تشتهر الصحراء الشرقية بالبحر الأحمر باحتوائها على مناجم الذهب منذ عصور قديمة، إذ بدأ الفراعنة فى استخراجه من عدة مواقع ورسموا أول خريطة توضح أماكن المعدن الأغلى بالعالم، ثم توالت العصور فى استخراجه، حتى أن كل حقبة تاريخية تركت آثارًا تدل على نشاطها فى هذا المجال.
وترك الإنجليز بدورهم بقايا ومعالم أثناء استخراج خام الذهب لتسهيل عمليات استخلاصه من أعماق الصحراء، ومن أبرزها مصنع «الدقاق» الشهير الذى مازال قائمًا حتى اليوم محتفظًا بأركانه بعد ما يقارب مائة عام على إنشائه.
وقال أحمد طه، أحد أبناء مرسى علم، إنهم نشأوا وهم يشاهدون مصنع «الدقاق» الذى يمثل علامة مميزة للمدينة، موضحًا أنه مصنع لطحن أحجار الكوارتز الممزوجة بالذهب شيده الإنجليز أوائل الثلاثينيات، وسُمى بهذا الاسم لأنه كان يضم طواحين تعمل بطريقة الدق لطحن الصخور المشبعة بالذهب.
وأضاف أن أن المصنع كان يستقبل كميات ضخمة من أحجار الكوارتز من مواقع مختلفة مثل جبل السكرى وأم الروس وحنجليه منذ أواخر الثلاثينيات وحتى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي.
وتابع أن الخامات كانت تُطحن عبر الطواحين، ثم يُستخلص الذهب ويُسبك بالفرن الموجود داخل مبنى المعمل التابع حاليًا للهيئة العامة للمساحة الجيولوجية، والذى توسع ليشمل مكتبة علمية وقاعات لمختبرات عينات جيولوجية، ويستقبل رحلات علمية متخصصة فى علوم البيئة والجيولوجيا.
وأوضح أن المصنع الذى أنشأه الإنجليز آل مع مرور الزمن إلى ملكية هيئة المساحة الجيولوجية، ويُعد من أبرز المعالم التاريخية والجيولوجية بمدينة مرسى علم، وطالب كثير من الأهالى بالحفاظ عليه وتوثيقه بعد أن حاصرته المبانى، داعين إلى ترميمه ليصبح مزارًا ضمن السياحة الجيولوجية بالمدينة.
فيما أشار أحد العاملين بهيئة الثروة المعدنية إلى أن من المعالم التاريخية أيضًا «البنقلو» وهى استراحة خشبية أُنشئت فى الثلاثينيات أو مطلع الأربعينيات وقت إشراف الإنجليز على مناجم الذهب، ثم شغلها مدير عام المناجم حتى ثورة يوليو، وعُرفت باسم استراحة الملك فاروق لإقامته بها خلال زياراته لبرنيس وجبل علبة وأبرق، وظلت مقرًا لشخصيات بارزة من محافظين ووزراء وعلماء قبل ظهور الفنادق والمنتجعات، ومازالت قائمة حتى الآن باسم «البنقلو» وتتبع الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية.


البنقلو فى مرسى علم

تطل على ساحل البحر

فرن سبك الذهب بعد استخراجه

مصنع استخراج الذهب قديما

مصنع الدقاق بمدينة مرسى علم

مصنع الدقاق من الخارج