لماذا يحتاج مرضى السكر إلى تعديل جرعة الدواء مع الطبيب فى الأشهر الباردة

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 12:00 ص
لماذا يحتاج مرضى السكر إلى تعديل جرعة الدواء مع الطبيب فى الأشهر الباردة تقلبات السكر في الدم مع تغيرات الطقس

كتبت إيناس البنا

الجلوكوز سكر بسيط يشكل مصدرًا أساسيًا للطاقة لخلايا الجسم، يحصل الجسم عليه عادةً من الطعام الذي نتناوله، وخاصة الكربوهيدرات، تؤثر عدة عوامل على مستويات الجلوكوز في الجسم، منها النظام الغذائي، والنشاط البدني، والإجهاد، والأدوية، وبعض الأمراض، كما تلعب هرمونات مثل الأنسولين والجلوكاجون والكورتيزول دورًا حاسمًا في تنظيم مستوى الجلوكوز.

ومع ذلك، هناك عامل غالبًا ما يغفل عنه وهو التغيرات الموسمية، التي تشير إلى اختلافات المناخ وطول النهار على مدار العام.

كيف تتسبب التغيرات الموسمية في تقلبات مستويات السكر

وفقا لتقرير موقع " onlymyhealth"، يمكن أن يكون للتغيرات الموسمية، بما في ذلك درجة الحرارة وضوء النهار، تأثير ملموس على مستويات السكر في الدم، وخاصة لدى الأفراد المصابين بالسكر، مضيفًا أن الطقس البارد قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين بسبب انخفاض النشاط البدني وارتفاع مستويات التوتر، مما قد يرفع نسبة السكر في الدم.

على النقيض من ذلك، خلال الأشهر الأكثر دفئًا وساعات النهار الأطول، يميل الأشخاص إلى أن يكونوا أكثر نشاطًا، مما يساعد على خفض نسبة السكر في الدم من خلال تحسين حساسية الأنسولين.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر التقلبات في ضوء النهار، والتي تؤثر على التوازن الهرموني، وجودة النوم، والشهية - وكلها عوامل تلعب دورًا في تنظيم مستوى السكر، فقد يجد بعض الأفراد أن مستويات السكر في الدم لديهم أعلى قليلاً في الشتاء، وأن التحكم فيها يكون أفضل خلال الربيع والصيف.

هل مرضى السكر أكثر عرضة لتقلبات السكر 

وفقًا للتقرير، فإن الأشخاص المصابين بمرض السكر من النوع الأول والنوع الثاني أكثر عرضة للتقلبات الموسمية في مستويات الجلوكوز، ويشارك أن أجسامهم أقل كفاءة بالفعل في إدارة سكر الدم، لذا فإن أي تغييرات خارجية، مثل الاختلافات في النشاط البدني أو النظام الغذائي أو التعرض لأشعة الشمس، يمكن أن يسبب تحولات ملحوظة.

على سبيل المثال، في فصل الشتاء، قد يؤدي استهلاك السعرات الحرارية المتزايد وقلة النشاط إلى ارتفاع مستويات السكر، كما أن قصر ساعات النهار والإجهاد المرتبط بالبرد قد يحفزان استجابات هرمونية (مثل ارتفاع مستوى الكورتيزول)، مما قد يفاقم اضطراب التحكم في مستوى السكر، وقد لا تؤثر هذه التغيرات على الجميع بنفس الطريقة، ولكن من يعانون من اختلالات أيضية يكونون أكثر عرضة للخطر بالتأكيد.

هل تؤثر التغيرات الموسمية أيضًا على احتياجات الأنسولين ومتطلبات الأدوية
 

في كثير من الحالات، قد تستلزم التغيرات الموسمية تعديل جرعة الأنسولين أو أدوية السكر الفموية، على سبيل المثال، خلال فصل الصيف، عندما يكون الناس أكثر نشاطًا وقد يتناولون وجبات أخف، قد تتحسن حساسية الأنسولين، مما يتطلب جرعة أقل من الدواء.

وعلى العكس من ذلك، في الأشهر الباردة عندما ينخفض النشاط ويرتفع تناول السعرات الحرارية، قد تكون هناك حاجة لجرعات أعلى.

لا ينبغي إجراء هذه التغييرات دون استشارة الطبيب، مع مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، سواءً من خلال وخز الإصبع أو جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM)، ضرورية للكشف عن هذه الأنماط الموسمية والاستجابة المناسبة تحت إشراف طبي".

دور النظام الغذائي واختيارات نمط الحياة

يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في تنظيم مستويات السكر، حيث يؤثر على معدل دخول الجلوكوز إلى مجرى الدم وكيفية استخدام الجسم له.

للكربوهيدرات، على وجه الخصوص، تأثير كبير على مستويات السكر في الدم، إذ يتحول إلى جلوكوز، ومع ذلك، يختلف هذا التأثير باختلاف نوع الكربوهيدرات، ووجود الألياف، ووجود مغذيات كبرى أخرى كالبروتين والدهون في الوجبة.

وفقًا للتقرير، يعد الحفاظ على نظام غذائي ثابت وممارسة نشاط بدني منتظم على مدار العام أمرًا أساسيًا للحد من التقلبات الموسمية في مستويات الجلوكوز.

في فصل الشتاء، عندما يميل الناس إلى تناول أطعمة دسمة، فإن التركيز على ضبط الكميات، وتناول وجبات متوازنة، وتناول خيارات غنية بالألياف، يمكن أن يساعد في تنظيم امتصاص السكر، من المهم أيضًا الحد من الأطعمة السكرية.

يعد النشاط البدني من أكثر الأدوات فعاليةً لضبط مستوى السكر في الدم، إذا لم يكن من الممكن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في الطقس البارد، فينبغي ممارسة بدائل داخلية، مثل اليوجا، وتمارين القوة، أو التمارين الهوائية.

علامات تقلبات مستوى السكر خلال التغيرات الموسمية

ونصح التقرير مرضى السكر بأن يظلوا يقظين لأن التحولات الموسمية يمكن أن تؤثر بشكل طفيف على الجسم.

تشمل العلامات التي يجب الانتباه إليها ما يلي:

التعب غير عادي
زيادة العطش
كثرة التبول
عدم وضوح الرؤية
بطء التئام الجروح البسيطة
تغيرات غير متوقعة في الوزن
تقلبات في المزاج أو أنماط النوم

قد تشير هذه الأعراض إلى ضعف التحكم في مستوى الجلوكوز أو الحاجة إلى تعديل الأدوية، خلال فصلي الخريف والشتاء، يجب على مرضى السكر الانتباه لخطر تطور اعتلال الشبكية السكر، إذ إن ارتفاع مستويات الجلوكوز خلال الأشهر الباردة قد يؤدي إلى تفاقم مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة، بما في ذلك تلف العين.
 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب