تمر، اليوم، ذكرى رحيل الشاعر المصرى الكبير أحمد شوقى، الذى لقب بـ أمير الشعراء، إذ رحل عن عالمنا فى 14 أكتوبر عام 1932م، ولا يعد شوقي مجرد شاعر عابر عاش في زمن ليس ببعيد، وإنما هو رمز من رموز الشعر العربى فى مصر والوطن العربى، شعره يدرس في مدارسنا إلى يومنا هذا، كما ترك أرث من الكتب والدواوين الشعرية التى دائمًا ما تقاوم الزمن.
أمير الشعراء أحمد شوقي
يعتبر الشاعر أحمد شوقى أحد أعظم شعراء العربية في مختلف العصور حتى أن الأدباء والشعراء بايعوه في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ"أمير الشعراء"، حيث تمَت مبايعة شوقى أميرا للشعراء فى عام 1927م من قبل شعراء العرب: خليل مطران، وحافظ إبراهيم، وأمين نخلة، وشبلى ملاط، وقد خصه حافظ إبراهيم بقصيدة عند مبايعته جاء فيها: أمير القوافى قد أتيت مبايعًا وهدى وفود الشرقى قد بايعتْ معِى، غير أن أحمد شوقى لم يكتف بالشعر فكتب النثر أيضًا.
أحمد شوقى والوطنية
وقد عبر شوقى كثيرًا عن حبه لوطنه وانتمائه لمصر وكل ما تقدمه الدولة لأبنائها منذ القدم، فقد كتب لها وعنها الكثير من القصائد والأبيات الشعرية المختلفة، فدائمًا ما تجد شعره موجودا فى كل مناسبة مرت فى تلك الفترة، حيث كتب عن النيل وعن الأهرامات وعن ملوك مصر والأمراء وغيرهم، ومن بين تلك القصائد قصيدة "يا مصر سماؤك جوهرة" التى يقول فيها..
إِن تَسأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى
وَقَرارَةِ التاريخِ وَالآثارِ
فَالصُبحُ في مَنفٍ وَثيبَة واضِحٌ
مَن ذا يُلاقي الصُبحَ بِالإِنكارِ
بِالهَيلِ مِن مَنفٍ وَمِن أَرباضِها
مَجدوعُ أَنفٍ في الرِمالِ كُفاري
خَلَتِ الدُهورُ وَما اِلتَقَت أَجفانُهُ
وَأَتَت عَلَيهِ كَلَيلَةٍ وَنَهارِ
ما فَلَّ ساعِدَهُ الزَمانُ وَلَم يَنَل
مِنهُ اِختِلافُ جَوارِفٍ وَذَوارِ
كَالدَهرِ لَو مَلَكَ القِيامَ لِفَتكَةٍ
أَو كانَ غَيرَ مُقَلَّمِ الأَظفارِ
وَثَلاثَةٍ شَبَّ الزَمانُ حِيالَها
شُمٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ كِبارِ
قامَت عَلى النيلِ العَهيدِ عَهيدَةً
تَكسوهُ ثَوبَ الفَخرِ وَهيَ عَوارِ
مِن كُلِّ مَركوزٍ كَرَضوى في الثَرى
مُتَطاوِلٍ في الجَوِّ كَالإِعصارِ