قد يشعر المصابون بقصور الغدة الدرقية أن طاقتهم تتناقص يومًا بعد يوم، حتى أبسط الأنشطة اليومية قد تبدو مجهدة. لكن الخبر الجيد هو أن استعادة النشاط ليست مستحيلة.فبحسب تقرير موقع Everyday Health، يمكن عبر خطوات بسيطة في نمط الحياة والعلاج المنتظم تقليل الشعور بالإرهاق وتحسين مستوى الحيوية بشكل ملحوظ.
أولاً: التزم بعلاجك الهرموني بدقة
الخطوة الأساسية في التعامل مع قصور الغدة الدرقية هي الانتظام في تناول الدواء الموصوف بدقة تامة.
احرص على تناول أقراص الهرمون في نفس التوقيت كل يوم، ويفضل أن تكون على معدة فارغة، قبل الأكل بنصف ساعة على الأقل.
يؤكد الأطباء أن انتظامك في الجرعة يساعد على استقرار مستوى الهرمون في الدم، مما يُعيد للجسم توازنه الطبيعي ويخفف الشعور بالتعب.
وإذا استمر الإرهاق رغم انتظامك، ناقش طبيبك في إمكانية تعديل الدواء أو دمج هرموني T3 وT4 وفق حالتك الخاصة.
ثانيًا: غير عاداتك الغذائية
لا يوجد نظام غذائي محدد لمرضى الغدة الدرقية، لكن تناول طعام متوازن يُحدث فارقًا كبيرًا.
اختر أطعمة طبيعية غنية بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبروتين الخالي من الدهون.
وتجنّب الإفراط في تناول الصويا أو الألياف العالية التي قد تؤثر على امتصاص الدواء.
كما يُفضّل تقليل السكريات المصنعة لأنها تُفاقم الشعور بالتعب، والحفاظ على وجبات خفيفة في المساء لتحسين جودة النوم.
ثالثًا: لا تتجاهل دور العلاج السلوكي
الإجهاد النفسي يُضاعف من الشعور بالإرهاق. لذلك، يُنصح بالاستفادة من العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو نوع من العلاج يساعد على إعادة تشكيل الأفكار السلبية المرتبطة بالمرض.
تُظهر الدراسات أن هذا النوع من العلاج يُحسن من تعامل المريض مع التعب المزمن ويزيد من قدرته على النشاط اليومي.
رابعًا: تجنب الكافيين
قد يبدو تناول القهوة أو وسيلة سريعة لتنشيط الجسم أو الاسترخاء، لكنها على المدى الطويل تؤثر سلبًا على النوم والطاقة.
الكافيين يرفع نشاطك مؤقتًا فقط، بينما.
الاعتدال هو المفتاح: اكتفِ بمشروب يحتوي على الكافيين في الصباح
خامسًا: مارس الحركة بانتظام
قد يصعب عليك ممارسة الرياضة في البداية بسبب الإرهاق، لكن النشاط البدني المنتظم يعزز طاقتك ويُساعد على نوم أفضل.
ابدأ بخطوات بسيطة مثل المشي اليومي أو تمارين التنفس، ثم زد المدة تدريجيًا حتى تصل إلى نصف ساعة من التمارين المعتدلة في معظم أيام الأسبوع.
الرياضة لا ترفع الطاقة فحسب، بل تُحسّن المزاج والدورة الدموية ووظائف العضلات.
سادسًا: نم جيدًا وتجنب السهر
قلة النوم أو اضطرابه من أكثر أسباب الإرهاق شيوعًا عند مرضى الغدة الدرقية.
احرص على نوم متواصل لمدة تتراوح بين سبع إلى تسع ساعات في غرفة هادئة ومظلمة ودرجة حرارة معتدلة.
ابتعد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وحافظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة.
إذا لم يتحسن نومك رغم ذلك، تحدث إلى طبيبك حول فحص اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
سابعًا: توقف عن التدخين
النيكوتين يُؤثر سلبًا على الغدة الدرقية وعلى جودة النوم.
وقد أظهرت الأبحاث أن التدخين يغير من توازن الهرمونات في الجسم ويزيد الالتهابات، مما يُصعّب السيطرة على المرض.
الإقلاع عن التدخين تحت إشراف طبي يساعدك على استعادة نشاطك وتحسين صحة الغدة نفسها بمرور الوقت.
ثامنًا: راجع طبيبك بانتظام
متابعة الطبيب ضرورية للتأكد من أن مستويات الهرمونات لديك ضمن النطاق المناسب.
قد تحتاج إلى تعديل جرعة الدواء أكثر من مرة حتى تستقر حالتك.
وإذا كانت نتائج التحاليل طبيعية لكنك لا تزال تشعر بالتعب، فقد يكون السبب نقصًا في الفيتامينات أو مشكلة أخرى غير مرتبطة بالغدة.
الفحص المنتظم هو الطريقة الوحيدة لمعرفة السبب الحقيقي وراء الإرهاق المستمر.
قصور الغدة الدرقية لا يعني فقدان الحيوية إلى الأبد.
بالعلاج المنتظم، والتغذية المتوازنة، والنوم الجيد، يمكن استعادة النشاط وتحسين نوعية الحياة تدريجيًا.
الأمر يتطلب صبرًا والتزامًا، لكن النتائج حقيقية وملموسة.