقى لهم شيء.

 

وأضاف "العصا التى كانوا يضعونها فوق رؤوسنا، بمجرد استخدامها ستزول. لن يكون لديهم أى نفوذ بعد الآن".

 

وعلى الصعيد نفسه، وقال دبلوماسى من الترويكا الأوروبية أن تعاون إيران مع الوكالة الذرية محدود بالفعل ويمكن أن يتقلص أكثر، لكننى لا أعتقد أنها ستقدم على خطوة مثل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب