في بعض الأحيان تتسبب زيادة الحديد داخل الجسم، في الإصابة بـ"داء ترسب الأصبغة الدموية"، هو حالة طبية يعاني فيها الجسم من فائض من الحديد، و في الأغلب تكون الأعراض خفيفة، وتشمل التعب وآلام المفاصل ولونًا صدئًا أو رماديًا للجلد، لكنه قد يسبب في حالة عدم علاجه، عدد من المضاعفات، مثل تلف الكبد أو قصور القلب.
ووفقا لموقع "Very well health"، يعد السبب الأكثر شيوعًا هو تغير وراثي في الجينات، ولكن نقل الدم وأمراض الكبد قد يؤديان أيضًا إلى داء ترسب الأصبغة الدموية، ويشمل العلاج إزالة الحديد الزائد من الجسم عن طريق فصد الدم العلاجي، والذي عادةً ما يُحقق نتائج جيدة.
أنواع وأسباب داء ترسب الأصبغة الدموية
يصنف داء ترسب الأصبغة الدموية عمومًا إلى أولي أو ثانوي، حيث يعد داء ترسب الأصبغة الدموية الأولي وراثي، وينتج عن طفرات جينية تؤثر على امتصاص الجسم للحديد، أما داء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي فيحدث نتيجة أمراض كامنة تُسبب تراكمًا مفرطًا للحديد.
ويعد نمط وراثة داء ترسب الأصبغة الدموية الأساسي " جسمي متنحي"، أي أن الحالة تُسبب أعراضًا إذا ورثت الطفرة الجينية من كلا الوالدين، بينما لا تظهر أعراض المرض في حالة وراثة نسخة واحدة فقط من الطفرة.
إذا كان الشخص حاملاً للطفرة، فلن تظهر عليه أي أعراض، ولكن قد يرثها أبناؤه إذا كان الوالد الآخر يحمل الجين نفسه، وعادةً ما تبدأ أعراض هذا النوع من داء ترسب الأصبغة الدموية في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر .
داء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي
قد يحدث داء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي بسبب حالات طبية أو ظروف تؤدي إلى زيادة نسبة الحديد في الجسم، مثل:
عمليات نقل الدم المتكررة (عادةً كعلاج لاضطراب في الدم )
الفشل الكلوي
أمراض الكبد
ويعد تناول مكملات الحديد الزائدة أو تناول الحديد الغذائي الزائد هو سبب نادر لداء ترسب الأصبغة الدموية، لأنه حتى مع تناول كميات كبيرة من الحديد، فإن امتصاص الجسم للحديد وإخراجه قد يظل قريبًا من المعدل الطبيعي .
داء ترسب الأصبغة الدموية عند الأطفال
يبدأ داء ترسب الأصبغة الدموية لدى الأطفال بالظهور قبل سن الثلاثين، ويمكن أن يُسبب تأخر البلوغ، وأمراض القلب، والسكري، وآلام المفاصل، وأمراض الكبد، وتحدث هذه الحالة بسبب وراثة طفرات غير طبيعية في جينات HAMP أو HJV ، وهي تُورث بنمط وراثي جسمي متنحي.
كما يعد داء ترسب الأصبغة الدموية عند حديثي الولادة اضطراب نادر، يحدث بسبب تلف في كبد الرضيع، قد يكون ناتجًا عن الجهاز المناعي للوالدين، حيث يتسبب تلف الكبد في تراكم فائض من الحديد في جسم الطفل .
عوامل الخطر لداء ترسب الأصبغة الدموية
إن أهم عامل خطر للإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية هو وجود أحد الوالدين حاملاً للطفرة الجينية، بالإضافة إلى وجود سبب كامن لفرط الحديد.
ربما تعلم مسبقًا أنك معرض لخطر الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي إذا كان أحد والديك أو أحد أشقائك أو أحد أقاربك بالدم مصابًا به، في هذه الحالة، يمكن إجراء فحص لمعرفة ما إذا كنت قد ورثت هذه الطفرة.
تشمل عوامل خطر الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي اضطرابات الدم التي يتم علاجها بنقل الدم المتكرر، مثل مرض فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا، بالإضافة إلى أمراض الكبد، أو أمراض الكلى، أو إذا كنت تتناول جرعات عالية من مكملات الحديد.
أعراض داء ترسب الأصبغة الدموية
تشمل علامات وأعراض داء ترسب الأصبغة الدموية ما يلي:
ضباب الدماغ
تقلبات المزاج
فقدان الوزن
آلام المفاصل
علامات أمراض الكبد مثل "تضخم البطن، أو اسمرار الجلد أو تحوله إلى اللون الرمادي"
مرض السكري
عدم انتظام ضربات القلب أو قصور القلب
اضطرابات في الدورة الشهرية
حدوث اضطرابات في ضغط الدم
قصور الغدة الدرقية
قد تتفاقم هذه العلامات والأعراض تدريجيًا مع داء ترسب الأصبغة الدموية. من المهم الحصول على رعاية طبية لهذه الأعراض، سواءً كنتَ معرضًا لخطر الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية أم لا.
علاج داء ترسب الأصبغة الدموية
إذا كنت تعاني من داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي، فستحتاج إلى علاج ومراقبة مدى الحياة، ويمكن أن يساعد العلاج في خفض نسبة الحديد في الجسم ومنع المضاعفات.
في حالة داء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي، ستحتاج إلى علاج لإزالة الحديد الزائد، وقد تحتاج إلى إدارة السبب الكامن وراء ذلك والمراقبة المستمرة لتحديد أي تكرار لفرط الحديد.
يتضمن علاج معظم أنواع داء ترسب الأصبغة الدموية عادةً فصدًا علاجيًا، عن طريق سحب الدم، عادةً ما يُخفّض هذا العلاج مخزون الحديد في الجسم، لكن تأثيره مؤقت.
في بعض الحالات، يُمكن استخدام العلاج بالاستخلاب، وهو دواء يرتبط بالحديد، لإزالة تراكمه.
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالاستراتيجيات التالية للتعايش مع داء ترسب الأصبغة الدموية:
تجنب مكملات فيتامين سي ومكملات الحديد، والتي يمكن أن تزيد من نسبة الحديد في جميع أنحاء الجسم.
تجنب الكحول لأنه يزيد من خطر تلف الكبد.
يمكنك الوقاية من العدوى عن طريق عدم تناول الأسماك والمحاريات غير المطبوخة والحصول على التطعيمات الموصى بها.