إيران تواجه العقوبات وشبح الحرب..الأمم المتحدة تؤكد إعادة تطبيقها.. والترويكا الأوروبية تحذر طهران من خطوات تصعيدية.. والأخيرة ترد: إجراء غير قانوني ولن نلغى برنامجنا النووي.. وإسرائيل: نعلم مكان اليورانيوم

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 07:00 م
إيران تواجه العقوبات وشبح الحرب..الأمم المتحدة تؤكد إعادة تطبيقها.. والترويكا الأوروبية تحذر طهران من خطوات تصعيدية.. والأخيرة ترد: إجراء غير قانوني ولن نلغى برنامجنا النووي.. وإسرائيل: نعلم مكان اليورانيوم ايران - المفاعلات النووية فى ايران

إيمان حنا

دخلت إيران تحت مظلة العقوبات المرتبطة بأنشطتها النووية ؛ حيث أقر  مجلس الأمن الدولى في جلسته الأخيرة تطبيق العقوبات؛ بعد أن قامت الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتفعيل آلية "الزناد" المعروفة باسم "سناب باك"، متهمة إيران بـ"تصعيد نووى مستمر" و"عدم التعاون".

وأكدت الأمم المتحدة، اليوم، أن العقوبات المفروضة على إيران قد تمت إعادة تفعيلها، فيما أكدت إسرائيل أنها تعلم مكان اليورانيوم المخصب فى إيران ؛ وأن الحرب خيار غير مستبعد لكن التكتيك سيكون مختلفًا؛ وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه على دول العالم استخدام كل الوسائل لمنع إيران من صنع أسلحة نووية، وأكدت أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران تطور مهم.

وعقب القرار؛ الذى لا تزال أصداؤه تتردد؛ حذرت ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، إيران من أي خطوات تصعيدية بعد إعادة فرض العقوبات الأممية عليها على خلفية برنامجها النووي.

أكد وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك، ضرورة التزام طهران بتعهداتها القانونية، مشيرين إلى أن إعادة فرض العقوبات لا تعني نهاية المسار الدبلوماسي.

وفى هذا الشأن ؛ قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، إن إعادة فرض العقوبات الشاملة على البرنامج النووى الإيرانى يجب ألا تكون نهاية الدبلوماسية مع إيران.

وأشارت كالاس، فى بيان لها، إلى أنه "على الرغم من أن الاتحاد الأوروبى سيتبع خطى الأمم المتحدة فى إعادة فرض العقوبات، إلا أن الاتحاد يرى أنه لا يمكن التوصل إلى حل مستدام للقضية النووية الإيرانية إلا من خلال المفاوضات"، وفقا لما أوردته شبكة "يوروأكتيف" الإخبارية المتخصصة فى شؤون الاتحاد الأوروبي.

وعلى الصعيد الداخلي ، لا تزال الإدانات الإيرانية للقرار الصادر بحقها واصفة إياه ب"غير القانوني"؛ وفى هذا الإطار أدان البرلمان الإيراني هذه العقوبات؛ حيث  حذر محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان من الإجراءات المضادة، لكنه أضاف أن الدبلوماسية ستظل دائما مطروحة على الطاولة.

وفى الوقت نفسه أكدت طهران أنها مستعدة للتعامل مع هذه العقوبات وأن برنامجها النووي لن يلغى.

وبالنسبة لرد الفعل الأمريكى؛ فقد أكد وزير الخارجية ماركو روبيو، أن الرئيس دونالد ترامب يرى أن الدبلوماسية تبقى الخيار الأفضل للشعب الإيراني وللعالم، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة التزام طهران بمفاوضات جادة وسريعة. وأضاف أن غياب الاتفاق يستوجب تطبيق عقوبات "سناب باك" بشكل فوري للضغط على القيادة الإيرانية.

قائمة العقوبات..

تشمل العقوبات الشركات والمنظمات والأفراد الذين يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في البرنامج النووي الإيراني أو تطوير الصواريخ الباليستية، بما يشمل توفير المعدات أو الخبرات أو التمويل اللازم، والتي تُعد جميعها أسباباً كافية لفرض العقوبات.

هناك قطاعات اقتصادية واسعة ستتأثر بالعقوبات في إيران، حيث سيتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقييد الوصول إلى المرافق المصرفية والمالية التي قد تساعد في البرامج النووية أو الصاروخية الإيرانية.

وقد يتعرض أي شخص ينتهك نظام العقوبات لتجميد أصوله في جميع أنحاء العالم، كما ستتضمن العقوبات حظراً على الأسلحة التقليدية، مع منع بيع أو نقل أي أسلحة إلى إيران، كما سيتم حظر استيراد أو تصدير أو نقل الأجزاء والتقنيات المتعلقة بالبرنامج النووي أو الصاروخي، فضلاً عن تجميد أصول الكيانات والأفراد المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني في الخارج.

وقد يُمنع الأفراد المتورطون في أنشطة نووية محظورة من السفر إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وبالتوازى مع العقوبات الدولية، قد يتم فرض إجراءات منفصلة من قبل الاتحاد الأوروبي، علماً بأن عملية "العودة التلقائية" لعقوبات الأمم المتحدة تتطلب لتنفيذها عملياً من قبل الدول الأعضاء، أن تحدث تلك الدول قوانينها لتتماشى معها، وبالتالي سيكون على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إصدار تشريعات لتنفيذ العقوبات، لكن لم يتم تقديم تفاصيل حول هذه العملية حتى الآن.

شبح الحرب ..


ومن جهة ثانية ؛ يلاحق شبح الحرب الإسرائيلية طهران؛ وهو ما تلوح به إسرائيل من وقت لآخر، وفى هذا السياق قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنه من الممكن، بل وربما المرجح، إعادة ضرب ايران حتى إذا لم  تتوافر لإسرائيل الشروط الأولية في حملتها القادمة، سواء بادرت إيران بالهجوم (خوفًا من هجوم إسرائيلي - وهو خطأ في التقدير)، أو هاجمت إسرائيل، فسيكون الاستعداد الإيراني مختلفًا. في الوقت نفسه، وفي ظل اهتمام إدارة ترامب المتزايد بقضايا أخرى (من حملة في فنزويلا إلى الغزو الروسي لأوكرانيا)، فإن درجة الدعم للحملة القادمة غير واضحة أيضًا.

وأضافت إن الجمع بين الاستعداد الإيراني، القائم على استخلاص الدروس من الحرب، وخاصةً مسألة الدعم الأمريكي، قد يؤدي إلى تحديات أكبر ستواجهها إسرائيل. من بينها تحديات لم تواجهها في الحملة السابقة.

وأشارت إلى أنه إذا لم يكن التدخل الأمريكي بنفس أهمية الحملة السابقة، فإن السؤال المطروح هو: ما هي آلية إنهاء الحملة القادمة، وكيف يمكن منعها من التحول إلى حرب استنزاف. حرب قد تضر إسرائيل أكثر من إيران، ولو لحجمها الجغرافي وخبرتها التاريخية في حرب العراق. كل هذا، إلى جانب ثمن خسارة إسرائيل من استمرار هذه الحرب.

وأكدت الصحيفة "أنه إذا كان هناك أي شيء تعلمناه، فهو أن النظام أقوى مما يبدو، والأهم من ذلك، أنه لا يوجد بدلاء معتدلون" يقفون في الصف" ليحلوا محل خامنئي، حتى لو اختارت إسرائيل القضاء عليه".

وأضافت إنه وبعد حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران، ساد اعتقاد في إسرائيل بأننا "انتصرنا" في الحرب. وهزمت إيران بشدة، يبدو أن شعورًا بالنصر يترسخ في إيران أيضًا. وأكدت الصحيفة "لا ينبغي الاستهانة بشعور إيران بالنصر، ففي ظل الجمود الذي أصاب الاتفاق النووي، والذي تفاقم بقرار الدول الأوروبية الثلاث وإعادة فرض جميع العقوبات التي رُفعت عام 2015، لا يبدو أن إيران تخشى حربًا أخرى، فهي تُقدّر قدرتها على تحقيق إنجازات مهمة عجزت عن تحقيقها في الحرب السابقة.

وقالت الصحيفة "لا تزال القيادة في طهران تُعطي الأولوية للعودة إلى مسار تسوية قد يُفضي إلى رفع العقوبات. لكن في ظل موقف الغرب، الذي تعتبره إيران "مطلبًا للاستسلام"، تُدرك أن احتمال التصعيد العسكري آخذ في الازدياد، لا سيما في ظل التهديدات الإسرائيلية باستئناف الأعمال العدائية، إذا سعت الجمهورية الإسلامية إلى إعادة بناء قدراتها، مع التركيز على المجال النووي".

وأوضحت انه في ضوء ذلك، وخشية هجوم مفاجئ آخر، تحاول طهران التعلم من أخطائها في الحملة السابقة ومن خلافها مع إسرائيل، مع التركيز على تطوير منظوماتها الصاروخية. ويشهد على ذلك وصول تقارير يومية عن تجارب صاروخية وتصريحات كبار مسؤولي النظام حول تطوير هذه المنظومة.

واشارت إلى أنه في الوقت نفسه، يُعلن كبار مسؤولي النظام أنهم لن يترددوا في شنّ ضربة استباقية إذا ما ظنّوا أن إسرائيل على وشك مهاجمتهم. وفي الوقت نفسه، يواصلون البحث عن حلول في موسكو وبكين لتطوير منظومتهم الدفاعية الجوية، التي انهارت خلال الحملة الأخيرة.

وقالت الصحيفة إنه في ضوء ذلك، فإن الجمود في العملية الدبلوماسية، وتزايد احتمالية سعي إيران لإعادة تأهيل منشآتها النووية، والتصريحات الإسرائيلية حول استعدادها لهجوم آخر، كلها عوامل تُفاقم التوتر بين الطرفين، وتزيد بشكل كبير من احتمالية التصعيد. تصعيد يبدو أن إيران قد تصل إليه هذه المرة وهي أكثر استعدادًا مما كانت عليه في الحرب السابقة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب