حروق الدرجة الثانية.. كيف تحدد نوعها وتتعامل معها بطريقة صحيحة وآمنة

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 01:00 ص
حروق الدرجة الثانية.. كيف تحدد نوعها وتتعامل معها بطريقة صحيحة وآمنة علاج الحروق

كتبت مروة محمود الياس

الحرق من أكثر الإصابات الجلدية شيوعًا، وتتفاوت شدته من إصابات سطحية بسيطة إلى حالات تحتاج رعاية طبية عاجلة، وتعتبر الحروق من الدرجة الثانية من الإصابات المتوسطة التي تصيب طبقتين من الجلد، وتحتاج إلى فهم دقيق لطبيعتها حتى يمكن التعامل معها دون مضاعفات.

وفقًا لتقرير نشر في موقع Verywell Health، فإن هذا النوع من الحروق يُلحق الضرر بكلٍ من البشرة، وهي الطبقة السطحية من الجلد، والأدمة، وهي الطبقة التي تليها مباشرة. هذه الإصابة تُسبب عادةً ألمًا شديدًا وتغيرًا واضحًا في مظهر الجلد، لكنها قابلة للشفاء الكامل إذا تم علاجها بطريقة صحيحة ومتابعة مراحل التئامها بعناية.

أولًا: كيف يحدث الحرق من الدرجة الثانية؟
 

ينتج هذا النوع من الحروق عند تعرّض الجلد لحرارة مرتفعة أو سوائل ساخنة أو بخار أو مواد كيميائية أو احتكاك قوي. تتسبب الحرارة في تلف خلايا الجلد في الطبقة الخارجية والوسطى، مما يؤدي إلى ظهور بثور مملوءة بسائل شفاف، واحمرار واضح، وألم متزايد خلال الساعات الأولى من الإصابة.

وفي كثير من الحالات، يمكن أن تنتج هذه الحروق عن مواقف منزلية بسيطة مثل انسكاب الماء المغلي أو استخدام أدوات التسخين أو البخار دون حذر.

ثانيًا: العلامات المميزة لحروق الدرجة الثانية
 

من أهم ما يميز هذا النوع من الحروق عن غيره من الدرجات ما يلي:

ظهور بثور شفافة أو مائلة إلى الصفرة تحتوي على سائل واقٍ يمنع العدوى.

احمرار وتورم في المنطقة المصابة.

مظهر لامع ورطب للجلد بسبب تسرب السوائل من الأنسجة التالفة.

ألم واضح يزداد عند لمس المنطقة أو تعرضها للهواء.


في بعض الحالات، قد يتحول الجلد إلى لون أبيض عند الضغط عليه ثم يعود إلى الاحمرار، وهي علامة على أن تدفق الدم لا يزال قائمًا وأن الحرق لم يصل إلى الطبقات العميقة.

ثالثًا: مراحل شفاء الحروق من الدرجة الثانية
 

يمر الجلد بعد الحرق بثلاث مراحل رئيسية حتى يستعيد حالته الطبيعية:

1. المرحلة الالتهابية:
تبدأ فور الإصابة، حيث يرسل الجسم خلايا الدم البيضاء إلى موضع الحرق لمحاربة أي عدوى محتملة وتنظيف المنطقة من الخلايا التالفة. خلال هذه الفترة، يكون الجلد متورمًا وحارًا ومؤلمًا.


2. مرحلة الترميم والنمو الجديد:
بعد أيام قليلة، تبدأ الخلايا الجديدة بالنمو في الأدمة، وتُغلق البثور تدريجيًا مع تقشر الجلد القديم. من الطبيعي في هذه المرحلة أن يظهر الجلد وردي اللون ورقيقًا.


3. مرحلة إعادة التكوين:
في الأسابيع التالية، يزداد سمك الجلد الجديد تدريجيًا ويقوى النسيج المتكون حديثًا. قد تبقى بعض الندوب الخفيفة أو تغير طفيف في اللون، لكنها تزول عادة مع الوقت والعناية المستمرة.

تستغرق هذه العملية عادة من أسبوعين إلى ستة أسابيع، بحسب عمق الحرق وصحة الجسم العامة.

رابعًا: خطوات التعامل الآمن مع الحروق من الدرجة الثانية
 

من الضروري البدء بالإسعافات الأولية فور التعرض للحرق لتقليل الأضرار وتسريع الشفاء، وتشمل الخطوات الأساسية ما يلي:

1. تبريد المنطقة المصابة فورًا:
ضع الجلد تحت ماء بارد جاري (وليس مثلجًا) لمدة 10 إلى 20 دقيقة لتقليل الحرارة والألم. تجنب الثلج لأنه قد يُسبب تلفًا إضافيًا للأنسجة.


2. تنظيف الجرح برفق:
استخدم ماءً نقيًا وصابونًا لطيفًا لإزالة أي شوائب، ثم جفّف المنطقة بمنشفة نظيفة دون فرك.


3. تجنّب ثقب البثور:
لأن السائل داخلها يحمي الأنسجة الجديدة من العدوى، وفتحها قد يؤدي إلى التلوث.


4. استخدام كريم علاجي مناسب:
يمكن وضع طبقة رقيقة من الفازلين أو كريم مضاد حيوي موضعي، ثم تغطية الجرح بضمادة معقمة غير لاصقة.


5. تغيير الضمادة يوميًا:
احرص على تبديلها كل 24 ساعة أو عند اتساخها، مع ملاحظة أي علامات عدوى مثل الصديد أو زيادة الاحمرار.


6. تخفيف الألم:
يمكن استخدام مسكنات شائعة مثل مادة  الباراسيتامول حسب الحاجة.


 

خامسًا: متى يجب مراجعة الطبيب؟
 

يُنصح بالحصول على رعاية طبية عاجلة في الحالات التالية:

إذا كان الحرق يغطي مساحة كبيرة من الجسم أو تجاوز قطره 7 سم.

عندما يقع الحرق في مناطق حساسة مثل الوجه أو اليدين أو القدمين أو الأعضاء التناسلية.

إذا ظهرت علامات عدوى مثل الحمى، أو خروج إفرازات صفراء، أو رائحة غير طبيعية.

عند استمرار الألم أو بطء التئام الجرح بعد أسبوعين من الإصابة.

إذا كان المريض طفلًا صغيرًا أو يعاني من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة.

 

سادسًا: ما يجب تجنبه أثناء التعافي
 

لا تستخدم الزيوت أو معجون الأسنان على الحرق.

تجنّب تعريض المنطقة المصابة لأشعة الشمس المباشرة حتى يلتئم الجلد تمامًا.

لا تُزل القشرة أو الجلد المتقشر بالقوة.

لا تربط الجرح بشدة، بل استخدم ضمادة خفيفة التهوية.

 

سابعًا: حماية الجلد بعد الشفاء
 

بعد التئام الحرق، يكون الجلد الجديد حساسًا لأشعة الشمس والعوامل الخارجية. لذا يُنصح باستخدام واقٍ شمسي على المنطقة المتأثرة وتغطيتها عند الخروج، حتى لا يتغير لونها أو تبقى بقع دائمة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب