واصلت الصحف العالمية احتفائها بـ قمة شرم الشيخ للسلام ، التي عُقدت أمس، الاثنين 13 أكتوبر 2025، معتبرة إياها خطوة محورية نحو تحقيق السلام في غزة ومنطقة الشرق الأوسط. وجمعت القمة، التي استضافتها مصر برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكثر من 30 قائدًا عالميًا، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار.
أبرز ما ميز القمة توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلى جانب صفقة لتبادل الأسرى تضمنت إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل نحو 2,000 معتقل فلسطيني، ووصف ترامب الاتفاق بأنه "يوم تاريخي" وأعلن بدء "المرحلة الثانية من المفاوضات".

وسلطت الصحف الإسبانية الضوء على الدور المصرى المحورى فى أزمة غزة ، وقالت صحيفة بوبليكو إن القمة عكست الثقة الدولية فى قدرة مصر على قيادة التفاوض وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
ومن جانبها، أكدت وسائل الإعلام الإيطالية ، مثل وكالة أنسا ، أن رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلونى أعربت عن استعداد بلادها لإرسال قوات إلى غزة إذا طلبت الأمم المتحدة ذلك، ما يعكس اهتمام روما بالمساهمة العملية في عملية السلام ومساعدة السكان على إعادة بناء حياتهم بعد الحرب.
أما الصحف الأرجنتينية، مثل لا ناثيون، إن القمة التى عقدت فى مدينة شرم الشيخ عكست التوافق الدولى حول ضرورة تقديم الدعم الإنسانى وإعادة الإعمار وضمان الإلتزام بالاتفاقيات الموقعة.
وفى فرنسا قالت صحيفة لوموند ، إن تلك القمة ، مثلما قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ، بأنه الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام فى المنطقة ، كما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن القمة كانت فرصة لتجديد التزام باريس بدعم حل الدولتين وتقديم مساهمة فعالة لإعادة بناء غزة بما يتماشى مع المعايير الإنسانية الدولية.
من جهة أخرى، تناولت الصحافة البرتغالية، منها صحيفة بوبليكو ، القمة واعتبرها نموذجا للتعاون الدولى والإقليمى ، مشيدة بدور مصر كوسيط رئيسى فى إنهاء حرب غزة ، وما قدمته من جهود دبلوماسية لضمان توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى ، إضافة إلى دعم الدور الأمريكى فى تسهيل عملية التفاوض.
أما الصحف الألمانية ، منها Die Zeit، فقد ركزت على الجانب التنظيمي للقمة، مشيرة إلى أن حضور أكثر من 30 قائدًا عالميًا يدل على أهمية الموضوع وإلحاح البحث عن حلول طويلة الأمد، وأبرزت الصحيفة الدور المصري في قيادة المفاوضات، والقدرة على التنسيق بين القوى الإقليمية والدول الكبرى لضمان التوصل إلى حلول عملية ومستدامة.
وأشارت وسائل الإعلام إلى التحديات المستقبلية ، مثل صعوبة إعادة بناء غزة بعد سنوات الحرب ، وضرورة التزام الأطراف الفاعلة فى المنطقة بالاتفاقيات الموقعة ، كما نبهت بعض الصحف إلى غياب ممثلى الأطراف الرئيسية خلال القمة قد يطرح تساؤلات حول فعالية التنفيذ على الأرض ، وضرورة متابعة المجتمع الدولى لتطبيق بنود الاتفاق بشكل حقيقى ومستمر.
وشكلت قمة شرم الشيخ مناسبة لإعادة الأمل في عملية السلام، وأظهرت مرة أخرى قدرة مصر على لعب دور الوسيط المحوري في النزاعات الإقليمية.
كما أن الصحف العالمية اتفقت على أن القمة لم تكن مجرد حدث دبلوماسي رمزي، بل شكلت منصة لإعادة بناء الثقة بين الأطراف، وإطلاق مرحلة جديدة من الحوار والتعاون الدولي، مؤكدين أن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ اتفاقيات وقف النار وتقديم الدعم الإنساني وإعادة إعمار غزة، بما يعزز الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.