تفصيلة فى صورة.. فيلا على باشا إبراهيم أشهر عقارات جاردن سيتى

أطلق الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، مبادرة بعنوان "إنتو أصل الحكاية"، وهى مبادرة تهدف إلى تقديم "تفصيلة فى صورة" تعرض أسبوعيًا، حيث يتم نشر صور لمبانٍ تراثية من قلب مصر، مع سرد قصتها واسترجاع لحظة من لحظات الزمن الجميل، ليصبح الحنين وعيًا، ويتحول الوعى إلى التزام، وفى إطار المبادرة، شارك الجهاز القومى للتنسيق الحضارى عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، صورة من فيلا على باشا إبراهيم.

فيلا الدكتور على باشا إبراهيم، التى تقع فى 2 شارع خليل آغا عند ناصية شارع البرجاس، تقع في حي جاردن سيتي عند تقاطع شارع خليل آغا مع ناصية شارع البرجاس، تم إنشاء المبنى كفيلا سكنية للدكتور علي باشا إبراهيم، أول عميد لكلية طب قصر العيني.

صممها أوسكار هورويتز، وهناك بعض الخلط في الأسماء بسبب ربط البعض اسم المهندس الإيطالي تافاريلي بهذه الفيلا، ولكن المصادر التي تربط اسم تافاريلي بهذه الفيلا غير واضحة ولم تذكر أدلة مؤكدة كما أن اسم الشارع في بعض المصادر يختلف، فقد كان يسمى شارع الطلمبات بسبب وجود مضخات مياه في المنطقة في بداية القرن العشرين، ثم تغير اسمه إلى شارع البرجاس.

تم إنشاء الفيلا لحساب السيد علي باشا إبراهيم "1880-1947"، وهو من أوائل الجراحين المصريين وأول عميد مصرى لكلية طب قصر العينى، ووزير الصحة، وبعد خروجه من الوزارة عين مديرًا لجامعة فؤاد الأول.

أسس على باشا إبراهيم نقابة أطباء مصر عام 1940 وكان أول نقيب للأطباء في مصر، اشتراها الثرى السوري الحاج أكرم، ثم باعها في عام 1970 للشيخ مبارك الصباح الذي استخدمها كمكتب له.

تاريخ الإنشاء "1925–1929" يتزامن مع فترة مهمة في تاريخ القاهرة، حيث بدأ انتشار عمارة الآرت ديكو والنيوكلاسيك مع لمسات زخرفية راقية.

شيد المبنى على مساحة مستطيلة لها أربع واجهات حرة، ويتكون من بدروم وأرضي ودور أول، محاطة بحديقة مسورة لها أسوار وبوابات من الحديد المشغول.

تتبع الفيلا التكوين الكلاسيكي المتماثل، حيث توزعت الفتحات "النوافذ والبلكونات" بشكل منتظم يوازن بين الكتلة الصماء والفراغات، وهذا الانتظام يعكس نزعة هورويتز نحو التناظر الموزون المستمد من الكلاسيكية الأوروبية مع لمسة زخرفية، تتضمن الواجهة أعمدة أو شبه أعمدة على الواجهات، تعلوها تيجان مبسطة بطابع كورنثي أو مركب، مما يبرز الاتجاه الرأسي للواجهة. هذه العناصر تبرز تقسيم الواجهة إلى محاور معمارية واضحة، تربطها عناصر أفقية تتمثل في الكورنيش العلوي البارز مع إفريز زخرفي يعكس الطابع الباروكي المتأخر.

المدخل الرئيسي معالج ببروز معماري مع زخارف حجرية كثيفة، وأقواس وعقود تميزه كعنصر مركزي في التكوين، الحوائط تعتمد على الحجر الجيري المصقول بمهارة، مع إبراز النقوش الزخرفية حول الفتحات والإفريز العلوي، أحيانًا تُضاف عناصر معدنية في الشرفات تعكس طابعًا حديثًا نسبيًا، يعكس الطابع الإيطالي- الأوروبي في العمارة الذي انتشر في جاردن سيتي خلال عشرينيات القرن الماضي، وينسجم المبنى والحديقة مع التخطيط العمراني لحي جاردن سيتي، الذي تميز بتصميم شوارعه المنحنية وأشجاره الكثيفة، ما جعله حيًا متميزًا للطبقة الأرستقراطية والدبلوماسيين.

أهم العقارات التراثية بجاردن سيتى

يعد هذا المبنى من أهم العقارات التراثية فى جاردن سيتى التى شيدت على طراز عصر النهضة مع الباروك الإيطالى، وما زال يحتفظ بالعديد من العناصر المعمارية والزخرفية الأصلية من النوافذ والبلكونات والعقود الكلاسيكية والأعمدة الأيونية واللوجيات والكورنيشات وزخارف الدروع والخراطيش وأوراق الغار والأسنان ودرابزينات البرامق وأشغال الحديد في الأسوار والبوابات.

كانت الفيلا موقعًا شهيرًا لتصوير أحد أبرز الأفلام الكوميدية المصرية وهو فيلم الناظر صلاح الدين "2000" بطولة علاء ولي الدين وأحمد حلمي، حيث استخدمت الفيلا كموقع تصوير لمدرسة "عاشور الثانوية" التي يديرها الناظر عاشور، وتظهر الفيلا في مشاهد متعددة، خصوصًا في اللقطات الخارجية للمدرسة.