أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تجاوزت كونها صراعاً ثنائياً لتصبح "صراعاً روسياً-غربياً" بالوكالة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأكبر من استمرار هذا النزاع على كافة الأصعدة.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، وصف البرديسي الحرب بأنها "حرب استنزاف طويلة الأمد" تسير بحركة بندولية، حيث تتأرجح السيطرة الميدانية بين الطرفين دون حسم واضح. وأوضح أن الصراع لم يعد يقتصر على الأسلحة التقليدية كالدبابات والمدفعية، بل امتد ليشمل حروباً سيبرانية وعقوبات اقتصادية واسعة النطاق، واستخداماً مكثفاً للمسيرات والتكنولوجيا العسكرية الحديثة.
وأوضح البرديسي أن دوافع طرفي الصراع الأساسيين متباينة بشكل جذري؛ فروسيا تهدف إلى "إعادة تشكيل مجالها الحيوي" واستعادة نفوذها في مناطق الاتحاد السوفيتي السابق، بينما تقاتل أوكرانيا من أجل "هويتها وسيادتها واستقلاليتها" ورغبتها في الانضمام إلى المعسكر الغربى.
وشدد الخبير على أن الولايات المتحدة هى التي تقود حلف الناتو والغرب في هذه المواجهة، وهي المستفيد الأول اقتصادياً وسياسياً. وقال: "أمريكا مستفيدة في كل الأحوال؛ فهي تبيع أسلحتها، وتصدر غازها ونفطها إلى أوروبا بأسعار مضاعفة كبديل للطاقة الروسية. هي الرابح الأكبر سواء في عهد بايدن أو ترامب".
وحول إمكانية وقف الحرب، رأى البرديسي أن التصعيد هو سيد الموقف حالياً، خاصة مع التصريحات الأمريكية الأخيرة حول إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" القادرة على ضرب العمق الروسي. واعتبر أن المواقف المتقلبة لشخصيات مثل دونالد ترامب تزيد من تعقيد المشهد، مشيراً إلى أن الحل يبدو بعيد المنال في ظل غياب أي أفق سياسي واضح.
واختتم الدكتور البرديسى حديثه بالتأكيد على أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الباهظ لهذه الحرب التي تحولت إلى أزمة إنسانية حادة، في ظل استمرار الصراع الذي تتقاطع فيه المصالح الدولية الكبرى.