تعد الجلطات الدموية من أكثر الحالات الطبية غموضًا وخطورة في الوقت نفسه، فهي قد تتكون بصمت داخل الجسم دون أن يشعر المريض، لكنها قادرة في لحظة واحدة على إحداث أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو انسداد رئوي قاتل.
وبينما تلعب عملية التجلط دورًا حيويًا في حماية الإنسان من النزيف، إلا أن حدوثها في غير وقتها أو مكانها الصحيح قد يتحول إلى خطر حقيقي على الحياة.
ما هي الجلطة الدموية؟
بحسب موقع Healthline فأن الجلطة أو التخثر الدموي (Blood Clot) هي كتلة من الدم تتكون عندما تتحول بعض مكوناته من الحالة السائلة إلى مادة هلامية أو شبه صلبة.
يعد التجلط آلية طبيعية للدفاع عن الجسم، إذ تساعد على وقف النزيف عند التعرض لأي جرح أو إصابة، لكن المشكلة تبدأ عندما يتكوّن هذا التجلط داخل الأوعية الدموية دون سبب واضح، فيعوق تدفق الدم الطبيعي إلى الأنسجة أو الأعضاء.
تتكون الجلطات في الأوردة (الجلطة الوريدية) أو في الشرايين (الجلطة الشريانية)، ولكل نوع منها عواقب مختلفة على الجسم.
كيف تتكون الجلطات داخل الجسم؟
تبدأ عملية التجلط عندما تتعرض بطانة الأوعية الدموية للتلف، ما يؤدي إلى تنشيط الصفائح الدموية وبروتينات خاصة في الدم تُعرف باسم “عوامل التخثر”.
هذه العوامل تعمل معًا لتشكيل شبكة من الألياف تُسمى الفيبرين (Fibrin)، تغلق موضع الإصابة وتمنع استمرار النزيف.
لكن في بعض الحالات، تتكون هذه الشبكة دون وجود إصابة حقيقية، نتيجة بطء حركة الدم أو وجود التهابات أو اضطرابات في التجلط، عندها تلتصق الصفائح الدموية بجدار الوعاء الدموي مكوّنة جلطة قد تسدّ تدفق الدم جزئيًا أو كليًا.
ووفقًا لتقرير Johns Hopkins Medicine، فإن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لتكون الجلطات:
بطء تدفق الدم – كما يحدث أثناء السفر الطويل أو قلة الحركة بعد العمليات الجراحية.
تلف جدار الأوعية الدموية – بسبب التدخين أو ارتفاع ضغط الدم.
زيادة قابلية الدم للتجلط – نتيجة عوامل وراثية أو تناول أدوية هرمونية مثل حبوب منع الحمل.
أين تتكون الجلطات؟ وما أنواعها؟
تختلف الجلطات حسب موقعها في الجسم، وتشمل:
تجلط الأوردة العميقة (DVT): وهو أكثر الأنواع شيوعًا، ويحدث عادة في الساقين أو الفخذين.
الانصمام الرئوي (Pulmonary Embolism): عندما تنفصل الجلطة من مكانها وتنتقل إلى الرئة، ما يسبب انسدادًا خطيرًا في الشريان الرئوي.
الجلطة الشريانية: عندما تتكوّن داخل شريان رئيسي، مثل شرايين القلب أو الدماغ، مسببة أزمة قلبية أو سكتة دماغية.
ما خطورة الجلطات الدموية؟
الجلطات الخطيرة هي التي تتحرك داخل مجرى الدم لتستقر في أحد الأعضاء الحيوية.
على سبيل المثال:
جلطة في القلب قد تسبب نوبة قلبية.
جلطة في الدماغ قد تؤدي إلى سكتة دماغية.
جلطة في الرئة قد تُسبب انسدادًا رئويًا قاتلًا.
كما يمكن أن تؤدي الجلطات المزمنة في الساقين إلى تورم وألم مزمن، أو ما يعرف بمتلازمة ما بعد الجلطة .
كيف يمكن الوقاية من الجلطات؟
توصي المؤسسات الطبية بعدة خطوات بسيطة للوقاية، منها:
التحرك بانتظام أثناء السفر أو الجلوس لفترات طويلة.
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على سيولة الدم.
تجنب التدخين الذى يضر بجدران الأوعية الدموية.
مراقبة ضغط الدم والكوليسترول بانتظام.
الالتزام بالأدوية المميعة للدم إذا وصفها الطبيب.
الجلطات الدموية قد تتكون في صمت لكنها لا تمر مرور الكرام، ففهم آلية حدوثها ، واكتشاف أعراضها مبكرًا يمكن أن ينقذ حياة المريض من مضاعفات قاتلة.